الاثنين، 16 فبراير 2015

دوما حزنْـتُ على دمــاكِ تسيلُ

دوما حزنْـتُ على دمــاكِ تسيلُ
دوما بكيــتُ على دمــاكِ تسيـلُ****مِنْ مُقْلتيَّ جَرت عليكِ سيولُ
ماذا دهاني؟ ساورتــــني حيرةٌ****وأصابني مما رأيْــتُ ذهــولُ
ما للمليــــحةِ قد جفــاها صحبُها****لمّا غــــزاهـا قُرمط ومغولُ
نظــروا إليـها وهي في أرزائها****لم يُبصروا ما قد جناهُ الغولُ
وكأنّــهمْ زورًا قـــد انتـسبوا لها****أم إنــها فيمـا يــرون لَذَيْــلُ؟
خسئـــوا فإنهم عبــــيد للــــعـــدا****هـمْ مُرجفون وإنهم لذيـــولُ
كلّا ورب النّـــاس، دوما شــامةٌ****ولــديَّ فيما قد ذكَــرتُ دليلُ
مِنْ غابِـــر الأزمان كانت مَعْلَمًا****والخيْـــر منــها دائمًا مأمولُ
هي مَوئِــــلٌ للعلمِ يُؤتَـــى أهْــله****شهـدت عليها أفرعٌ وأصولُ
هي شوكة في حلق كل منافــــق****كم نــالهُ من بأسهــا تنـــكيلُ
فيها غراس للبُــــطولَــة والفـــدا****لسيــوفهم عند اللقــاء صليلُ
دوما، علت، برجالها ونسـورها****ولها كُماةٌ في الوغى وفحولُ
دوما غدت أسطورة بين الورى****في كل ملحـــمة لهـــا ترتيـل
لبّــــت نداء الثائرين على الخنـا****ما كان فيها قــاعدٌ وخـــذولُ
قد أمطرت وكر العدا بقــنــــابلٍ**** منضـودة، وكأنهــــا سِجّيلُ
ردّت عليهم كَـــيدهم في نحرهم****لمّا اعتدوا، والشاهد البرميل
فاغتاظ منها القُــرمطي وجاءها****يُرغي ويُزبد، إنه مَـخْــبــولُ
ألقى عـلــيــها حقـــده وغَـــباءه****لهمــا بأجْــــــدادٍ له تأصــيلُ
دكّ البيــوت فأصبحت أثرًا ولم****يُر بعْــــدَ ذلك ساكــنٌ ونزيلُ
والنّـــاس أصبح حالُهم يُرثى له****فَـمُشــردٌ ذو حَــيْــــرة وقتيلُ
شبّت حرائق ههنا وهـــنـاك في****أرجائها، فالويْـــلُ ثمّ الويــلُ
ويلٌ لِمن أذكى لهــيبَ أوارهـــا****هـو مارقٌ، هو خائنٌ وعميلُ
ويـلٌ له من غضــــبَةٍ مُضريـةٍ****فيها ســـتنفر قـادةٌ وخيـــــولُ
من أهــل دوما، شيبها وشبابها****ونسائها، يهديْــهمُ التنــزيــــلُ
ستطالهُ في جُحْــرِه وحُصــونهِ****وتجــــرُّهُ، في قــيدِه مكبـــولُ
يا شــامة الشام المبارك أهـــله****ونجادهُ، ووهـــاده، وســهُـولُ
صبرًا فإنّ اللـــهَ مُنجـزُ وعـدهِ****وغدًا ستزهـو في رُباكِ حقولُ
وبراعِــمُ الإسلامِ تصدح عاليًا**** ومقـالها التكبيــــرُ والتهليـــلُ
وترينُ خُنْفوس الضلالة خانسًا****والنّاسُ ترقصُ فـوقه وتبــولُ
=========

الإثنين 27/ربيع الثاني/1436 الموافق 16/شباط/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق