الأحد، 15 فبراير 2015

ببابِك قد وقفتُ...طرحتُ نفسي

ببابِك قد وقفتُ...طرحتُ نفسي
إلهي قد نظـــــرتُ إلى ورائـــي****فأبصرتُ الذي قـــد كان دائي
لقد أبصــــــــرتُ أيامًا تــوارتْ****وأخفَتْ في تواريـــها عنـــائي
على وجهي سقطتُ بلا حِــراكٍ****لما شاهدتُ من عظَـم البـــلاء
حسبــــتُ بأنّــه ســـرّا سيـبــقى****ويطــويـه الـزمــان مع التنائي
فآثــامي تفــوق الحصر عـــــدًا**** وأوزاري كطيــنٍ في شـتـــاء
ولو وُزِنت جبالُ الأرض كانت****بجـــانبها كــذرّاتِ الهَـــبـــــاءِ
تجـــولُ بخاطري في كل يــومٍ**** وتدهمنــي بصُبـحٍ أو مــســاءِ
أحـــــــاولُ أن أغــيّـــبها فتبدو****معــالِمُهـا أمـامي فـي جـــــلاءِ
وذكــراها المــريرةُ في حياتي****تؤرِّقُنـــي، وتحرمني ضيـــائي
وتبقى النّفس في مـدٍّ وجــــزرٍ****تذبذب بين خـــوفٍ أو رجــــاءِ
أقــولُ لهـــا: ألا يا نفسُ مهــلًا****فما تُخفيـــهِ منْـكشفُ الغطــــاءِ
إذا ما غاب عن عبـــدٍ ضعيفٍ****فلن يَخْـفى على ربّ السمـــــاءِ
دعينـــي فــــي معيّتـــهِ فـــإني****بها سأراكِ في أســمَى ارتقـــاءِ
إذا ما نــام عُشّــــاقُ الليــــالي****هرعتُ إلى حبيبي في الخفــــاءِ
إلهــي، إن عـبــدكَ في بحــار****من الأدران، يشكـو من عنــــاءِ
أتاكَ وقد تسربــلَ في ذنـــوبٍ****ومنها الظهـر صار إلى انحنــاءِ
ببابِك قد وقفتُ، طرحتُ نفسي****على الأعتابِ، أسأل عن دوائي
وأجهش بالبكــاءِ ودمــعُ عيني****على خـــدَيَّ يجري فــي سخاء
وعـــدتَ القــادمين إليك عفــوًا****وصفحـــًا، أنـت أوفى الأوفياءِ
عزائي أنني عبــــد ضعــــيفٌ****وفيْـــكَ غدوتُ أقوى الأقـــوياءِ
عـزائــــي أنني عبــــد فقيــــرٌ****بفضلك صرتُ أغنى الأغنيــاءِ
أتتــركني إلى الأوزار تقضــي****عـليَّ وأنتَ بحر في العطـــــاءِ
أيُعقل أن تراني فــــي شـقَـــــاءٍ****أكابــــــده، ولا تُنهي شقــــائي
دخلْت حمـــاك يا مـــولاي غرّا****فعفـوك كان أكبـــر من بلائـي
دخــلْتُ حمــاك ملتــــمسًا لقلبي**** شفاءً، فاستجب، ربي، دعائي
يقيــني أن جـــودك كان غيثًــــا****لمَـــن يأتيك منقطع الرجـــــاءِ
الإثنين 27/ ربيع الثاني/1436 الموافق 16/شباط/2015


  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق