الجمعة، 25 ديسمبر 2015

ضُمي لصدرك فـارســـًا ظمآنـا


ضُمي لصدرك فـارســـًا ظمآنـا
في يوم الجمعة، الرابع عشر من ربيع الأول لعام ألف وثلاث مئة وسبعة وثلاثين للهجرة النبوية، الموافق للخامس والعشرين من كانون الأول لعام خمسة عشر بعد الألفين للميلاد، استهدف طيران العدو الروسي موقعًا في غوطة دمشق، كان فيه القائد الفذ "زهران علوش"، وكوكبة من أعوانه، فاستشهد زهران وبعض من كان معه...كان النبأ محزنًا ومؤلمًا لأحرار الثورة ورجالها المخلصين...فقلت في رثائه:
ضُمّي لصدرك فـارســـًا ظمْآنـا****ضمي إليـك حبيـبَنا زهــرانا
ظمــآن يهفـو للجنـــان وأهلــهـا****ممّـن مضوا من قبْـله إخوانا
يا شام إني حـائِــــرٌ فيما أرى****هــذي رياضك قـد زهــت ألوانا
وتأهبت لترى الحبيب مُضمخًا ****بالعـطر  فاح  وطيّب  الأكوانا
فيْــم البكـــاء؟! أليس حِبُّك عائدًا****بعــد الغيــاب مُطيَّبًا مُزدانــا
وثراك  سوف  يضمه  في  لهفة **** ويقول  أهلا  بالذي  وافانا
فـيم الدموع، وفيم صوتك خافتٌ****من قـبْـلُ كان مُغــردًا ألحانا
فالأمّ تفــرح حين يأتيـها ابـْـــنها****وفــؤادُهــا يغـدو بـه هيمـانا
أرجـوك حُلي لغــز مُحـتار رأى****فرَحـًا لديكِ كما رأى أحزانا
قالتْ: بُنيّ، أأنتَ تسألنــي وقــــد****أُخْــبِرْت أنك تفْهم العنـوانـا
حُزني على زهران يعـــني أنني****أبكي مُعَــنًى يعشق الأوطانا
حزني على زهـران يعــني أنني****أبكــي فؤادًا نابضــًا إيمـــانا
حـزني على زهـران يعني أنني****أبكي شجاعًا أرعَب الطّغيانا
ما كان فــي وادٍ ولا ســهْــلٍ ولا****في أنجُدٍ، إلا لها قـــد زانــا
تأتـــيـه خاضـعــةً لـــه ولأمــره****منقـادة، قــــد أذعنـت إذعانا
حُـزني على زهـران يعـني أنني****أبكي فتًى قد واجـه الطوفانا
أبكي جـــوادًا راحــتـاه امْتــدتـــا****للناس، كم أعْطاهمُ نشـــوانا
أبْكي المحَنّك إذ يقـــــودُ رجـالـه****في حكمـةٍ، وكأنَّــه، ما كانـا
أبكي على  رجل بكَـتْــهُ مــواطنٌ****شهدتْ له،  وتفجَّـرتْ بركانا
شهدت له في سلمـهِ، في حـربـهِ****أبلى، وأثخنَ في العدا إثخانا
أبكي عــليـه لأنـــهُ..... ولأنــــهُ..****ولأنــه......لا أستــطيع بيـــانا
لكنني فرحــانـــــــة مســـــرورة****بشهادة ابْني مُقــبلًا وتفــانى
فالله يختــار الشهــــيـــد إذا رأى****في صدقه وبلائــه بُرهـــانا
قد كان يخـدم ثـورةً عمـــلاقــةً****في الشام جاءت تهدم الأوثانا
دومــــا وجارات لها بـــــادلنـه****حــبًا بحب، عاشـــقًا ولهـــانا
زهـرانُ، يا ولدي، مضى لمليكه****قـد نال في عليائه الرضوانا
لكنّ ســــــرّا قــال لي بوحي به****يومـًا إذا ما اختارني مولانـا
قـولي لــعـــلْج غــادرٍ في أنــه****سيرى ملايينًا غدت "زهرانا"
وبأنّـــــــهــا ستـدوسه بنـعـــالها****وتعيده مُسْتَقْـــبحـــًا ومُهـــانا
والياسمينُ يعـــود ينـفـح طِيْــبه****في الشــــام ثم سيغمر البلدانا
والــناس فيها سوف تنعمُ بالأما****نِ وبالســلام وتقـــرأ القرآنــا

الجمعة 14/ربيع الأول/1437 الموافق 25/كانون الأول/2015

الجمعة، 18 ديسمبر 2015

قلبي ينادي: لا تقف عن مدحه

قلبي يُنادي: لا تقف عن مدْحهِ
في يوم ذكراك العظــــــيمة أنعـمُ****يا صاحب الذّكرى فذكرُك مَغْنمُ
ذكْــراك مَبْعثُ فرْحـةٍ يا ســيــّدي****للعالمين، إذا وعــــوا وتفـهموا
في ليــلة الميـــلاد جاء بخاطـري****ما كان للصخــــر الأصمّ يُهشّمُ
حينًا أراهـــا بالمـــديـــح تميّــزتْ****فأهيمُ شـــوقًا للرسـولِ وأُغــرَمُ
حيـــنــًا أراهــــا قـــصّـةً مَتْــلُــوَّةً****فأقــولُ: هيّــا يا صحابي نفهــمُ
نُصْغي ونسمع سيْــرةً للمصطفى****مهمــا أُعِـيْـدت، إِننـــا لا نــسأمُ
لكـــنّــني حــيْـــنــًا أحِــسُ بأنّــها****كانتْ نذيــــرًاً، للمُصيْـــبة تُعـلِمُ
تلكَ الْخـــواطـــرُ إنْ أتتني ليْـلها****فلقد أتاني بعــــدها ما أُعْـــظِــمُ!
وســألْتُ نفسي يومها فــي حسرةٍ****مــاذا عسأأأنا للرسـولِ نُـقــدّمُ؟!
يا سيّدي، أنـا دون مــدْحِكَ إنّــمـا****نفســي تتــوق لنوركمْ وتُســــلّمُ
أنتَ الذي أعــلك، قـــدرًا، ربُّنـــا****يُثْــني على أخــلاقِـكم ويُـعــظـمُ
أنـا لنْ أُعـــدّدَ مُــعْــجــزاتٍ قالها****مَـنْ كان قبـلي، في هـواك مُتيّمُ
تعِسَ امْرؤٌ ما نال بعض علومـها****فـلِمــا نُعــاني، دائـمًا، هي بلسَمُ
أوْحـى إليــــكَ الله هـَــــديًا خــالدَا****نرقى بـه، نحــــو العلا هو سُلّمُ
بَحــرُ العــلوم وكلُّهـــا منْ جُـوده****لـولاه كُنّـــا في الْجَهـــالةِ نُــرْدَمُ
حارت عُــقـولُ العــالمين بِعُمــقِهِ****يهـدي الأنـام إلى التي هي أقْومُ
مـــــا كان قـولُك عـن هوًى لكنما****يُوْحَــى إلَيْكَ بما تَـقُــولُ وتحكُمُ
كان التعَـصّـــبُ والتّــخَـلّف سائدًا****حتى أتـــــيت إلى الأنــامِ تُعــلّمُ
والنّــاسُ كانوا يعـبـدون حجـــارةً****تــوحيدُ ربّــك راح فـــيها يهدمُ
في الشّرْقِ كان الفرس أقوى دولةٍ****قد أفْسدت في الْعُرب كانتْ تظلمُ
إيــوانُ كسرى قـد تــرنّح ســاقطًا****ورجـــالُه، بهداك، جاءتْ تُسْلمُ
والرّومُ كانتْ أُمّــةً قــد أسْــرفتْ****تقضى عـلى مَـنْ دونها وتُحـطِّمُ
فـــأزلْت كلّ معــــــالمٍ لفســادهـا****وهِــرقْل بات مُشـــرّدًا لا ينْعــمُ
وجعــلْتَ عِـزّة قومِنا في حملهم****عـلَمَ الْجهـادِ، وذلّـهم إنْ أحجَمـوا
ونطقْـــتَ بالنّـور الذي أعطـاكَه****ربُّ الأنـــامِ وكان ثغــرك يبسُــمُ
أنْـــتَ الذي عـلّمتَــــنا بوصيّـــةٍ****أفشوا السلام، لتسْلمـوا ولِتُرحموا
عـلّمْــتَـــــنا بالعِـزّ نطلُبُ رِزْقنا****لا بالْمـــذلّـــــة، إنّــهــا لتـــنــــدّمُ
أنْـتَ الذي بالجــارِ قدْ أوْصيتــنا****ولذي القرابةِ والمــروءة نـــرحمُ
حـاربْتَ كلّ تمــيُّزٍ بيـــن الورى****إنّ التــقيّ بشـــرعـكمْ هو أكْــرمُ
قد كانَ آخرَ قولكم فـي ذي الدّنى****أوصيْــكمُ بـــنسائكم، لا تظلمُـوا
يا سيدي، عفـوًا فــإنــي عــاجـزٌ****عنْ حصْرِ كلِّ فضيْـــلةٍ لكَ تُعلَمُ
أبدًا سيعْـــجز كلُّ مَــن يبغي لهـا****حصْــرًا، فقَـلبُك بالفضائل مُفْعمُ
بَـلْ أَنْــتَ أصــلٌ للفَـــضائل كلّها****فـاللـه ربّـكَ مــانــحٌ، لكَ مُــلهِـمُ
قُـــــرْآنُــه خُلـُـقٌ لكم يا سيّـــــدي****منْ أجْـلِ هــذا إنّ قولَك مُحــكَمُ
يا ليتَ شعري كيف أُنْهي قصّتي****في هـــذه الذّكْرى وكيف سأختمُ
قَـلبي يُنــادي: لا تقفْ عَـنْ مدحِهِ****مهما اجتهـدتَ فمدْحُه هو أعظمُ
لكنّـني عــــبْـدٌ ضعيــــفٌ عاجــزٌ****قلمي، لِــعَجْــزٍ عن مديحِكَ يألمُ
صـلّى عليـــكَ اللهُ يا عَلم الهـــدى****ما دامَ بَـدرٌ قي السمــاء وأنْجـُمُ


الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

هنيئًا آل جولاق الوساما

هنيـــــئًا آل جـــــولاق الوساما
رثاء الأخ الشهيد: محمد سليم جولاق
هنيـــــئًا آل جـــــولاق الوساما****على صدر اليطولة قد تسامى
على صدرين ممتلئيــــن نــورًا****وإيمانًــــا وعـــلمًا واحـتشاما
أخٌ وأخــوه قــــد نشــــأا ببيت ****عـلى حــب الفضيلة واستقاما
فــذاك "أبو سليم" كان رمـــزا****وفي ساح الجهاد غدا إمــامــا
وأبلى في "الثمـــانين" انتصارًا****لدين اللــه وامتشق الحُســـاما
وهــاجـر مُبـتلًى وغـــدا غريـبًا****لغيـر الحق لم يرض احتكاما
ولم ينس الديار وما اعـتــــراها****قيــامًا أو قعـــودًا أو منــــاما
وراح يُـــــعــد للإنقــــاذ نهجـــًا****به يمحو الظــلامة والظـلاما
ولما الشعــب ثـــار على ضلالٍ****بأرض الشام يأبى أن يُضاما
أتــاها مُسْــرعًا ومــضــى حثيثًا****ليبــــلغ في سواحلها المراما
فأعـطى الأرز والزيتــون عهـدا****وعهــد الحـر يُلزمـــه لزاما
جبال التركمــــــــان رنـت إليــه****به هــامت وفيهـا كان هــاما
سقـاها مــــــن دم حُــرٍ طهـــورٍ****وفوق ترابها صلى وصــاما
يُعانــــــــــقها فتـجذبُــه إليــــــها****يبادلها المحــبــة والغــرامـا
إلى أن جـاءها وحـش حـقــودٌ****وفيه الحقد يضطرم اضطراما
رمى ذرواتــها بلهيـــــب نـــار**** من الأشجار ينتقم انتـــــقاما
ويهدم ما يُـــلاقي مـــن قُــراها****ويجعلها يبــــابًا أو ركامــــــا
وقتـــّل أهلها من غير ذنـــــــبٍ****وأطفـــالًا، وما بلغوا الفطاما
فهـبّ أبـــــو سليم مثـــــل ليثٍ ****وشــد على مطيّتــه الحــزاما
وفــوق جــواده غــــــــنى نشيدَا****به يهدي أحبــــــــته السلاما
وأثخــن في العـــدو وصاح فيهم****سنُعمِل فيكمُ الموت الزّؤامـا
وظـــل يُذيــقهـــــم مــرّ المنـــايا****وحـرّم عن عيونهم المنــاما
رآه الله أهــــــــــلًا لاصطــفـــاء****فــقـــربه وقلّـــده الوســامــا
وسام شهــادةٍ ووســـــام صـــدقٍ****له يُعلي المكانة والمقـــــاما
أخــوه رأي بعينــــــــيه المـــزايا****وثغـر أخيـــه يبتسم ابتساما
فقــــال: بَــــــــخً، ألا تبًــا لدنْــيـا****نغــرّ بهــــا فتجعلنا حطـاما
ألا قُـــم يـــــــا زيـاد إلى جنـــانٍ****أُعدّت للذي يرعى الذمــاما
أعــدت للذي فــــي الله يمـــضى****ومن للعدل في الدنيـــا أقاما
سويعـــات مضت ومضى شهيدًا****لــــه قـد أحسن الله الختــاما





هل مَن سيُنهي حَيرتي؟!

تأهيل القاتل .....
هـل مَـنْ سيُنهي حيرتي؟****هل من يُــفرج كربتـي؟
أنـــا لا أصــدّق أنْ أرى****مـن خانني، في خيمــتي
بالأمــس جــاء لمسمَعي****خبـــــرٌ أثـــــار حفيظتي
عن همهــمــــات قالهــا****عــلـــجٌ عــديــمُ الــذمــةِ
أمّــاه هــــل حــــقًا سنهـ****تفُ باسم قاتـل إخــوتي؟
أمــاه هـــــل سيكون قــا****ئــــدَنا مدمّـــرُ قريـتـي؟
أمّــاه هــل ســأرى الذي****أخفى أبي؛ فـي حارتي؟
يمــــشي أمامــــي شامتًا****بأحبّــــتـي وبِصُحـبـــتي
نــظــراتُـــه تَـروي حـكا****يـــة حقـــده لقـبيــلتــــي
كم ذكّــرتـْـنــــي بالأسى****لما اســـتــقـــر بمهجـتي
لمَــــا رأيــــتُ سيـــوفـهُ****قــــتــلَت لديّ طفــولتـي
ورأيْـــــتُ أزلامًــــا لــه****عاثوا بمـنـــزل جــارتي
خرجــت تصيح وتستغيـ****ثُ، بصوتـــها: يا أُمتـي
وإذا بســهــــــمٍ غـــــادرٍ****طُــعِنـتْ بــه في غفـــلةِ
نظـــــرتْ إليّ كأنــهـــــا****تشــــكــو بكل مــــرارة
قــالت بصــوتٍ خـــافتٍ****بـلّـغ بُــــنيّ رســالــــتي
قـــــل للرجــال وللنّــســا****ء، وكل مَن مِنْ جـلدتي
أنا أمّ أحمــــــــد لا أســــا****مِــحُ، خــاذلاً للثــــورة
مـنْ يــدّعي نصرًا لـــهـــا****ويداه في يــد طُغــمــةِ
تبّـًـــا لَــهُ مِـــــنْ مُـفْــتـــرٍ****يــأتـي بأعظـــم فريــةِ
ما كنْـــــتُ أنســـــاها ولا****أنسى حكايــــا جــدتـي
كم حـدّثتني، وهـــي تـبـــ****كي في أسًى في حُـرقةِ
عن والدي.. كيف اختفى****ورمــوه فــي الزّنــزانةِ
زعمــوا بـــــأن عصــابة****أغــرت بــه بجــــريمةِ
هــــم يعلمـــــون بأنهــــم****مكــروا بــه فـي كــذبةِ
كم جــوّعــوه وعـــــذّبــو****هُ،وأوثقـــوه بخشـــبـــة
حرموه ذكـر الأقــــــربيـــ****ن، كخالتــي أو عمّتي
وبلــيــــلــة ليـــــلاء قــــد****جــاؤوا إلـيـهِ بِخــلْســَةِ
شنقـــوه في جُــنْح الظـــلا****م، فـيـا لهــا من ليـــلةِ
أمّــــــاه قـــولــــي للــــذي****يسعـى لوأد قضـيتـــي
ويـــــرى بقـــاتل شعبنــــا****في الشام أهــلَ قيـــادة
ويريــــد منــــــي أن أرى****ما قــــد رأى بغبــــاوةِ
اخســأ فأنْــــــت ربيبـــــه****ونظـــيرهُ في الْخـســـةِ
بُــعْــدًا وسُـحــقًا أنتَ مــنْ****ينوي اغتيــالَ الثّــورةِ
أمّــاهُ أيـــن عصــــا أبــي****فغــدًا ستصبح حربتـي
وبهــــا أذود عــن الشـــــآ****مِ وأهلها، عن ثـورتـي 


الأحد، 29 نوفمبر 2015

لله درّك فارسًا يا أحمد

لله درك فـــــارسًـــا يــا أحـــمـــدُ
خمس مضين وأنت فيـــها فــــرقد****لله درك فـــــارسًـــا يــا أحـــمـــدُ
خمس مضين ولم تــــذق من راحة****جســديـــة لكـنَّ قــلْـبـَـك مُسـعَــدُ
فالنّفس إن عظمـــت فإن هنــــاءها****بسـعـــــادة عنـــد الورى لا تنـفد
ذا شأن من حمـــــل اللـواء بحقـــه****يفديـــه بالغــالي النفيس ويصعـد
ذا شـــأن من لم يكتـــرث لقـــلامة****يُــرغي لهـا حيـــنًا وحــينًا يُـزبـدُ
يُمناك كنْـــت بهــا تشيـِّــــد مَعْــلمًا****للجـيـــل في درب الهــدى يتوحد
أمّا شِمـالك فهــي تُثْـْــخِنُ في العدا****ولكل علـــجٍ فيـهـــم هــي تحصدُ
ما كنتَ تسمـــع عن لقــاءِ كريــهة****حتى تُـرى فيهـــا وأنْـــت مُسـوّدُ
في الرأي كنت المستشارَ لمن أتى****يبغي النصيحة، أنتَ فيها المقصدُ
في السّـلمِ أو في الحربِ أنتَ مُقدّم****ومُــقــدّم، ولك المواقـــف تشهــدُ
أنتَ "البشيريُّ" الذي بشرت فــي****جبـلٍ غـــــدا بجـــــهـــاده يتـــوقدُ
جبلٍ تنـــافس بالعـطـــاء وإذ بــــه****بك عــن سواه بالعـــطــا يتفــــرّدُ
قد كنت نبراسًا لمن يبــغي الجهــا****د، بهمّـــــة لبـــــاه، لا يـــتــــردّدُ
يا ثاويًا في الجبّ زدت بـــلونـــــه****في حُمرةٍ، ولـــه دماؤك ترفـــــدُ
فتضمخت جنبـــــاته بالعـطـــر فــا****ح لأن قلبــك كان منه المــــوردُ
للساحــل الميمـــــون جئـــت ملبّـيًا****كالليث يزأر في الجبـــالِ ويُرعد
لمّا رأتك الأرض هــــاج غــرامها****بك فانبرت تدعو الإلــه وتـنشـــدُ
قــــــد جــاء يرويني ويطفئ غلتي****بدمــائه، مِــن عَــــرفهــا أتــزوّدُ
يا ربّ إنـــي لا أطيــــــقُ فـــراقهُ****فامنُن علي بضمة، لك أحــــمــــدُ
أصغى إليهــــا ثم أدرك قصــــدها****فأجابها: لبيــــك، فـــيكِ الْـــمرْقَـدُ
ربّــــاه هـــــبْ لي منْ لدنك شهادة****نفسي تتوق لنيـــلها...لك أســـجدُ
هبني لأرض كم عشقــــــت ترابها****لك يا إلهـــــي في صلاتي أحفــدُ
يا أرضُ طيبي بالشهيـــد فإنّـــــــه****وافاك حـــــتى يستنير به الغـــــدُ
إنّ العـــزاء بفـــتيــــة أعـــددتهــم****للثــورة الغـــرّاء لـــــن يتــرددوا
ما ضون إما نــحو نصــر حــاسمٍ****أو إنهم ماضون كي يستــــشهدوا

الأحد، 22 نوفمبر 2015

لا تحزني

معذبة كتبت كلمة بدأتها بقولها:
جرفتني الدنيا لشاطئ الأحزان
ورمتني لأستظل تحت مظلة الحرمان
ثم ختمتها بقولها:
اذهبي عني أيتها الحياة ودعي روحي تسكن بسلام...
تأثرت بمعاناتها فكتبت هذه القصيدة...

لا تحزني
لا تحزني فجمـــال رو****حِك يـكره الأحــــزانــا
لا تحزني، فالحزن جمـ****ــرٌ واسألي الحــزنـانا
لا تيــأسي فاليـأس يــــا****أختـــاه قـــــد أفنــــانـا
لا تحـــزني، إنّ الحيــا****ة تـــعــددت ألْـــــوانــا
سلْمى تُسـَـرّ لأحمــــــر**** قــانٍ وترفـــع شـــانا
أما أميـــمـــةُ للبنـــــــفـ****سج تُظهـر الأسنــــانـا
وسواهما تختــار أصــ****فـر يــــوقــــظ الوسنانا
وجميعـــهن بمــــا يكــ****ــون رضين أو ما كانا
لا تحســـــبي أن الحيــ****ـاة بدتْ لهــــن جُمـــانا
إنّ الحـــــيــاة ملـيــــئة**** بالشوكِ قــد أدمــــانــا
لكنّــــــهــــــــنَّ بحـكمـةٍ****عالجـــنــْــها نسيــــانا
فـــتخيــَّري لونــــًا بــــه**** تستشْعــريْــن أمــانـا
فــــلربَّمـــا تجــــــديـــنه**** وتـــريْـــنـه مُــزدانا
ما كان يخطر في خـــيا****لك أنَّ سعـدك حــــانـا
بل إنــَّـه لطـــــف الإلـــ****ه بمــــن أتــــى ندمانا
فالله من صمّ الحجــــــا****رة أخرج الغـــــــدرانا
أيضًا من الليل البهيــــ****ـــم بنــــــوره وافـــــانا
من بــــين فرْث أو دمٍ****لبنَ الحيـــاة ســـــقــــانا
والمــــزنُ أرسل ماءه****فغـدا اليــبـــاب جِنــــانا
أفبعد هــــذا تيــأسيـــــ****ـن وتـحْـــتسين هـــوانا
فلقد خُلقتِ بلا هُــمـــو****مٍ، واســألي دُنـــيـــــانا
فهي التي قد أوجعتــــ****كِ، وصمّــتِ الآذانــــــا
وهي التي أنستْك عُنْــــ****وان الطـبيب زمـــانـــا
أنستــْـك أن الله يــُبـــــــ****ـــري الأكمه العميانــا
أنستــــك أن اللـــه يُـــؤ****وي عبــده إحســـانـــا
أنســــــتْك أنّــا إن طرقـ****ـــنــا بابه أعطــــانـــا
وإذا سألْنـــاه الشفـــــــــا****ء، أجــــابنا وشــفــانا
أنْستــْـــك هـــــــذا كـــلّه****أنستـْــك من ربّـــــانا 
فغَــزاكِ يــــأسٌ قاتــــلٌ****وبــه جرعتِ هــــوانا
وغــدتْ حياتُــك مُــــرّةً****حتى صديقُكِ خـــانـــا
عــودي إلى الله الــــذي****غمرَ الوجـــودَ حنــانا
عــودي إليه وفارقي الـ****أوهـــامَ والشَّيطــــانــا
عـودي وألقي النفس في**** أعتابــه، إيمـــــانــــا
عــودي إليه واشكــــري****أفــــــضاله عِــرفــانا
عــودي ولا تـــتـــاخري****كي تغسلي الأدرانـــا  

الأحد، 1 نوفمبر 2015

الحمد لله إن الحق قد ظهرا...

الحمد لله إن الحــق قـــد ظهــرا****حزب العدالة في "تركية" انتصرا
الحمد لله  فـي يــــومٍ أعــزّ بـــه****أحبـةً صبروا، طوبى لمن صبــرا
الحمــد لله أســــدى فضله فبـــدا****نــورًا تلألأ في الأرجــاء منـتشرا
والأرض ضاحكة، كالبدر مشرقة**** لله شاكرة، أهـــدى لها الخضرا
عمّ السرور قــلوبًا طال مأتــــمها****أما النفوس إليها السعد قـد عبـرا
آن الأوان لأن يــرقى منابـــرنا****بيض الوجوه وهم يهدونــنا الدّررا
آن الأوان لأن تشـــدو بلابـلنا****أنشودة النصر والطاغوت قد دحــرا
يا أمتي أبشـــري بالخيـــر يحمله****أحفاد عثمان، إن الشبــْل قد كبرا
حتّى يُعيد إليــــك عـــزةً سُـــلبتْ****يومًا على غفــلةٍ بأيدي من غدرا
والعرب قد باركوا لإخــــوةٍ لهمُ****فالفضل فضلهم، طوبى لمـن ذكرا
والشــام قد هللت لأختها فبـكـت****ودمعها، فرحًا، قـد ســالَ مُنهمــرا
ترنو إليها بعـيــن وهـي شاكيةٌ****ظُلمَ الأعادي ومن في صفهم ظهرا
يا فـارسًا قـــدّر الرحمن مقدمَـه****هل أنت (معتصم) تجيرُ من قُهـرا
يا "طيبًا"واسمُه بالطيب مقترنٌ****أنت الذي اختارك الرحمن بين الورى
أخــوك "داود" قد أعطيته سندًا****فامــــدد إليـــــهِ يــدَا بالخير مُبتدرا
لبّ النــداء لمن نــــاداك ملتمسًا****نصــرًا فقـــد كنت بالوفاء مُشتهرا
أطفــالُه شُرّدت، أرزاقــهُ سُلِبت****بيـوتهُ هُـدّمت، قــد أصبحت أثــرا
أُلْبسْتَ في نصره تاجًا ومكرمــةً****أصبحت في نصرة للشام مفـتخرا
يا رب بارك لنا في إخوة نذروا****للـــه أنفسهـــم، طوبى لــــمن نذرا
الإثنين 20/المحرم/1437 الموافق 2/تشرين الثاني/2015







الخميس، 24 سبتمبر 2015

أقبل فإن الشام أقسم أهلها

أقبل فإن الشام أقسم أهلها
تعليقًا على ما تناقلته الأخبار بأن كبير الدببة قد زاد من ثقال أسلحته وخفافها في الساحل الشامي، تصحبها مرتزقته.. وهو لا يدري أن  أرض الشام ظامئة لدماء الغزاة الغاصبين، أيّا كانوا....
تعليقًا على هذا التهور والحمق قلت:
مَجْرى ميــــاهـك يا شـــــآمُ لَظامِ****لدم الغــزاة وسادن الإجــرام
متعطشًا، في غــــــلّة، لا تنطـفي****إلا إذا شــــرب الدمــا للئـــامِ
وألذهــا دمُ قـــادم مـن مشـــــرقٍ****متغطرسٍ، في غيــه متـــعام
قـــد جاء تدفعـــــه طباع عقاربٍ****وخنـــافس وحثــالة الأقـــزامِ
ظنَّ السواحل فيكِ بــــــيـتًا آمنـــًا****بالـورد مفـروشًا وريشِ نعامِ
وبأن فيها الغـــيدَ قـد وهَــــبتْ له****ما يشتهي في يقـــظــة ومنامِ
كم إنــــه، في حُمقــه، هـو سادرٌ****نســي الدروس بغابر الأيـــامِ
في قنــــدهارَ وكابلٍ، في غــزنةٍ****ذاق الرّدى في خنجرٍ وحُسامِ
نسي السيــوف الماضيات تــؤزه****وسقته كأس مـذلّةٍ ورغـــــامِ
تلك البلاد كــروضـة إن قـورنت****بالشـام حيثُ الأسد في الآجام
يا أيهــا المأفــونُ أقبـــل كي ترى****ما لا تظنّ رؤاه في الأحلامِ
أقبلْ، وعندئــذٍ ترى ما لــم تــــجد****ه بأي مِصْرٍ في مدى الأيام
أقـــــــــبلْ فإنّ حــرابَها مشتـــاقـةٌ****لتذلّ دبّــًا مُـوغـــلا بحــرام
أقبــل، فإن الشام أقسم أهــــــــــلها****أن يُرجعوك بركـلةِ الأقـدامِ
ومُكَفــنًــا بلفــافـــةٍ كتبــــوا عليهــا ما فعـــلتَ بمصحـــفٍ وإمـــامِ
جهز توابيت الرجوع وقـد حوت****جيفًا لجندك مُرغت في الشامِ
أقبلْ، فإنّك سوف تغــــدو عبـــرة****لمحــرِّقٍ للـزهرِ في الأكمامِ
========

الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

بُشراك يا أُختاه فالفرجُ اقتربْ...

مُهــداة إلى حرائر الشام في سجن "عدرا"
بشراك يا أختاه فالفرج اقتربْ****والوغد من صوت الأسود لقد هربْ
سترين عَدْرا ازيّنت وتأهبتْ****فرحًا بضيف جاءها عالي النّسبْ
عدْرا التي مذْ جئتِها مكلـومةٌ****تبْكي وتصرخ: أينَ أنتمْ يا عربْ
أين الرّجولة والمروءة والوفا****أين التغني بالمفــاخر والــرتب؟
هل غاب عنكم أن سجنيَ زاخرٌ****بالطاهرات، وهنّ ربّاتُ الأدبْ!
"عدْرا"وما أدراكِ ما"عدرا" إذا****أرغى وأزبد في الفناء أبو لهبْ
عُــذرًا أبا لهبٍ فـلم تهبط إلى****درك القذارة مثل مجهول النّسبْ
شهدتْ مخازيَه وسوءَ فعـــالهِ****شهدت جرائمه التي فيها العجبْ
سجنٌ بكى وإلى القدير قد اشتكى****ما كان فيه منَ المآسي والكُربْ
فيه العـفيفاتُ اللــواتــــي لم تلد****أمثالَهنَّ الأمهاتُ مـدى الحـقبْ
أُلْـقـيْن فيــه لأنهـنّ أبـَــيْــن أنْ****يُصبحن في أيدي قرود كاللعبْ
ألْقيــــن فـيه لأنهنّ بصقْن في****وجه الزَّنيم وقلْنَ:تبًا، في غضبْ
وأغظْنَه لما عـــلَوْنَ علـيه في****قيم الشهامة والكــرامة والحسبْ
صـبرًا أخيّـــاتِ المروءة إنهـا****ساعاتُ كرب ثم تنسين النّصـبْ
إخوانـُـــكن اتــوا وفي أيديـهمُ****حممٌ تذيق المعتـدين لظى اللهب
أعـداؤهمْ لمّــا رأوهم زُلْزلـوا****حتـى غدت أسيافُهم مثل الخشبْ
أبطال دوما أقــبلوا ويقـودهـم****شهمٌ صــدوقٌ لا يُبــالي بالنّـوبْ
وجــوادُه من تحتـه يجري به****نحو الردى،وعليه، منطلقًا، وثبْ
جيشٌ تسمّى باسم دينِ محمدٍ([1])****أنعِـمْ به،طوبى لمن فيه اكتتبْ
مثل الصقور على الصخور الشاهقات رسوّهـا، والله فـيها قد غلبْ
منهم يفـــرّ عــدوّهم رهَبًا إذا****لا قاهم،في صدره زُرع الرّهب!
مهــلًا أخية إن فتـــح الشــامِ آت، أبشري، بل بشِّـــري، فقد اقتربْ
الإثنين 30/ذي القعدة/1436 الموافق 14/أيلول/2015
   



([1]) هو جيش الإسلام.