الجمعة، 18 ديسمبر 2015

قلبي ينادي: لا تقف عن مدحه

قلبي يُنادي: لا تقف عن مدْحهِ
في يوم ذكراك العظــــــيمة أنعـمُ****يا صاحب الذّكرى فذكرُك مَغْنمُ
ذكْــراك مَبْعثُ فرْحـةٍ يا ســيــّدي****للعالمين، إذا وعــــوا وتفـهموا
في ليــلة الميـــلاد جاء بخاطـري****ما كان للصخــــر الأصمّ يُهشّمُ
حينًا أراهـــا بالمـــديـــح تميّــزتْ****فأهيمُ شـــوقًا للرسـولِ وأُغــرَمُ
حيـــنــًا أراهــــا قـــصّـةً مَتْــلُــوَّةً****فأقــولُ: هيّــا يا صحابي نفهــمُ
نُصْغي ونسمع سيْــرةً للمصطفى****مهمــا أُعِـيْـدت، إِننـــا لا نــسأمُ
لكـــنّــني حــيْـــنــًا أحِــسُ بأنّــها****كانتْ نذيــــرًاً، للمُصيْـــبة تُعـلِمُ
تلكَ الْخـــواطـــرُ إنْ أتتني ليْـلها****فلقد أتاني بعــــدها ما أُعْـــظِــمُ!
وســألْتُ نفسي يومها فــي حسرةٍ****مــاذا عسأأأنا للرسـولِ نُـقــدّمُ؟!
يا سيّدي، أنـا دون مــدْحِكَ إنّــمـا****نفســي تتــوق لنوركمْ وتُســــلّمُ
أنتَ الذي أعــلك، قـــدرًا، ربُّنـــا****يُثْــني على أخــلاقِـكم ويُـعــظـمُ
أنـا لنْ أُعـــدّدَ مُــعْــجــزاتٍ قالها****مَـنْ كان قبـلي، في هـواك مُتيّمُ
تعِسَ امْرؤٌ ما نال بعض علومـها****فـلِمــا نُعــاني، دائـمًا، هي بلسَمُ
أوْحـى إليــــكَ الله هـَــــديًا خــالدَا****نرقى بـه، نحــــو العلا هو سُلّمُ
بَحــرُ العــلوم وكلُّهـــا منْ جُـوده****لـولاه كُنّـــا في الْجَهـــالةِ نُــرْدَمُ
حارت عُــقـولُ العــالمين بِعُمــقِهِ****يهـدي الأنـام إلى التي هي أقْومُ
مـــــا كان قـولُك عـن هوًى لكنما****يُوْحَــى إلَيْكَ بما تَـقُــولُ وتحكُمُ
كان التعَـصّـــبُ والتّــخَـلّف سائدًا****حتى أتـــــيت إلى الأنــامِ تُعــلّمُ
والنّــاسُ كانوا يعـبـدون حجـــارةً****تــوحيدُ ربّــك راح فـــيها يهدمُ
في الشّرْقِ كان الفرس أقوى دولةٍ****قد أفْسدت في الْعُرب كانتْ تظلمُ
إيــوانُ كسرى قـد تــرنّح ســاقطًا****ورجـــالُه، بهداك، جاءتْ تُسْلمُ
والرّومُ كانتْ أُمّــةً قــد أسْــرفتْ****تقضى عـلى مَـنْ دونها وتُحـطِّمُ
فـــأزلْت كلّ معــــــالمٍ لفســادهـا****وهِــرقْل بات مُشـــرّدًا لا ينْعــمُ
وجعــلْتَ عِـزّة قومِنا في حملهم****عـلَمَ الْجهـادِ، وذلّـهم إنْ أحجَمـوا
ونطقْـــتَ بالنّـور الذي أعطـاكَه****ربُّ الأنـــامِ وكان ثغــرك يبسُــمُ
أنْـــتَ الذي عـلّمتَــــنا بوصيّـــةٍ****أفشوا السلام، لتسْلمـوا ولِتُرحموا
عـلّمْــتَـــــنا بالعِـزّ نطلُبُ رِزْقنا****لا بالْمـــذلّـــــة، إنّــهــا لتـــنــــدّمُ
أنْـتَ الذي بالجــارِ قدْ أوْصيتــنا****ولذي القرابةِ والمــروءة نـــرحمُ
حـاربْتَ كلّ تمــيُّزٍ بيـــن الورى****إنّ التــقيّ بشـــرعـكمْ هو أكْــرمُ
قد كانَ آخرَ قولكم فـي ذي الدّنى****أوصيْــكمُ بـــنسائكم، لا تظلمُـوا
يا سيدي، عفـوًا فــإنــي عــاجـزٌ****عنْ حصْرِ كلِّ فضيْـــلةٍ لكَ تُعلَمُ
أبدًا سيعْـــجز كلُّ مَــن يبغي لهـا****حصْــرًا، فقَـلبُك بالفضائل مُفْعمُ
بَـلْ أَنْــتَ أصــلٌ للفَـــضائل كلّها****فـاللـه ربّـكَ مــانــحٌ، لكَ مُــلهِـمُ
قُـــــرْآنُــه خُلـُـقٌ لكم يا سيّـــــدي****منْ أجْـلِ هــذا إنّ قولَك مُحــكَمُ
يا ليتَ شعري كيف أُنْهي قصّتي****في هـــذه الذّكْرى وكيف سأختمُ
قَـلبي يُنــادي: لا تقفْ عَـنْ مدحِهِ****مهما اجتهـدتَ فمدْحُه هو أعظمُ
لكنّـني عــــبْـدٌ ضعيــــفٌ عاجــزٌ****قلمي، لِــعَجْــزٍ عن مديحِكَ يألمُ
صـلّى عليـــكَ اللهُ يا عَلم الهـــدى****ما دامَ بَـدرٌ قي السمــاء وأنْجـُمُ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق