الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

رفقًا بنا يا غازيًا للدار...

رفقًا بنا يا غازيًا للدار!!
رفـــــــــــقـــًــا بنـــــــــا يا غــــــازيـــًــــا للـــدار****كُـــــــن زائــــــــــــرًا كبــــــقــــــيّـــــــة الـــــــــزوارِ
إنـــا نـــــراك أتيــــــتـــــنـــــا متجَــــــهّـــــمــــا****تُـــــرغي وتــــــزبــــد مقْــــــــبـــــــلًا بدمــــــارِ
مهـــلًا علينا يا شتــــــــاءُ فحيّــنــــــــــــا****يكتـــظّ بالأطفال والأيتام والأغرار
رفـــقا فـــما في الـــــدار إلا طفــــلـة****وشــــقـــــيــــــقــــها كبــــــــراعــــمِ الأزهــــــــــار
وبُـــــــــنـــيـــــةٌ مـــدفــــونـــــة بحَــــيــــــاتــــها**** قد كُــــفـــنـــــت بممـــــزق الأطمـــــــــــارِ
حضنَتْهُما كالأم تحضـن طفلـهـا****تحميهمــــا من هجمــــة الإعصــــارِ
في حيّـــنَــــــا أمّ تضـــم صغـــارهـــا****في لهْــــفَـــــــة، لاذت بهِــــــــم بِــــفـــــــــــرارِ
في حيـنا تلقى الرضيعَ بشحمه****فوق الحصى،ملقًى بغـــــير دثــــــــــارِ
في حيــّـنا شـــــــيـــخ تقــــوّس ظـــهرُه****خــــارت قـــــــــواه بكـــــثــــرة الأســـفــــــــار
متنقّــــلًا في الزمْــــــــهــــرير مجــــردًا****مـــــِنْ أي ثـــــــــــوبٍ ســـــــــــاتـــــِـــرٍ وإزار
قـــدمــــاه حافيتـــــــان ليس يَقيهمـــــــــا****نــــعـــل، مــــن الأشــــواك والأحجــار
متنقــــلًا من بــلـــــــدة لبُــــليدة لقُـــــريّة**** لمَــــــــــغــــــارة، لمُخـــيَّـــــمٍ، وقــــــــــفـــــــار
شيـــخٌ أتـــى مِـــــن واحـــــة شــــامـــيّــــةٍ****قَـــــد حَـــــرّقَـــتْــــها نفْـــــثــــــة الأشـــــــــرارِ
شــيخٌ أتــــى والسّـوط يُلهـب ظهْـــرهُ****ذا شــــــــأنــــه كبَـقـــــيــــــة الأطهـــــــــــــارِ
السّـــوط ســــوط أعجَــمــيٌ إنّـــما الـــ****الجــــلاد مــن قـــــــيس أتى وغفـــــار
أو هــــــكذا هــــو يـــــــــــــــــدّعي لكــــنّـــــه****متــــــــحدّر مِـــــن نطفــــة الأقــــــــــــذارِ
من آل "قــــــرمـــــط" أصــلــه، وفعـــالهُ****تــــــروي حـكايـَــــــــــــة آثـــمٍ خــــــــــــوار
يا أيهــــا الغازي تمهــــل، لا تجـــــرْ****رفقـــًا بأهـــل الشــــام والأخيـــــــــــــــــارِ
فأبيـــــــتَ إلا أن يَـــــنـــــــال كبــــــيرهم****وصغيرهم ســــــــــيـــلٌ من الأمطـــــار
يـــــقــــضـــون ليــــلهم بِلا مــــأوًى ولا****ظــلٍ يقي، أو جـــــذوة مِـــــــن نـــــــــارِ
إنــا نُـــــحس بأن بَـــــــردك قـــــــــارسٌ****ويكـــــــــون أقسى فــــي غريب الدارِ
حتى إذا ما استحكمت صفعاتهُ****أضحى الأنــــامُ مشــــــتـــتي الأفكار
وتـــرى الدمـــاء تجمدت بعـروقهم****فتصــــــــــلبَت، كالصــــارم الــــبـــــتــــــارِ
والثــــلج يهـطل فوقهُــــــــم فيحيلهــم****كـــــــتـــلًا مسمّـــــــــــرة بــلا مسمــــــــــــــــــار
يكــسوهم أكــــفـــانَـهم عنــــد الظــــلا****مِ، ويُــــــودعـــون قـــبُــــورَهم بنهـــــــــــــارِ
يا أيــــــــها الراجُــــــون رحمـــة ربهـم****متشوقــــيــن لجَـــــنـــــــــة الغَــــفـــــــــــــــــــــــــار
هذي الطريق لمن أراد عــبورها****في البــــــذل إعـــــلانًا وفي الإســـــرار
جـــودوا، فأول مستــفيــــدٍ أنْــــــتـــــــمُ****في دفـع غائلـــــة الغشـــوم الضــــاري
هذي الطــريق لمن أراد تحـــــرّرا****مـــن ربْـــــقَــــــــة الأوغـــــــاد والفُـــــــجـــــــار
     وفّــوا العهـــود لمن يــدافع عنكم**** ويصــــــد هجمـــة حـــاقـــــدِ غــــــــــــــــــدّار   
يا أيّــــــها اللاهــون في نعمــــائهم****مستـــــــمـــــتعِـــــين بقــــــيــــنــــــةٍ وجَــــــــــــوارِ
وقـــــصــوركم شيدتُـــــموها فـخـمـــــــةً****فــــــيـــــــها يطيب العيشُ للسّمــــــــــــــــار
ولبــاسكم فيها الحـــريــرُ وغـــيركم****عـــارٍ، وشهــــوتُه نصيف خِــــــمــــــارِ
من تحتــكم لين الفـــــــراش وجوفه****ريش النـــــعــــام، ونـــــــاعم الأوبــــــــار
هلا ضمائركم صحت من نومها****لتزيل ما وصمت به من عــــــــارِ
محمد جميل جانودي.
الإثنين 13 صفر 1435 الموافق 16 كانون الأول 2013
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق