الجمعة، 9 ديسمبر 2011

من أسماء الثورة السورية (الكاشفة)

من أسماء الثورة
الكاشفة
 لقد كشفتْ الثورة كنوزًا وكنوزًا، ورفعت أعيانًا ورمُوزا، وتركتْ الفضاء واسعًا أمام الأدباء لينظموا شعرًا ونثرًا، عما كشفته صبحًا وعصرًا، أو مساءً وفجرًا... وأيضًا تركت الفضاء واسعًا أمام المؤرخين ليسطِّروا ملاحمَ عن التضحية والفداء، والعزة والإباء، والصبرِ على كل بلاء، وأعطتْهم الشاهدَ والدّليل، عمّا فعلَه الطُّغاةُ من وحشية وتنكيل... وعما قابله الأحرار والشرفاء، من شموخ ومضاء، وعِزّةٍ وإباء، وصبر طويل... كما تركت الفضاء أمام الفنانين ليقدموا أجمل اللوحات، وأنصعَ الصفَحَات، تنطقُ بالبيّنَاتِ الواضحَاتِ عن ثورةٍ مباركة وشعب ثائر نبيل...
نعم إنها الكاشفَةْ... وأنعِْم به من اسمٍ جميل لمُسمّى فضيل...
يَا ثَوْرَةً فِي الشَّامِ كنْـتِ الكَاشفَةْ         عَنْ كلِّ خيْرٍ في النُّفُوْسِِ وهَاتِفَةْ
ضوّعْتِ دُنْيَانَـا بعِطْرِ رجَالِنـا         لمّا محَـوا أثَـرَ الرّمُوز الزائفَةْ
أعْلَيْـتِ ذكْرًا للْحَرَائرِ فِي الدُّنى         لمْ تَثْنِهــنّ رزيّـةٌ أو عَاصِفَةْ
يا ثـَـوْرَةً كشفَتْ كنُوزًا خُبّئتْ         زمنًا طَـويْلاً في قُـلُوبٍ واجِفَةْ
لمّا أتيتِ أزحْـتِ عنْهَـا خوفَها        فَغَدَتْ إلى جَوْفِ الرّدى مُستشرِفةْ
تَأتي إلَيهِ وتَرْتـَمِي في حُضْنِـهِ        وكأنّها تحْتَ الظّـلالِ الوارفَـةْ
تلكَ القُلوبُ انْفَضّ عنْها خَـوْفُهَا         أضْحَتْ لِساحَات المنَـايا هادفَةْ
أظهَرْتِ فيهَا مِنْ مَكَارِمِ طَبْعِـهَا         مَا كانَ يَخْفَى في الْعُقُودِ السَّالِفَةْ
حُجِبَتْ بأيْــدي الآثمِينَ لأنّـهَا         كانتْ وما زالتْ بهِـم مُسْتهْدَفَةْ
لا حُبَّ لا إيثــارَ لا جودًا ولا       حرصًا على وقفِ الجُرُوْحِ النّازِفَةْ
كَلا ولا نَشـرًا لأيِّ فَـضيـلةٍ          بَيْنَ الورَى، بـل إنّها مُسْتقْرَفَةْ
جُلُّ الْورَى يَخْشَى الْوُشاةَ وخَطَّهُمْ         فَنُفُوْسُهُمْ صَوبَ الأَذيَّةِ عَاكِفَةْ
والْخَوْفُ يدْفُنُ في النُّفُوسِ فضَائِلاً        ويُميتُـهَا حِيْنًا فَتَغْـدُو مُرْجِفَةْ
يَا ثَوْرَةً أظْـهرْتِ كلَّ فَـضيْـلةٍ        ونفُوسُنا أضْْحت بِفضلِِكِ مُرْهَفَةْ
هذا أخٌ يَفْــدِي أخَــاه بِنَفسِه         وعَليْهِ يَحْنُو فِي الرّعُودِ القَاصِفَةْ
كَمْ صرْخةٍ فِي بَلْدةٍ وجَدتْ صدًى        في أخْتِها، هبَّت تُلبّـي واقِـفَةْ
والأمّ تَـدفعُ بابْنِها نَـحْوَ الرّدَى        في وجْهِ سَيْلٍ منْ وحُوشٍ جَارِفَةْ
لِتَرى السَّلامَةَ في رُبُوْعِ بِلادِهَا          نَعِمَتْ بهَا كلّ الْجمُـوعِ الخَائِفَةْ
وتَرَى الشَّآمَ وأهلَهَا فِـي عِـزّةٍ           ولِكُل كَأسٍ لِلْكَـرَامَةِ راشِـفَةْ
تِلْكَ السَّجَايَا مِنْ جِبِـلّة شعْبِنَـا           دُفنَتْ بِفِعْلِ عصابَةٍ مُتَعَجْـرِفَةْ
فَأعَـدْتِ للشّعْبِ الكريْمِ بهَـاءَهُ           وحمَيْــتِه مِنْ زلّـةٍ ومُحَرّفة
يا ثَـوْرةً حقّـًا لأنْتِ عَظيْمَـةٌ          قـدْ كُنْـتِ رائدةً لنـا ومُشَرّفَةْ
محمد جميل جانودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق