الأربعاء، 22 فبراير 2012

ماذا تقولون للأحفاد إن سألوا؟

مع التحية إلى:
أصدقاء الشعب السوري
(إياد) قبيلة عربية، منها الشاعر لقيط بن يعمر الإيادي، الذي كان في بلاط كسرى وعلم أن الفرس يبيتون شرًا لقبيلته (إياد) ... فلم يستطع أن يكتم ذلك ودفعته حميته العربية إلى إبلاغ القبيلة بنية الفرس وهو يعلمُ أنه بذلك يُعرض حياته للخطر... فأرسل إليهم مخبرًا بما ينتظرهم من كارثة ولاسيما إذا باغتهم الفرس بالهجوم.. وكانت رسالتُه، تلك، قصيدةً مشهورةً... جاء فيها:
أبلغ إيــــــــــــادًا وخــــلل في ســــــراتهم    إني أرى الرأي إن لم أُعْصَ قد نصعـــا
يا لهْــف نَـــفسي أن كانت أموركم     شتــــــى وأحْـــــكم أمـــــــــــر النّـــــــاس فاجتمعا
أحـرار فارس أبنَـاء المُــــــــلوك لهم     من الجمُــوعِ جمـــــوعٌ تــــَــــــــــزدهي القـــــــــلعا
في كلِّ يــومٍ يسنُّون الْحِــراب لكم     لا يَهْـــــــــجعُون إذا مَـــا غَـــــــافلٌ هجَــــــــــــــعـا
ما لي أراكُــــــمْ نِيَـــــامًا فــي بُلَهْــــنيَــــةٍ      وقـــــدْ تَــرونَ شِـهابَ الْحَربِ قــــد سطعـــا
فاشْفــوا غَليلي برأيٍ منْــــكــمُ حسَــنٍ       يُضحي فُـــــؤادي لَـــــــهُ ريَّــانَ قدْ نقَـــــــعـــــــا
صُــونوا جِيَـــــــادَكمُ واجْـلُوا سُــيُوفَــكمُ       وجَـــــــددوا للقــــــــسـيّ النّبـــــــــلَ والشّـــــرعـَــــــا
يَــا قَــــــــوم لا تأمَــنوا إنْ كُنْــتُمُ غُــيُرًا      عَــــــــلى نِسَـــائِــكم كِسْـــــرى ومــا جَمَـــــــــعــــا
قُـــومُوا قِـيَــامًا عَـلى أَمْشَــاطِ أَرْجُـلِكم      ثم افْزعُـــــــوا قَـد يَنــالُ الأَمْنَ مَن فَـــــــزعا
هــــذا كتــــــــابي إليْــــــكم والنّــــذير معـــا      لِمــــنْ رأى منْـــــــكمُ رأْيــــــًـــا ومَن سَمِــــــــــــعــــا
وتقول بعض الروايات أن قبيلة إياد اختلفت على نفسها... فأوقع فيها كسرى... وحين علم بما فعل لقيط قطع لسانه....
واليوم هل تتكرر مأساة ((إياد)) ممثلةً بالشعب السوري الذي يتلقى الضربات إثر الضربات التي لا مثيل لها في البشاعة والوحشية ... هل تتكرر حين يشرف على تلك الضربات ويقوم بتمويلها أحفاد كسرى...
إن الجواب على هذا السؤال منوط بمن يسمون أنفسهم ((أصدقاء الشعب السوري)) وأولئك الذين يقولون أن قلوبهم تتقطع على ما يجري فوق ثرى الشام وفي جوفه... الشام الذي يُسميه المسلمون من غير العرب ((شام شريف))، ويتنادون إلى دعم الشعب السوري والعمل بشتى الوسائل على إيقاف طاحونة الموت، ومقصلة الرؤوس..اللتين تعملان على أرض سوريا...
وإنني مثل كل سوري يعتصر قلبه الألم، ويفتش عن أي شَرَفٍ ليقف عليه ويصيح بأعلى صوته...صيحة لقيط بن يَعمر الإيادي...في قبيلة ((إياد))... رأيت أن إطلاق مثل هذه الصرخة من أقل الواجبات لنجدة الشعب المكلوم.. وأرجو ألا ينقسم ((أصدقاء الشعب السوري)) على أنفسهم؛ كي لا يحل بالشعب السوري ما حل بقبيلة إياد، وتغدو الصيحة وكأنها صيحة في واد...أو صيحة لقيط في ((إياد))...
مَاذَا تقُـــــــــولونَ لـلأحْـفَــادِ إنْ ســـأَلُوا؟
هَـلْ رَاعَكُم فِي بِلادِ الشّامِ ما صُنِعَا**** منْ فَــــاجِرٍ، سَفَهًا، فَالشّامَ قَدْ فُجِعَا
طَمَتْ خُـطُوبٌ عَلَيْهَا كان مَبْعَثَها **** مِــنْ تحْـتِ خَيْمتِــهَـا ذُو خِــفَّــةٍ نُـــــزِعَـــــا
آخـَى العَـــدّوَّ ولم يفْـــطنْ لِــغَـــــــدْرتِـهِ **** والغـَـــــــــدْرُ شيْــمَــــتُه، من صـــــــدْرِهِ نَبَعَــــا
قد أغمَضَ الْعَيْن سَهْـوًا في بُلهْنـــيةٍ**** مِـمَّـا يَـفُـتُّ لـَهُ، مُستَــــــــــمْــرئًا، ورَعَـــــى
ظـنّ الْجَهُــولُ بــــــهِ ظَــنّــًا يُدَغْـــدُغُـه **** فَارْتَدّ منْدهِــشًا مِنْ سُوْءِ مَـــا اطّلعَـــــــا
حتّى إذا أَحْـــــكمَ الغَــــــــدّارُ قَبضَـــتَهُ **** أنْسَاهُ، مِنْ لُؤمهِ، ما كانَ قَدْ رَضَعَا
يَا حَسْـــرتاهُ عَـلى قَـومي يَسِيْرُ بِهِمْ **** وغْـدٌ إلى النَّار مُذْ صَاروا له تَبـــعَـــا
نَارِ الْمَجُوْسِ وَفِيْهَا جَمْــرةٌ عَـظُمَـتْ **** في الشّــام ألْهَــبَهَا، للدين قَدْ قَــلَـــعَـــا
يَـرْمـــي قَنــابِــــــــــلَهُ في كلّ نـَــــــــــــاحـــيةِ **** لا يَـــــــرعَــــــوي أبَــــدًا للسّــمّ قَــــد نقَـــعـَـــا
للعِـرْضِ يهتكـــــــــــــُــهُ للطـفْــلِ يَخْطفُه **** للشيْــــخ يُشْــبِعُـــــهُ ضــرْبًـا وَمـا ركعَـــــــا
فِي حِمْصَ مَجْزَرةٌ ضجّت بها أمَمٌ**** في كلّ نـَاحيَــةٍ للمَـــوت قَــــدْ زرعَـــــــــــا
نَــــــادَتْ كثِيْــرًا ولَمْ يَسْـمَعْ لَهَـــا أَحَـــــــدٌ**** حَتّى الْقـريْـــــبُ؛ فَمَا لبّــى وما هُـــرعَــــا
جَاءَ الْمَجُوْسُ وفي أحْشَـائِهِمْ لَهَــبٌ**** حِنْــقًا عَـلى عُـمَــرٍ أو مَن لَـهُ سَمِـــعَا
يبْغُونَكُم هَــمَــلاً لا مَــجْـــــــــــدَ يَرْفَعُكم****تُسْقَـوْنَ كأسَ الرَّدَى يَا بُؤْسَ مَنْ جَرَعَـــا
لكنّ كَـوكَـبةً في الشَّامِ قَــــــدْ وقفَــتْ **** في وجْـهِــهِم وأبَـــــــتْ لليْــثِ أنْ يقَـــــعـَــا
هَـبّتْ تـذودُ عَن الأحْــرارِ مُـخْلِصَةً **** لا تبْـــتَغِي جـَـاهـًــا،لا ترتَجِيْ طَمَـــعَـا
كُــونُوا لَهَـا سَـنَدًا وامْضُــوا لِـنَجْدَتها**** إنّ التَّـــــــــرَدّدَ مَــــــا أجْــــــدَى وما نَــــفَــــعَــــا
إنّ التَّــــــــردّد فــــِي طيّـــاتِــــــــه نَـــــــــــــدمٌ **** يُــــــوْديْ بصَاحِـبهِ أرْضًا ومَـــــــا رفَــعَــا
مَاذَا تقُـــــــــولونَ لِـلأحْـفَــادِ إنْ ســـأَلُوا**** فِيْمَ السّكُـوتُ عَلَى ضَيْمٍ وَمَنْ خَضَعا؟
فِيْمَ السّكُوتُ عَلَى الأعْراضِ يَهتِكُها****ذُو خِسّــةٍ، لمْ يَجِــدْ شَهمـًا لَـهُ رَدَعَــــــا
فِـيْمَ السّكُوْتُ عَلَى الأطْفَالِ يَذْبَحُهَا**** لِـــصٌّ لَئِـيْــمٌ، علَــى أشْـــلائِهِـمْ رَتَعـَـــــــــا
ما ذا تقُــولون للدّيّــانِ يـَــــــومَ غـــــدٍ **** في يـوم حشر وكلُّ النَّاسِ قـدْ خشَعَـا
هَـلاّ ذكَـرْتُمْ يَتَامَى لَيْسَ عِنْـــــدَهُــــمُ****مَا يُسْكِتُ الْجُوعَ أو مَا يُسْـكتُ الوجَعَـا
كَيْـــفَ الْـجَــوابُ إذا التَّاريْخُ قال لكمْ**** صَفْـحَاتُكم أَقْــفرتْ من فارسٍ سطعَـا
لا تَـرْكَــنُـــــوا أَبَــدًا لِـلْــــوعْـــــدِ يُــــــطْـلِـقُـــهُ ****  خَالِي الْمُــروءَةِ، للأوبَاشِ قــدْ جَمَعَـا
يُـعْـــــــطِيْـكُـمُ عَسَــلاً بِـالْـقَـــولِ يُظْـــهِرُهُ **** ويُبْــطِنُ السُّــمَّ حِيْنَ الْـفِعْــلِ مُـنْــــدَفِـعَــــا
شُـــــــــدّوا مآزِرَكُم، لا تُسْـــــــــرِفُوْا أبدًا **** جُــــــــــوْدُوا بِـرِزْقِــكمُ، تــبَّـــًا لِمَــــــنْ منَـعَـــــا
واسْتنْفِدُوا جُهْدَكُم فِيْ جَيْشِ عِـزّتِـكُمْ**** أعْـطُوْه مُهْجَتَـكم يَــــــــكُنْ لـكُم تبَـــــعَـــــــا
أبْــنَاؤه قَـدَّمُـوا مِنْ أجْـــلِكُم مُـهَــــــــجـًــــــا**** رُدّوا الْجَمِيْـلَ لـَهُ فِي نُبْـــلِ مَا صَنَعَــــــــا
إنْ شِئْتُمُ ذلّـةً فـِـي قَــعْـــــــــــرِ مُـظْـلِمــةٍ**** تُـدَاسُ هـَامَـاتُـكم، والْوَجْــهُ قَــدْ صُـفِـعَــا
لا تسْـمَعُـوا قَـوْلِي وارْضَـوا بِعَيْشِـكمُ**** تحْـــــــتَ النّـعَـالِ وتَـعْــسًا لِـلّـذي قَـــنِعَــــــــا
أو عِـزّةً وبِهَا تَـعْلُـونَ فـِــي رَغَـــــــــــــــــدٍ **** ولا يُرَى بَيْنَكُمْ مَنْ خَــــافَ أو جَــزِعـَا
فَامْضُـوا بِــثَــوْرَتِكُمْ لا تَرْجِـــعُوا أبــَدًا**** يَا بُؤسَ شعْبٍ إذَا مَا ثَارَ لَــوْ رجَعَــــــا
نُصْــحِي لـكُمْ إخْوتِي قُوْمُوْا لِعِــزِّكمُ**** طُوْبَى لِمَـــنْ فيْـــكُمُ بِالخَــيْرِ قَـدْ شَرعَــــا
الأربعاء في 30/ربيع الأول/1433 الموافق لت 22/شباط/2012
محمد جميل جانودي

هناك تعليق واحد:

  1. أطال الله عمرك ...وحسّن عملك...وأقرّ عينك....وأبهج قلبك...وأضحك ثغرك....وجمعني معك في بيت جدي أبو جميل....لافض فوك

    ردحذف