السبت، 18 يوليو 2015

ألا يا عيد هل تدري بحالي

ألا يا عيــدُ هـــل تـدري بحـالي****وهـل تُصغـي لآهاتـي الثــقالِ
أتــدري ممّ أشــكو يا صديْــقي****فأضحتْ بسمتي ضربَ المُحالِ
قديْــمًا حيْـــن تأتي كان وجـهي****يُطل بنـــوره مثــــــل الــهلال
ويكبُــر نــــوره يـــومًا بــيـــومٍ****ليغدو ذات يــومٍ فـــي الكمــالِ
فأمــشي في بـــلادي في أمــانٍ****ولا أخشى متــاهـات الدغـــالِ
ولا أخشى عـــدوًا إنْ أتـــانــي****لــــهُ أعْــــددت آلاف النّـــبــالِ
وحولي فتـــيةٌ وقــفـــوا بجنبي****وقد خبــــروا أفانيــــنَ القـتــالِ
جبـــاههُـــم لغيــــر الله تـــأبـى****سجودًا، في المقال وفي الفعـالِ
وتطلـــبُ رزقها مـن غيــر ذلٍ****وتأبى الرزقَ إلا مـــن حـــلالِ
وفي ذات الإلـــه لقـــد تفـــانوا****لأجل الحق ضــحّوا بالغـــوالي
وأما اليــومُ يا عــيــــدي فــإني****أرى مـــا لا يـسـرُّ بأي حــــالِ
أرى الأوغاد قد صالتْ وجالتْ****غدتْ في الأرض صاحبةَ المقالِ
أرى مَـــن خــــانَ أُمتـَـنا بأمسٍ****يُرَحَّــبُ فيه ترحـــيبَ الرجالِ
سليلَ الشاتميـــن لعرض قومـي****وأصحابِ النـــبي بـــلا جـدالِ
وعبدَ الســوء للغـــازين أرضي****يُـطــيعُــهـــم بــــــدلٍّ أو دلالِ
يُصـــعّــرُ خــدّه عـــن كلّ حــرّ****ويَــبْذلــه لأربَــاب الضــــلالِ
أرى أهــلي وخلاني وصحــبي****تفـرّق شمْـــلُهم فــوق الرّمــالِ
وبعضهمُ غدوا في البحرِ غرقى****بقـصدهم اللجوء لأرض "غالِ"
أديم الأرض كان فراشَ بعْــضٍ****لحــافُهـــم من السُّـحب الثـِّقالِ
نأوا بالنّفْس عــــن سُكْنى بنـــاءٍ****مخــافـة هدمه من ذي خبـــالِ
براميــــــلُ المنــــايا ساقــطاتٌ****بلـيــلٍ أو نهــــارٍ فـــي تـــوالِ
فهــــــذا هــائـــمٌ فــــي كل وادٍ****وهذا مختــفٍ خـــلف التــــلالِ
وتلك تسيــــر مُثــقـــلةً بطـفـــلٍ****ويتبـعها أخــــوه بلا نعـــــــالِ
أرى أبنـــاء جلدتنـــــــا نــيـــامًا****ولم تُـوقــظْهـمُ سـودُ الليـــالي
ومنهمْ من يُنــاصبـــــني عـــداءً****ويزعُم أنّ ديني فـــي اعْـتلالِ
ولم تشفعْ صـــلاتـــي لي بشيءٍ****لديه، ولا صيامي أو خـــلالي
وصــار دمي بما أفــتى مبــاحًـا****ولــم يعــبــا بآيــــاتِ الطّـوالِ
يفسرُها كمــا يهــــوى ويُمْضـي ****هواه عليّ فــي نفسي ومـالي
أرى وأرى وليــس لديّ شـكٌ**** فلمْ يَـكُ ما أرى نسـج الخـــيــالِ
فهلْ أدركت يا عِيدي مَرامي****وفيم غـدتْ همــومي كالجبــــالِ؟
وفيم الحزنُ يسكنُ في عيوني****وفيْــم أبِيتُ ليْــليَ في انشِغَـــــال
ولولا رحـــمة المولى أتـــتنــا****بثورتنا، ومــا خطــرت ببــــالِ
لكان مصيرنا كمصيـــر عــادٍ****نُــــدَعُّ إلى انْـــقـراضٍ أو زوالِ
فجاءتْ بلسمًا للشــــام تُنهــــي****مرارة مــا سُقيـنا في الخـــوالي
صحيحٌ أنّ أهل الشام ضحــوا****بفــلْذاتٍ لهـــم صـيـــدٍ عــــوالِ
لقــدْ علموا بـأن منـــالَ غـــالٍ****لـــه مهـــرٌ ثميـــنٌ جـــدُ غـــالِ
فما وهنوا وما ضعفوا وظــلتْ****سيوفُهـــم لهم خـــيـرَ الظـــلالِ
رعـــوا عهـــدا قويْــمًا أبرمُوه****بطــرد ابنِ الخنـا وأبي رغــالِ
ولو في ذاك قـد سالتْ دماهــم****دم الأحرارِ يرخصُ في المعالي
غدًا يا عيـدُ تـــأتي والأقــاحي****بأيْــــديْـهــــم، وتبْــــرق كالآلي
غــدًا تأتي وتُبصـــرهم كرامًا****يسوسهم فـــتَى شهمُ الخــــصالِ
وبســـمتُــهم يشع النّـــور منها****ألا يا عيـدُ أبْــشرْ بــالوصـــــالِ

يوم عيد الفطر الجمعة 17/تموز/2015
أرض "غال": فرنسا وبلجيكا وجزء من ألمانيا.
أبو رغال: دليل أبرهة حين عزم على هدم الكعبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق