ألا يا عيــدُ هـــل
تـدري بحـالي****وهـل تُصغـي لآهاتـي الثــقالِ
أتــدري ممّ أشــكو
يا صديْــقي****فأضحتْ بسمتي ضربَ المُحالِ
قديْــمًا حيْـــن
تأتي كان وجـهي****يُطل بنـــوره مثــــــل الــهلال
ويكبُــر نــــوره
يـــومًا بــيـــومٍ****ليغدو ذات يــومٍ فـــي الكمــالِ
فأمــشي في بـــلادي
في أمــانٍ****ولا أخشى متــاهـات الدغـــالِ
ولا أخشى عـــدوًا
إنْ أتـــانــي****لــــهُ أعْــــددت آلاف النّـــبــالِ
وحولي فتـــيةٌ وقــفـــوا
بجنبي****وقد خبــــروا أفانيــــنَ القـتــالِ
جبـــاههُـــم لغيــــر
الله تـــأبـى****سجودًا، في المقال وفي الفعـالِ
وتطلـــبُ رزقها مـن
غيــر ذلٍ****وتأبى الرزقَ إلا مـــن حـــلالِ
وفي ذات الإلـــه
لقـــد تفـــانوا****لأجل الحق ضــحّوا بالغـــوالي
وأما اليــومُ يا
عــيــــدي فــإني****أرى مـــا لا يـسـرُّ بأي حــــالِ
أرى الأوغاد قد صالتْ
وجالتْ****غدتْ في الأرض صاحبةَ المقالِ
أرى مَـــن خــــانَ
أُمتـَـنا بأمسٍ****يُرَحَّــبُ فيه ترحـــيبَ الرجالِ
سليلَ الشاتميـــن
لعرض قومـي****وأصحابِ النـــبي بـــلا جـدالِ
وعبدَ الســوء
للغـــازين أرضي****يُـطــيعُــهـــم بــــــدلٍّ أو دلالِ
يُصـــعّــرُ
خــدّه عـــن كلّ حــرّ****ويَــبْذلــه لأربَــاب الضــــلالِ
أرى أهــلي وخلاني
وصحــبي****تفـرّق شمْـــلُهم فــوق الرّمــالِ
وبعضهمُ غدوا في
البحرِ غرقى****بقـصدهم اللجوء لأرض "غالِ"
أديم الأرض كان
فراشَ بعْــضٍ****لحــافُهـــم من السُّـحب الثـِّقالِ
نأوا بالنّفْس
عــــن سُكْنى بنـــاءٍ****مخــافـة هدمه من ذي خبـــالِ
براميــــــلُ المنــــايا
ساقــطاتٌ****بلـيــلٍ أو نهــــارٍ فـــي تـــوالِ
فهــــــذا
هــائـــمٌ فــــي كل وادٍ****وهذا مختــفٍ خـــلف التــــلالِ
وتلك تسيــــر
مُثــقـــلةً بطـفـــلٍ****ويتبـعها أخــــوه بلا نعـــــــالِ
أرى أبنـــاء
جلدتنـــــــا نــيـــامًا****ولم تُـوقــظْهـمُ سـودُ الليـــالي
ومنهمْ من
يُنــاصبـــــني عـــداءً****ويزعُم أنّ ديني فـــي اعْـتلالِ
ولم تشفعْ
صـــلاتـــي لي بشيءٍ****لديه، ولا صيامي أو خـــلالي
وصــار دمي بما
أفــتى مبــاحًـا****ولــم يعــبــا بآيــــاتِ الطّـوالِ
يفسرُها كمــا
يهــــوى ويُمْضـي ****هواه عليّ فــي نفسي ومـالي
أرى وأرى وليــس
لديّ شـكٌ**** فلمْ يَـكُ ما أرى نسـج الخـــيــالِ
فهلْ أدركت يا عِيدي
مَرامي****وفيم غـدتْ همــومي كالجبــــالِ؟
وفيم الحزنُ يسكنُ
في عيوني****وفيْــم أبِيتُ ليْــليَ في انشِغَـــــال
ولولا رحـــمة
المولى أتـــتنــا****بثورتنا، ومــا خطــرت ببــــالِ
لكان مصيرنا
كمصيـــر عــادٍ****نُــــدَعُّ إلى انْـــقـراضٍ أو زوالِ
فجاءتْ بلسمًا
للشــــام تُنهــــي****مرارة مــا سُقيـنا في الخـــوالي
صحيحٌ أنّ أهل
الشام ضحــوا****بفــلْذاتٍ لهـــم صـيـــدٍ عــــوالِ
لقــدْ علموا بـأن
منـــالَ غـــالٍ****لـــه مهـــرٌ ثميـــنٌ جـــدُ غـــالِ
فما وهنوا وما
ضعفوا وظــلتْ****سيوفُهـــم لهم خـــيـرَ الظـــلالِ
رعـــوا عهـــدا
قويْــمًا أبرمُوه****بطــرد ابنِ الخنـا وأبي رغــالِ
ولو في ذاك قـد
سالتْ دماهــم****دم الأحرارِ يرخصُ في المعالي
غدًا يا عيـدُ تـــأتي
والأقــاحي****بأيْــــديْـهــــم، وتبْــــرق كالآلي
غــدًا تأتي وتُبصـــرهم
كرامًا****يسوسهم فـــتَى شهمُ الخــــصالِ
وبســـمتُــهم يشع
النّـــور منها****ألا يا عيـدُ أبْــشرْ بــالوصـــــالِ
يوم عيد الفطر الجمعة 17/تموز/2015
أرض "غال": فرنسا وبلجيكا وجزء من ألمانيا.
أبو رغال: دليل أبرهة حين عزم على هدم الكعبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق