الأحد، 9 يونيو 2019

رثاء ثلاثة علماء


رثاء الطنطاوي والزرقا والندوي...
شهدتْ سنة 1999 موتَ عديد من علماء الأمة الأفاضل؛ مثل الشيخ مصطفى الزرقا، والشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن باز، والشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي.. فرثيتهم جميعًا بهذه القصيدة
بَانتْ سُعَـادُ فَلا حِسٌّ ولا خَبَـرُ

مَهْـلاً سُعـادُ، فقَـــــــــــــــلْبي كادَ يَنْفَـــــــطِـرُ
بَانتْ سُعَـادُ وما بَانتْ ضَرائِرُهـا

تلْكَ الضَّـرائرُ لا تُبْـــــــــــــــــقي ولا تــذَرُ
كانتْ سُعَـادُ لأَهْلِ الْحيِّ مُؤْنِسَـةً

تُقيْـلُ عَثْــــــــــــــــــــرتَهُمْ يَوْمـًا إذا عثَــــــــــــــروا
جاءَتْ ضَرائِرُها بالْجَهْـلِ مُنْـذِرةً

يَـا ويْحَ قَومي إِذا ضَمَّتْـــــــــــــــهمُ الحُـفَرُ
كانتْ سُعَادُ لنَـا يَـنْبوعَ مِعْــــــــــــــرِفـةٍ

نروي العِـــــــــــــطاشَ بِها، والنَّـارُ تسْتَعِرُ
جاءَتْ ضرائِرُهَـا بالجَدْبِ مُنْـذِرَةً

وغَـارَ يَنبوعُنَـا واجْتــــــــــــــــــــاحَنَـا الكدَرُ
جَاءتْ ضرائِرُهَـا تدْعُو كَرائِمَـــــــــنَـا

للأخْـــــــــــــــــــذِ في بِـدَعٍ أَتْبَـاعُهـــــــــا كثُروا
جَاءَتْ ضَرائِرُهَا تَـدْعو إلى فِتَـــــــــنٍ

قَـدْ كانَ حـــــــــــــــــذَّرَنا منْ شرِّها عُمَـرُ
رِفْقَـًا سُعَـادُ فَإنَّ الْقَومَ في ضَعَـــــــةٍ

مَنْ ذا يَقُـودُهمُ يا سُعْدى ويَنْتصِرُ؟
أضْحَـوْا كأَنَّهُمُ في لُجَّــةٍ غَــــــــــــــــــــــرِقُوا

مِنْ غيْرِ رُبَّانَ، لا سَمْـــــــــــــــــــــــعٌ ولا بَصَـرُ
كانتْ سُعَـادُ لنَــــــــــــــــا أُمّـًا نلوذُ بها

يَـومًا بِيَوْمٍ إِذا ما انْتـــــــــــــــــابَنـا الضَّــــــــــــــــررُ
حِيْنـًا عَهِـدْناكِ بِابْنِ الباز شامِخَةً

ذَوْدًا عـن الدِّيْـنِ لَمْ يَعْبأْ بِمَنْ كفَروا
أوْ كُنْــتِ زاهِيَـةً في حُـــــــــــــــــــــلّةٍ أَدَبًا

عـــــلى لسـانِ "عليٍّ" تُنْثَــــــــــــرُ الدُّررُ
لكِنَّـهُ قدْ قضــــــى في يَوْمِ حَـاجتِنـا

للشَّهْــــدِ نَرْشُـفُهُ، والآنَ نصْـــــــــــــــطَبِـرُ
قـدْ كُنْـتِ واسِطةً للعَقْـــــــــــــــــــــدِ زيَّنَهُ

مُحَدّثُ الشَّامِ، عنْهُ يَصْـــــــدقُ الْخَبَـرُ
مَنْ ذا يُحَـدّثنا مِـــــــــنْ بَعْـدهِ حِكَمًا

مِنْ ذا يُبَصِّـرُنـا، لو خــــــــــانَنا الْبَصَرُ
كُنْتِ الْمَهَـابــــــــــةَ للزَّرْقَــــــــا تُجــــــــــــــــــلّلُهُ

في مَجْلِسِ الْفِقْـهِ يَحْلو عِنْدَه السَّمَرُ
  غَادَرْتِ سَـاحتَنا لمَّـا قضَوا وبــــــــدَتْ

فينَـا الْعُلُـومُ عـــــــــــن الأَمْصَارِ تنْحَسِرُ
كانَ الْعَـزاءُ لَنَـا في نُخْبَــــــــــــــــةٍ وَرثَـــــــتْ

عِلْـمَ الْكِتَــابِ وفي آياتِــــــــــــــــهِ نظـــــــــروا
قَـدْ أَمَّهُـمْ عَلَمٌ في الْهِنْـــــــــــــــــــــدِ مَوْطِنُهُ

أَمَّـا شــــــــــــــــــذاهُ ففي الأَرْجَـاءِ ينْتشِـرُ
قُلْنَا:سُعَادُ دَنَــــــــتْ في صَفْوِ مَشْربِهِ

هُــــــــــــــــــوَ الْبَقِيَّــةُ مِمَّـــــــــنْ كانَ يُنْتَـــــــــــظَـرُ
لكِنَّــــــــهُ لَمْ تَـــــــدُمْ فينَــــــــــــــــــا سَعـادتُنـــــــــــــا

إذ إنّها بَعُـــــــــدَتْ لمَّـا أتى الْخَبَـــــــــــــــــــــــــرُ
يَنْعي أبـــــــــــــــــــــا حسَنٍ في يَوْمِ مِحْنتِنـا

فالنَّـاسُ لِلْعِلْمِ والآدابِ قدْ خَسِروا
ينْعِـــــــــــــــــــي أبَـا حسَنٍ وَخَطْبُنَـا جلَلٌ

في كلِّ صِقْعٍ نرى الأَعْداءَ قدْ نفَروا
يَبْغـوننا هَمَــــــــــــــــــــــــــــلاً نرْعى كَسَـائِمةٍ

وقَـوْمُنـا نُوَّمٌ، يا لَيْتَهـــــــــــــــــم شعَـــــــــــــروا
لَو دَعْـوةٌ نهَضَــــــــتْ مِنْ أَجْلِ عِزَّتِنـا

أَلْفَيْتَـهـــــــــــــــم زعمُوا في أَنَّهــــــــــــا الخَطَــرُ
ربّاهُ فارْحَـــــــــــــــمْ رجالاتٍ لَنا، وهَبُـوا

لِلْحَــقِّ أَنْفُسَهُمْ، منْ أَجْلِهِ صَبَروا
آمَالُ قومي فيــــكَ يَـا رحْمنُ واسِعَةٌ
----------------------

تَهْديْهِمُ عِوضًا، لَو أَنَّـهُم شَكَـروا
-------------------



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق