الأحد، 9 يونيو 2019

رثاء الشيخ علي الطنطاوي


رثاء([1]) الشيخ علي الطنطاوي
مساء يوم الجمعة (ليلة السبت) 18/6/1999م الموافق لـ 5/ربيع الأول/1420هـ سكت اللسان الفصيح، وأمسك عن النطق الثغر الباسم، في الوجه المليح، فسالت الدموع من العيون أسفًا وحزنا، وتبادلت ملايين الألسنة العزاء في صاحب (على مائدة الإفطار) و (نور وهداية) الشيخ علي الطنطاوي،  بعد أن فاضت روحه إلى بارئها وهي تودع أحبتها قائلةً لهم: غدًا نلقى الأحبة .. محمدًا وصحبه...وأذاع نبأ وفاته قناة الجزيرة وغيرها.
قلت فيه، رحمه الله: كل ما يمكنني أن أكتبه عن شيخ الأدباء، وأديب الشباب والشيوخ، الأستاذ علي الطنطاوي، رحمه الله، لا يمكن أن يعدل قطرة من البحر الذي يستحقه، رحمه الله، ولكن لا بد من أن أكتب، لأرثيه وأثني عليه، ولكن لأعلنها مدوية على الملأ أني أحبه، وأن ما أكتبه عنه، هو لي أكثر من أن يمون له...ومما قلت فيه:
في ســــــــــــرّه، في جـــهْــــــرهِ****في عقــــلهِ، في فـــــكرهِ
في ليـــلِـــــــــــــــه ونـــــهـــــــــــاره****في يــــومِــه في شهـــــــره
في حــــــــــلّــــــــه ورحيـــــــــــله****في كُـــوخـــه في قصــره
في صحْـــــــوه في نـومــــــــه****في بسـمــةٍ مـــــن ثغـــره
في عفْـــــــوه في صفْـــــحـه****في حــلْمــهِ في صبــــــرِهِ
في بـــذلـِــــــه وسخـــــــــــائِـــه****في جــودِه من بـــحــرهِ
في عــلْمــه في فـــــــقــهــــــــهِ****في شعـــرِه فــــــــي نثـــره
في قـــولِــــــــه فــــــي فِــعــــله****في نهْـــيِـــــــــــه في أمــــــرِهِ
في حُــــبِّــــهِ في بُغْـــــــــــضِــهِ****في يُــــــسْرِهِ في عُسْـــرهِ
في جــــــدّهِ في مَــزْحـــــــــــــهِ****في قَـصْـــده فـــي فقـرهِ
في صمتــــــهِ في نــطقِــــــــــهِ****في حُـــــزنِــــهِ وســــــرورِه
في زُهـــــــده وعـــــفـــافِــــــــــهِ****في حُســــنِــــــهِ لجــــــوارِهِ
بـــقـــــيــــــــامهِ ورُكـــوعِــــــــــــهِ****في صَـــومِــه في فطـــــرِهِ
فيْمـــا ذكـــرتُ وغيـــــــــره****قد كان شامةَ عصرِهِ
قاضي دمشقَ وفخرهـا****كمْ حدّثتْ عــن بِـــرّه
وحـــدِيْــــــثُــــــــــه من مـــكَةٍ****عـــــمّ الوجـــودَ بــأسْــرِهِ
فبه النفوسُ استروحتْ****ببيـــــانِــــــــهِ وبِسِـــحْــــرهِ
أمضـى الحـــياةَ مهاجرًا****عـــن أهـــلِهِ، عــن دارهِ
فـــــقـــدَ الأحــبّـةَ صــابِرًا****لمْ يشْكُ طيْــلةَ عُمــــرهِ
يُـدْعى عـليّــًا في الورى****وهــو العَــــــليُّ بـــقــدْرِهِ
لبّـــــى نـــــــــداءِ مليْــــــكــهِ****مُسْــتَــــــغْــرقًا في ذكْـــرهِ
ربّـــــــــــاهُ أعـــــــلِ مقــامَــــهُ****وأَنِــــرْ لــــــــــهُ فــي قـــبْرِهِ
=======================




([1]) هناك قصيدتان، رثيته في كل منهما رثاءً مشتركًا مع ثلة من إخوانه العلماء، الأولى: مع الشيخ مصطفى الزرقا، والثانية مع السادة: أبي الحسن الندوي، وعبد العزيز بن باز، ومصطفى أحمد الزرقا. وهما مع هذه أثبتهما في ديوان "رثاء رجال أعلام".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق