الأحد، 22 مارس 2015

حرموك يا أمي....

حرموك يا أمي الحياةَ جـــواري****حرموكِ أن تقـــفي على آثــــاري
حرموكِ ذكْري في المجالسِ كلها****حرموكِ من كتبي ومن أشعـاري
حرمـــوكِ أن تَصِلي إليَّ بمركبٍ****حرموكِ حَــزْمَ حقيــبة الأسفـــار
حرموكِ أن تهـــــدي إليّ تحيّـــةً****أو وردةً مِـــن ياسميـــن الـــــدار
حرموكِ أن تحظى يـــــداك بقبلةٍ****شفَتَايَ تطبعُـــهـــا بكــل وقَـــــارِ
حــرموكِ أن تبكي علي وتشتـكي****مـرّ الفـراق، وحرقـــةَ التذكـــارِ
حرموكِ أن تُبدي عواطفَـك التـي****كانـــتْ تمــورُ كجذوة من نــــار
حرموكِ من أن تسمعي صوتي إذا****رتـــلتُ آي الواحـــدِ الغفــــــار
حرموكِ من أن تـــذكريني جهـرة****والويلُ إنْ لم تَفضحي أسـراري
حرمــوكِ أن تقفي وتـــــدْعي مرةً****في الليــــلِ أو في هَدأة الأسحارِ
ربـــّاه إنـــــي قد ملــلتُ فــراقــــهُ****فأعِــد حبيبـي كي يظل جواري
ومرضتِ يا أُمّي وصرت طريحةً****فـوق الفـــراش كليـــلةَ الأبصار
حــرموا يمينيَ أن تــــكونَ وسـادةً****لك في المنام، وســاعِدًا بنهـــار
ومُنــاكِ أن أبقى بجنـبكِ ســاهـــرًا****تتحسســـين لمعْـطَــفي وإزاري
فمُنِعــتُ من ســفـري إليك لأنّـــني****في عُـرفهم من زُمْـرة الأشـرارِ
قـالوا بــــأنــّـي مُجـــرم ولّى ولَــمْ****يـرْجعْ، وصار كسائر الفــــرارِ
شـــــرَطوا عليَّ بأن أتـــوب إليهمُ****وأقـــرّ أنــــي ناصـــر الفُجـــار
شرطـوا بأن أرجوهمُ كي يسمحوا****لي أن أعـــود لديــرتي ودياري
لما استشرتُكِ قلتِ لا .. بل ألفُ لا****أنا لا أريْــدكَ لابِســـًا للعــــــار
إني عهــدتك يا بُـــنَـي مـــلازمـــًا****للـحقِّ لا تخْـشى من الإعْصــارِ
عمُـرًا قضيتُ وأنْتَ عـــنّي مُبْــعَدٌ****فصبرتُ،لم أعبأ بذا الصرصار
ترتـاحُ نفسي إن قضيتُ وأنتَ لـمْ****تــــركعْ أمـــامَ الظـــالمِ الغـــدَّار
دعْني بُنيّ فـــــإنَّ ظني أنـــــــني****سأكـونُ عـــند الواحــــد القهـــارِ
ألْقــاك يا ولـــــدي هنــــاك بظله****أنعِــمْ بـــــهِ من مَأمـــنٍ وجـــوارِ

السبت 1/جمادى الثانية/1436 الموافق 21/آذار/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق