الثلاثاء، 10 مارس 2015

يا عاشر الأيام من آذار قف...

في العاشر من آذار لسنة ثمانين وتسعمئة وألف أضاف طغاة "سورية" الفاسدون المفسدون مجزرة مروعة إلى مجازرهم البشعة، نكبوا بها مدينة جسر الشغور الصابرة المصابرة... مجزرة لا يُمكن أن تنسى مهما تعرض المرء لعوامل النسيان... مجزرة روعت الكبير والصغير، وكل من سمع بها أو عاصرها...فلنعش ذكراها مع هذه القصيدة...
في مثل هذا اليوم حلّتْ قارعــة****في دُرة العاصي وأختِ الرابعةْ
جسرِ الشغـورِ وقد كساها ربّها****حُللَ الربيع، بدتْ عروسًا رائعةْ
في مثلِ هذا اليوم كانــت هجْمةٌ****وحــشيةٌ تتـــــريةٌ، بل فــاجعــةْ
أزلامُ حزب البعث بل أوغـــاده****قامـــوا بها، كانوا ذئـــابًا جائعة
عـذرًا ذئـــابَ البيـدِ ممــا قـلتُــه****وجعلتُكم شبَهَ القـــرود الضائعةْ
شتـــانَ بينــكمُ وبيْـــــن حُثــــالةٍ****لأوامر الشيْطــانِ كانت طائعـةْ
لمّــــا رأوا جسر الشغور أبيــــةً****تأبى بـحــزْم أن تـكون الراكعةْ
تأبى المسيْـرَ وراء مَـــن أجـدادُه****كانُـوا الكلاب لمعتـدٍ وتوابعـَـهْ
لمّــا رأوا أحــرارَها لم ينـحنُـوا****للبعثِ أو لذوي النّفوسِ الخانعةْ
لمّا رأوا فيهــا نجــومًـا مشرقــا****تٍ، بالعُلـوم على البريّةِ ساطعةْ
تهــدي الحيارَى في ليـالٍ حالكا****تٍ عنــدهم قيـــمُ الضلالة قابعةْ
فتنير دربَــهــمُ وتحمِــــل كَلَّـهـمْ****ولهم غــــدتْ أمّا رؤومًا نافعــةْ
لمّا رأوا عَـــلَمَ الفضيْــــلةِ عاليًا****كانــــتْ له أيدي الطهارة رافعة
ثــارتْ حفيظتهم وجــنّ جنونُهم****واستنـــفروا أذنابهم للــواقــــعَةْ
وبُغـــاثُـــهم ملأ الســماء طنينُه****في طائراتٍ أقْـبلت متسارعـــــة
ورمتْ قنابلها على جسر الشغـو****ر وريفِهــا وعلى الدّيار الوادعةْ
سالتْ دمــاءُ الأبريــاءِ كأنْهُـــرٍ****نظــر الهـــلالُ لها بعيــنٍ دامعَةْ
ومضت جنودُ البغي تفعل فعلها****في كل بيتٍ أو صـــلاة جامعَــة
جمعوا خيار الناس من أكنانــها****في ليلة، والناس فــيها هـــاجعَةْ
قادوهــــمُ نحو البـــريدِ لقتـــلِهم****في ساحِه، فشكا البريدُ مواجعَـهْ
ربّــاه، إني ليس لي منْ حِـــيلةٍ****لأردّ كـــيــدَ المعتـــدي وفظائعَه
فِــلذاتُ أكْبادِ المدينــة أصبحَتْ****صرْعَى، فعجّل للعدوِّ مصارعَهْ
هذا هــوَ العاصي يئــنُّ تألُّـمــًا****ممـا جَرى، وجَرى يُسيل مدامعَهْ
وبيُوتُنـا، من أهلها، قد أقفـرتْ****والشيخ أبْكى، مـن فراقٍ، جامعَهْ
دفَنُـوا الضحـــايا والدمَاءُ نديّةٌ****في حُـفرةٍ، والنــاس تبْكي خاشعةْ
يا عـاشرَ الأيام من آذار قفْ****واذكر مآسي قد جرتْ في الصومعَة
وبكــلّ حـيٍ شاهـــدٌ عمـا جنى****فــرعــونُ أو من خــلْــفًهُ أو تابعَــــهْ
نام الطّغــاةُ وقد نسوا طغيانَهم****غرقُـــوا بلذات لهم، ومُمَـــاتَعَـــةْ
حتّى إذا ما حان وقتُ حسابِهم****حلّت بهــمْ أقـــدارُ ربي قاطعــــةْ
قامتْ عليهمْ ثــورةٌ حصدتـْـهمُ****لا مانعٌ يحــميهـــمُ أو مـــانِـــعــةْ
فلتهنـــئِي جسرَ الشغور بفتــيَةٍ****غـــُرّ الوجوه ذوي جباهٍ  ناصعَةْ
الثلاثاء 19/جمادى الأولى/ 1436 الموافق 10/آذار/2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق