يا راحــلًا، هـــلّا مكــثـتَ قــــليْــلًا===فنفــوسُـنَـا لمْ تــروِ
منْكَ غليلا
وقـلوبُنــا عطشى تتــوق لِمنـــهَـــلٍ===عـذْبٍ تراهُ مُـعَــسَّـلًا
تعْـســيلا
يا راحلًا أرجــــوك مهْــــــلًا إنـــنا===في حاجـةٍ لك يا حبيـبُ طويلا
عظُمَـــــتْ هدايـــــاكَ التي حُمِّلْتـَها===وعطاؤك الموفورُ كان جَزيـلا
لكنّــــنـَـــا كنــــا بلَهــــــوٍ غافــليـــ===ــنَ ونومُنا، كم كان
عنْك ثقيلا
صـبرًا عليـــــنا أنتَ جئتَ تحـــثُّنا===كي نصبِـــرنّ ونفْهـمَ
التـــأويلا
نعطيك عهدًا أنْ نُعَــوض فــائـتــًا===نرجو بصومِك، للكريْم وصـولا
ما قــدْ تَبَقَّـى منـــكَ، فيه خلاصُنـا===إنْ نحــــنُ قُمْنا ليــلَنا
تهـــليـْــلا
وإذا وقــفْـــنــــا خاشعيــن لربـنــا===مُــتَــــذلِّلــيْنَ أمــامَــهُ
تــذْلــيــلا
مُتضرعين بأنْ يــكونَ صــيــامُنا===وقيــامُـــــنا ودعــــاؤنـا مَقْبــولا
مُتَصـــدِّقيـــــــنَ بما لديـــنا حسبةً=== منْ غيـر مَنٍّ، لا نريْــدُ
جميــلا
نــــتلو الكتــابَ تـــدبّــرًا وتفهــمًا===لا نرتَضي عما احتـــــواهُ
بديْـلا
بل نبْتغي مرضــاةَ مَــنْ أفـــضالُهُ===قد نُـزّلتْ، مِنْ مُــزنِه، تَنــزيـلا
لا نَــقــربــنّ حِمَـــاهُ في أمْـرٍ ولا===نـهْــيٍ ولا نعْــــدو بـذاك
فتيـــلا
يا راحــلًا إنَّـــا نحِـــبُّـــكَ شهــرَنا===فاسألْ لنا عنْـد الكريـم
قـبــــولا
مهــلًا لعلّ ضعـيفَـنا يسعى إلى===ركبِ القويِّ، منـــــافـسًا، مَشْغـولا
مهـلاً فإنَّ شـــــذاكَ فاحَ بحَــينـــا===دعْــنا نُــضــمِّخْ للورى
إكلــيـْـلا
رمضانُ كنتَ لنا حبيبــًا ســاكـنًا===بقلوبِنا، ولـــنـَـــا غــدَوْتَ
خــليلا
آنَسْتَنَــا لمّــا نــزَلْتَ بســـاحِنــــا===نخـشـــى كثيــرًا غيـــبةً
وأفـــولا
هـــذّبتَ أخْــلاقًا لنَا مِــنْ بَعدِ أنْ===كِدْنــا نزيـــغُ، ولا
نُطيــعُ رسولا
يا شــهْـرَنا، لو جئتَ ربّك شاهدًا===فاشهدْ لنــَــا، أنّا نصونُ أصــولا
واشهــدْ بأنّا مكْــرِمونَ لضيفِنـــا===بكَ قد هجرْنا (قـــالَنا والقِـــيــلا)
واشهــدْ بـــأنّ دماءَنا قد أُهرِقَتْ===في الشامِ كي يَبْقى الشآم
نــــبيــلا
واشهـدْ بأنّا صامدون بوجـهِ مَن===يبْـغي المِساسَ بقُـْدسِـنا تـنْـكيــــلا
واشهدْ بأنّ دمُــوعَنا سالتْ عــلى===وجــناتِنا لمّـا عـــزمتَ رحيـــلا
واسأل حبيبَ قـلوبِنــا الرحمـنَ مَغْـ===ـفِــرةً لنا، ويزيدَنـا تفضــيـــلا
إنا لنطمــحُ أنْ نــــراك تقـــودُنــا===لجنــانِ ربـكَ مُـــرْشِدًا
ودليـْــلا
الخميس 23 رمضان 1439 الموافق 7 حزيران
2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق