الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

ناديتِ سلمى ومَـْن ناديتِــــهم صُـمُّ

ناديتِ سلمى ومَـْن ناديتِــــهم صُـمُّ
عشية مأساة صنعاء، وما سبقها من مآس حلّت بالأمة... 
أطلقت "سلمى" العربية صرختها وجُرحها ينزف دمًا:
ناديتِ سلْمى ومَـنْ ناديتِــــهم صـمُّ****ما مِـــنْ مُجيبٍ لديْــهم، إنّــهـمْ بُــكمُ
ناديتِ سلمى أنَــاسًا جُـــلّ هَـمهـــمُ****إرضــاءُ شهوتِـهـم والشاهِــقُ الفخمُ
ناديتِ سلمى ونابُ الوحشِ مُنْغرزٌ****في صدرِكِ الغضّ يـا سلمى له وَسْمُ
أحسنتِ ظـنّكِ يا سـلْمى بهِــمْ وهُـمُ****مثــلُ الدّمى، لُعَبٌ، يلهُــو بهم قــزمُ
أحسنتِ ظــنّكِ فــيمن كان ديــدنهم****نصــبَ العـــداء لمنْ فــي رأسه فهمُ
ما كنـــتِ عالمَــةً في أنّ سيّــــدهم****أعْطى أوامِــره: أن يُــــوأد الشــــهمُ
أن يُوصم الحـر بالإجـــرامِ مُتشحًا****ثوبَ الخيانَـــة، لا يرقــى له جُـــرْمُ
أن يَصدُرَ الأمرُ للأوغادِ كي يلجوا****أبـــوابَــنا، ولــهُم في شأنـــِنَا حُــكمُ
قد تاهَ صوتك يا سلمى فـما سمعت**** أصـــداءَهُ أذُنٌ، أو جــــاءهَـــا عِـلمُ
ناديت في الشرق أنْ هُـبوا لعزتكم****ناديتِ في الغــرب أن يكــفيــكمُ ظلمُ
لا الشّرقُ أصغى لما ناديتِ يمنعهُ****عَجْــزٌ وجهــلٌ وكبْــرٌ، قبْـــلهــا نـومُ
والغربُ،في خُبْــثه،ما كان مُكترثًا****كثــعـــلبٍ ماكرٍ فـــي وعـــدِهِ وهْـــمُ
ناديتِ في العُربِ أنْ وافاكمُ خطَـرٌ****فاستنهِضُوا هممـًا، يمضي بكمْ عزمُ
بلدانُـــــكم خُطِفَتْ أمـــامَ أعيُنـــكمْ****وأنْــتُـــمُ شـــزرٌ لخــيْـــركمْ خصـــمُ
لأهــلكمْ أوغروا صدوركم سَفَهـــًا****فقـــلْـــتمُ فِـــيهــمُ قــولًا بـــــهِ غُــرْمُ
ألْـــصَقـــتُمُ بهـــمُ شــرًا وإنّ لهُــمْ****فضلًا عــلى أُمّـــةٍ قد هـــدّهــا سُقْــمُ
ردّدْتُـــمُ فيـــهــمُ قـــولًا لطاغـيـــةٍ****فانضافَ، منْ قولكم، في رميـهِ سهمُ
حاربتُمُ بعضكم كي تُصْبحوا عدَمًا****أمـا العـــدا فلهُــم في حـربِـكم غُنـْــمُ
في الشامِ مذبحةٌ قد أصبحتْ علمًا****لِمُـجـرمٍ قـــذِرٍ، في ذكــــــرهِ شــــؤمُ
أمّــا العـراق فقــدْ أودتْ به مِحـنٌ****وجُــلُّ عُمـــرانه قــد طالـــهُ الهَــــدمُ
عاثتْ بــــهِ فِـــرَقٌ قد كان أرسلها****عــلْجٌ لـه نتَـــنٌ، في ريحِـــه زَهْــــمُ
وأرز لُبنـــانَ قد جاءتْــه عاصــفة****وإذ بــه فحْـــمــةٌ تلهـــو بِــــهــــا قمُّ
في مصـرَ مهـــزلةٌ أعَدَ مسرحـها****مُــمَـــثّـــلٌ فغـــدتْ يلفُّـــهـــا العَــتْــمُ
ألْقـــى مصابيْحَها في بئر جارتها****طــوعًا لَـــها، وأتَـــى لِبئرهـــا الردمُ
نهـــارُهـــا قــد غدا كالليل مكتـئبًا****ونِـيْــــلُهــا قـــد بكا ودمعُـــــهُ جــــمُّ
صنعاءُ مأسورة،في الحزن غارقة****قــد خـــانَها مارقٌ، بـــالغـــدر مُعْتَـمُّ
أجـــدادُه انحـدروا من قُرْمُطٍ نسبًا****عن كلّ مِكْــــرُمة هُـــم، دائمًا، عُقْــمُ
يــا أمّتي، إنّــهَــــــا والله كارثــــةٌ****تُودي بنـــا ولهَــــا في ظهــرنا قَصْمُ
يا أمتي فَــمتى أراك صـاحيَـــــــةً****والخيــرَ أبصـــره في صــدرنا ينْـمو
نحنو على بعضـنا حُـنُـــوَّ والـــدةٍ****وروحهــا، إن رأت أبنَـــاءَها، تسمـو
أليـــسَ من بينِـــنـــا يا أمّتي بطلٌ****يُزيل فرقــتَـــنا، فـــي المجــــد مهتـمُّ
لم يُـــلهِــهِ وتَـــرٌ أو رقص غانيةٍ****لم يَـثْــــــنــهِ، أبــَـــدًا، مــــدْحٌ ولا ذمُّ
يمشي بخُطتِــــه من بنْتِ فكـــرتهِ****لا يتبعَـــــنّ الذي في طبعِــــه لُــــؤمُ
أليـــس من بينـــنا واعٍ لمحنَـــتِــنا****يُصــغِـي لقولتنــا، مِــنْ طبْعِــه الحِلْمُ
مُستمســكٌ بعُرى الرّحمن خالــقِنا****وأُمّـــهُ (عــائشٌ) ما مـــــثْـــــلَهـــا أمّ
يا أمّـتـــي، رجعــةً لله صافـــيـــةً****فيهَــا نغيْــــظ العـــدا، لأهـــلِنـــا سِلْمُ
ناشـدتُـكمْ فاعْـــلمــوا أني أحبـــُّكمُ****لا تأمنــوا "ناصحًا" في نُصحـه السُّمُّ

الثلاثاء 28/ذو القعدة/ 1435 الموافق 23/أيلول/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق