ناديتِ سلمى ومَـْن ناديتِــــهم صُـمُّ
عشية مأساة صنعاء، وما سبقها من مآس حلّت بالأمة...
أطلقت "سلمى" العربية صرختها وجُرحها ينزف دمًا:
ناديتِ سلْمى ومَـنْ ناديتِــــهم صـمُّ****ما
مِـــنْ مُجيبٍ لديْــهم، إنّــهـمْ بُــكمُ
ناديتِ سلمى أنَــاسًا جُـــلّ هَـمهـــمُ****إرضــاءُ شهوتِـهـم والشاهِــقُ الفخمُ
ناديتِ سلمى ونابُ الوحشِ مُنْغرزٌ****في
صدرِكِ الغضّ يـا سلمى له وَسْمُ
أحسنتِ ظـنّكِ يا سـلْمى بهِــمْ
وهُـمُ****مثــلُ الدّمى، لُعَبٌ، يلهُــو بهم قــزمُ
أحسنتِ ظــنّكِ فــيمن كان ديــدنهم****نصــبَ
العـــداء لمنْ فــي رأسه فهمُ
ما كنـــتِ عالمَــةً في أنّ
سيّــــدهم****أعْطى أوامِــره: أن يُــــوأد الشــــهمُ
أن يُوصم الحـر بالإجـــرامِ
مُتشحًا****ثوبَ الخيانَـــة، لا يرقــى له جُـــرْمُ
أن يَصدُرَ الأمرُ للأوغادِ كي يلجوا****أبـــوابَــنا،
ولــهُم في شأنـــِنَا حُــكمُ
قد تاهَ صوتك يا سلمى فـما سمعت****
أصـــداءَهُ أذُنٌ، أو جــــاءهَـــا عِـلمُ
ناديت في الشرق أنْ هُـبوا لعزتكم****ناديتِ
في الغــرب أن يكــفيــكمُ ظلمُ
لا الشّرقُ أصغى لما ناديتِ يمنعهُ****عَجْــزٌ
وجهــلٌ وكبْــرٌ، قبْـــلهــا نـومُ
والغربُ،في خُبْــثه،ما كان مُكترثًا****كثــعـــلبٍ
ماكرٍ فـــي وعـــدِهِ وهْـــمُ
ناديتِ في العُربِ أنْ وافاكمُ
خطَـرٌ****فاستنهِضُوا هممـًا، يمضي بكمْ عزمُ
بلدانُـــــكم خُطِفَتْ أمـــامَ
أعيُنـــكمْ****وأنْــتُـــمُ شـــزرٌ لخــيْـــركمْ خصـــمُ
لأهــلكمْ أوغروا صدوركم سَفَهـــًا****فقـــلْـــتمُ
فِـــيهــمُ قــولًا بـــــهِ غُــرْمُ
ألْـــصَقـــتُمُ بهـــمُ شــرًا وإنّ لهُــمْ****فضلًا
عــلى أُمّـــةٍ قد هـــدّهــا سُقْــمُ
ردّدْتُـــمُ فيـــهــمُ قـــولًا لطاغـيـــةٍ****فانضافَ،
منْ قولكم، في رميـهِ سهمُ
حاربتُمُ بعضكم كي تُصْبحوا عدَمًا****أمـا
العـــدا فلهُــم في حـربِـكم غُنـْــمُ
في الشامِ مذبحةٌ قد أصبحتْ علمًا****لِمُـجـرمٍ
قـــذِرٍ، في ذكــــــرهِ شــــؤمُ
أمّــا العـراق فقــدْ أودتْ به مِحـنٌ****وجُــلُّ
عُمـــرانه قــد طالـــهُ الهَــــدمُ
عاثتْ بــــهِ فِـــرَقٌ قد كان أرسلها****عــلْجٌ
لـه نتَـــنٌ، في ريحِـــه زَهْــــمُ
وأرز لُبنـــانَ قد جاءتْــه عاصــفة****وإذ
بــه فحْـــمــةٌ تلهـــو بِــــهــــا قمُّ
في مصـرَ مهـــزلةٌ أعَدَ مسرحـها****مُــمَـــثّـــلٌ
فغـــدتْ يلفُّـــهـــا العَــتْــمُ
ألْقـــى مصابيْحَها في بئر جارتها****طــوعًا
لَـــها، وأتَـــى لِبئرهـــا الردمُ
نهـــارُهـــا قــد غدا كالليل مكتـئبًا****ونِـيْــــلُهــا
قـــد بكا ودمعُـــــهُ جــــمُّ
صنعاءُ مأسورة،في الحزن غارقة****قــد خـــانَها
مارقٌ، بـــالغـــدر مُعْتَـمُّ
أجـــدادُه انحـدروا من قُرْمُطٍ نسبًا****عن
كلّ مِكْــــرُمة هُـــم، دائمًا، عُقْــمُ
يــا أمّتي، إنّــهَــــــا والله
كارثــــةٌ****تُودي بنـــا ولهَــــا في ظهــرنا قَصْمُ
يا أمتي فَــمتى أراك صـاحيَـــــــةً****والخيــرَ
أبصـــره في صــدرنا ينْـمو
نحنو على بعضـنا حُـنُـــوَّ والـــدةٍ****وروحهــا،
إن رأت أبنَـــاءَها، تسمـو
أليـــسَ من بينِـــنـــا يا أمّتي بطلٌ****يُزيل
فرقــتَـــنا، فـــي المجــــد مهتـمُّ
لم يُـــلهِــهِ وتَـــرٌ أو رقص غانيةٍ****لم
يَـثْــــــنــهِ، أبــَـــدًا، مــــدْحٌ ولا ذمُّ
يمشي بخُطتِــــه من بنْتِ فكـــرتهِ****لا
يتبعَـــــنّ الذي في طبعِــــه لُــــؤمُ
أليـــس من بينـــنا واعٍ لمحنَـــتِــنا****يُصــغِـي
لقولتنــا، مِــنْ طبْعِــه الحِلْمُ
مُستمســكٌ بعُرى الرّحمن خالــقِنا****وأُمّـــهُ
(عــائشٌ) ما مـــــثْـــــلَهـــا أمّ
يا أمّـتـــي، رجعــةً لله صافـــيـــةً****فيهَــا
نغيْــــظ العـــدا، لأهـــلِنـــا سِلْمُ
ناشـدتُـكمْ فاعْـــلمــوا أني أحبـــُّكمُ****لا
تأمنــوا "ناصحًا" في نُصحـه السُّمُّ
الثلاثاء 28/ذو القعدة/ 1435 الموافق 23/أيلول/2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق