السبت، 30 أغسطس 2014

هُنّئْــتِ غزة إن نصرك حـــاسم

هُنّئْــتِ غزة إن نصرك حـــاسم
قصيدة مُهـداةٌ إلى أبطال غزة الميامين، الذين أبطلوا بشجاعتهم مقولة الجيش الأسطورة الذي لا يُقهر، فحققوا، في معركة العصف المأكول، النصر المبين، وإلى شعبها الصابر الصامد الذي لم يلن، على الرغم من قسوة ما ارتكبه بحقه المجرمون، وقدم ثمن هذا النصر دماء زكية ستبقى في الأرض نورًا يُضيئ درب المستضعفين، ونارًا تحرق الطغاة المستكبرين....

هُنّئْــتِ غزة إن نصرك حـــاسم****لقلوبــنــــا هو راحــة هـو بلسمُ
هُنّئـتِ غـــزة فالأحبــــة أقبـــلوا****بكتائـــــبِ القسّامِ جـاءتْ تُـقسمُ
لا لن نقيـــلَ ونستقـــيــلَ وإنــنـَا****ماضون، في دربِ العلا، نتقدّمُ
والأرضُ زيّنــها الربيــــعُ بحلّـةٍ****يرنُو إليـــــهـــا عاشِـقًا يتـــرنّـمُ
يتــلو كتابَ الله فـــــــوقَ أديْــمها****وأديمُها قـد زاد نُضـــرتَـــه دمُ
دمُ فتـــيـــةٍ مثل الورودِ تفَــتَّحتْ****حــورُ الجِنــان أتت إليـها تلثــمُ
لم تعرف الدّنيا سوى ما كان من****ضرب القنا أو مصحَفٍ تتعـلّمُ
نظرتْ فألفتْ شعْـــــبَـها في ذلّـة****ويسومُـهُ، خسفًا، عـدوٌ مُجْــرمُ
وديـــارُهـــا مُحتـــلّةٌ ويحوطُهــا****من كل نـاحيَـةٍ حصــارٌ  مُحكَمُ
ورأتْ على مـرّ الزّمان قوافـــلًا****شُهـداءَ في وجْه الرَّدى تتــبسمُ
لم ينْحَــنــوا للنائبات تـــؤزُّهـــمْ****لمْ يُغْرِهمْ عَرْضٌ، ولم يستسلموا
بــذلوا نفــوسهــمُ لعـــزة أهْــلهم****ذُلّ النّفـــوس لديْهــــمُ لَمُـــــحرّمُ
بئس الحياةُ إذا النّفـوسُ تمرّغتْ****بالذلّ، بَــل إنّ الحيــــاةَ جهنّـــمُ
مِنْ حولهــم إخــوانُهم في محْــنةٍ****ويُرى السَّفيْهُ، بجهله، يَــتحـكّمُ
والعــرْبُ شتّى، جلّهم في غَـفـلةٍ****وعــلى أسِـرّتهمْ، بِـعُمْقٍ، نُــوّمُ
وإذا صحَوا يومًا علتْ صرخاتهم****فــي حِدّةٍ، وعـداؤهمْ مُستحكِمُ
يتـــلاومون عَــلى أمُـورٍ رثـــــةٍ****عنْ أُمّهاتِ أُمُورهم قد أحْجَموا
شُــغِــلوا بِـمــا يلْهـو به أطفـالُهمْ****وتَفرّقوا،وتنازعوا، وتخاصموا
لمّـا رأى فتــيانُ غـــزة مـا رأوا****من واقعٍ مـرٍ، وحــــقٍّ يُهضَــمُ
ورأوا وجوهــًا أنكروا سحناتِـها****أخذت تُحِـــلّ بأرضهم وتُحــرّمُ
للغــاصبين يُشــــادُ قصرٌ شامخٌ****وبيوتُ غــزة بالقنـــابل تُهــــدمُ
ورأوا قضيّتهم تُبـاعُ وتُشْــتَـرى****وذوو القرابةِ في التجـارة يُسهمُ
نظروا فما ألفَوا سوى نهج التقى****نهـــجًا إذا اتبعــوه لن يتــندموا
ورأوا جماعــتَـه بحـقٍ جــاهدت****ولنصـرهم أجنــادُها قد أقسموا
فغـــدت منارتَهم، ونورَ طريقهم****وعلى مرابعها، أنـاخوا، خيّموا
وعــلى التـوسّط نــشَّـأتهمْ دائمًا****من نبعها الصافي استقَوا وتعلَّموا
حتّى غدوا فُرسان حقٍ وامتَطوا****لجيادهم،خاضوا الوغى وتقدّموا
قد حيّروا بالحرب أرباب النّهى****وعــدوهم منْــهم غـــدا يتبــــرّمُ
وقضوا على أُسطُورة الجيش الذي****قد قيْل عنه بأنّـــه لا يُهــزمُ!
أنفــاقُـــــهمْ كانَــتْ متَــــاهاتٍ له****ورأى بأنّ المَـوتَ فيهــــا لازمُ
وسقوه من كأس الهــزيمة شَربةً****فمضى يُولولُ، هاذيًا، ويُهَـمهِمُ
فــي غـــزةٍ ألفـــى سيوفًا للردى****بتّـــارةً، وبحـــدّهـــا لا تـــرحمُ
قــد سلّها الفرسان من أغمــادها****رجعوا بها، مُحْمَــرّةً، تــتـــكلّـمُ
عن جُبْنِه، عنْ غدْرهِ،عنْ حُمقه****عن كل ناقــــصةٍ لديه تُــترجِــمُ
لم يُجْـــده استنجـــاده بعـــبـيـــده****وقضى لياليــــَه حزيْــــنًا يــأْلــمُ
هُنّئـتِ غـــزةَ إنّ نصـرك غـائظ****لمُنـــافقٍ ومثــــبّـــطٍ لا يفْـهـــــمُ
هُنّـئتِ غـــزةً إن نصرك هاتـفٌ****(دحْر الطّغــاة مُحققٌ، هو قادمُ)
الأربعاء 1/ذو القعدة/1435 الموافق 27/آب/2014





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق