الجمعة، 8 أغسطس 2014

حمزة بين لائين!!!... "لا بواكي له" و "لا نظائر له"!!!


حمزة بين لائين!!!... "لا بواكي له" و "لا نظائر له"!!!
أما "الّلا" الأولى فقالها الرسول صلى الله عليه وسلم : (لكن حمزة لا بواكي له) قال ذلك في عقب غزوة أحد، حين مر على نساء بني عبد الأشهل يبكين قتلاهن، ولم يجد من يبكي حمزة...
فماذا عن "الّلا" الثانية؟؟....
عرض النبي صلى الله عليه وسلم على عمه حمزة الإسلام مرات، ولكن أبا عمارة (حمزة) كان منكفئًا على لهوه وصيده، وهو الفتى الشاب المشار إليه بالبنان، والمشهور في مكة وما جاورها....وقد جاوز صيته ذلك... وفي يوم من أيام صيده وبعده عن مكة.. استطاع أبو جهل أن ينفرد بالنبي صلى الله عليه وسلم، عند الصفا، فحثته عداوته المريرة إلى أن ينال من النبي، فآذاه وشتمه، وضربه بحجر، فشج رأسه، والنبي صلى الله عليه وسلم صابر، لا يرد عليه، وكان عن مسافة قريبة منهما جارية لابن أبي جدعان( لم تكن مسلمة)) ترقب وترى ...
بعد ذلك انطلق أبو جهل إلى المسجد وفيه صناديد قريش، يحدثهم، وهو فرح، بما صنع بعدوهم اللدود ، بينما انطلقت تلك الجارية، تترصد حمزة وهو قافل من صيده فلما رأته؛ سارعت إلى إخباره بما جرى لابن أخيه، وما أن سمع منها ذلك، حتى غلت دماء العصبية القبلية والقرابة في عروقه، وانطلق لا يلوي على شيء، حتى دخل المسجد، باحثًا عن أبي جهل، فلما رآه رفع قوس صيده وضربه بها، وقال له: أتضربه وأنا على دينه...قال ذلك حمية ودفاعًا عن ابن أخيه، ثم أخذ يوبخ أبا جهل ويؤنبه، ويتوعد كل من يحاول إيذاء ابن أخيه...   غادر حمزة المسجد متجهًا إلى بيته، وفي الطريق، أخذ يفكر، بروية فيما صنع... وربما رأى نفسه أنه قد تعجل في اتخاذ قرار؛ لطالما تردد وامتنع عن اتخاذه من قبل حين كان يُعرض عليه ... فذهب إلى ابن أخيه، واستقبله صاحب القلب الكبير، وأخذ بأسلوبه الرائع يعرض عليه الإسلام، ويرغبه فيه، ويذكر له محاسنه حتى وقع ذلك في نفسه موقع الاقتناع والرضى والقبول فأسلم، وكان من أمره، فيما بعد ما كان، إلى أن نال لقب "سيد الشهداء" رضي الله عنه وأرضاه...
واليوم وأتباع النبي صلى الله عليه وسلم، والذابون عن دينه، يتعرضون لأعتى هجمة شرسة من قِبل أتباع أبي جهل...هجمة تصل إلى حد القتل وسفك دماء الذراري والنساء، وتهديم البيوت، والعيث فسادًا في الديار، وكثيرون أولئك الذين يُحْسَبون أنهم ذوو صلة بالمظلومين والمعتدى عليهم، صلة العروبة، أو الجوار، أو الدين، أو.... ولكنهم صامتون، لا ينبسون ببنت شفة، نصرةً لأولئك المعتدى عليهم، وإن فعلوا؛ فما يتجاوز فعلهم إلا أن يكون ذرّا للرماد في العيون، فلا يضربون بأقواس صيدهم، ولا حتى بأسياف رتبهم ورقصاتهم، ولو أعيا المرء نفسه بحثًا لعله يجد من يفعل فعل أبي عمارة (حمزة) لما طابت نفسُه بالعثور على ما يبحث، اللهم إلا ما جرى في أعماق التاريخ من حوادث معدودة، كما فعل المعتصم بتلبيته للهاشمية المأسورة عند الروم في زبطرة، ففتح عمورية وأنقذها، وغير ذلك من القصص القليلة والضاربة في قرون من الزمان خلت وانصرمت...
ولو أعيا المرء مرة أخرى نفسه باحثًا عمن يفعل ما فعلته تلك الجارية التي غضبت لما رأت، فما ارتاحت إلا بعد أن أخبرت حمزة بالأمر راجية الانتصار لمحمد صلى الله عليه وسلم، وهي على غير دينه، فالنفس الآدمية التي لم تتشوه الفطرة فيها تحس بالظلم أنى كان مذهبها أو اعتقادها، وإن كان ذلك أوضح وأجلى عند المسلمة، أقول لو أعيا المرء نفسه في البحث عن مثل هذه الجارية لما طابت نفسه بالعثور على ما يبحث..
تلك هي قصة "الّلا" الثانية ... لا نظائر لحمزة اليوم....

فاليوم لا بواكي لحمزة...... ولا نظائر لحمزة....إلا ما رحم الله... وهم قليل، وقليل جدًا.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق