نــــــورٌ أضــــــاء لِــتُــــــرْكيَّـــــا مسيـــــــرتَــــــــــها
فيض من النور فـــي باكـــورة السحَـــر****قَد
شع بالبشر مهْــــديّـًا إلـــى البشــرِ
يسري مـــــع الفجــــر بالآمــــال
يحملُهــا****والنّفـسُ في بهجةٍ تسمو مع الخبرِ
نــــــورٌ أضــــــاء لِــتُــــــرْكيَّـــــا
مسيــــــرتَــــها****من بعـدٍ لـــيلٍ شكا منْ غَيبـةِ القمـرِ
عُرسٌ أقـــــيـــْم عــــلى أحضـــان
رابِــيـــــةٍ****أو بطن وادٍ وفي بـــدْوٍ وفي حضـر
عُـــرسٌ أقيم وفيــــه الرّوضُ ذو
عبــــقٍ****فيه الورود زهَـــــــت كالمخـمَل النّضـرِ
عـــرسٌ تربّـــــــــــــع فوق
العرش صاحبُهُ****وكان يَعـــــلوه أعْــــــمى فاقِـد البصـــر
أنّـــــى يُوجـَّـــــــــــه لا
جــــــدوى لِوِجْـــــهَتِـــهِ****يُلقـــــيـــه قــائــده في أْعمـــــقِ
الْحفـــــرِ
عُــــــــرسٌ يفـــــــوح
بعطـــــرٍ كان مبعثَـــهُ****أنفاسُ طيبـــــةَ تُحيــي كل منْـــــكــــدرِ
فيه المــــــآذنُ
غَـــــنّـــتْ خـــير أُغْــــنيـــــةٍ****لَــم تشدُ مُـــمْســكةً
بالنّــاي والـــــوتــَـــــرِ
بل كان حَـــــبلٌ من الرحمن
لُحمتَهــــــا****أمّـــا سُــــــــداهـــا فآيــــاتٌ مِــــــن الزُّمـــرِ
"الله أكـــــبر" دوّتْ
فـــــــي مــــرابعِــــــهـــــا****فعَـــزّ ذو وبـــرٍ في الأرض أو
مـــدَرِ
يا حــامِـــلَ الهـــمّ
ألْـــــــقِ الهمّ وارمِ بــــهِ****ما زلـــــتَ تحمــــلُهُ ردْحــــًا من
العُمُــــرِ
لمّــا هــَـــوتْ خيْــــــمـــةُ
الإســــلام باكيــــةً****وذلّ من بعدِهـــا الآســادُ من مُضـرِ
والصِّيْدُ في الأرضِ لا مأوى يضمُّـهُـمُ****ما
بـين مُعتقَــلٍ فـــــيها ومُحْـــتَــضــــرِ
شـــعــوبُــــنـــا ابــــْتُــــلِيَـتْ
بفَـــــــاسِقٍ خَـــرِقٍ****في عــقْلــهِ خَـــــــبَــــلٌ للحـــــلْمِ
مُفتــــــقِرِ
أو جـــاهِــــلٍ حَمِقٍ، في حُكمـــــــهِ
نــزِقٌ****إن لم يكن أصــلُه مــن منبِـــتٍ قــذِرِ
في كفّـــــــــــهِ خِنـــــجَـــــرٌ
بالسّـــمّ طعّـــمَــه****في جــوفِــــه حــمَــمٌ بالحقـــدِ
مُستَـعِـــرِ
آن الأوانُ لِــــــكَـــــي نَـــْنسى
مآســــــــيـَـهُ ****قــــد دكّ "طيِّـــبُـنا" معــــاقـــــلَ
الخطـــرِ
أصنـــــامُهــــا سقطتْ في قعــر
مزبــــلةٍ****فأصبَــــحت عِبـــرًا لكـــــــل معْـــــتَــــبــــِــرِ
عبدَ الحميدِ ألا فانْـــظر بعين
رضًـــى****هـــذا حفيــــدُك يُحْـــيي ســــيْــرة العُمَــــرِ
وقَـــــــــــرّ عيــــنـــًا بمَـــــــا
أهــــدى لأمتنـــا****مقتبِــــسًا هـــديَــه مِـــــن غُـــــرر
السّـــوَرِ
مُحــــمَّــدٌ، إن غـدا في فتـــحــــه
بطلًا****لمّـــا بــهِ بشّــــرتْ أعَـاظِــمُ السّـــيَـــرِ(1)
فَـــــــإنّ في رجَــــــــبٍ وجُـــــــلِّ
إخــــوتِـــــهِ****مفْـــــتــَــــاحَ نهضتنـــــا لكلّ ذي نَــظـــــرِ
وإنّ في قـــلبــــِهِ نـــورًا يســــــــيـــــــــرُ
بــــهِ****فجـــرًا وعصـــرًا وفيــــه لـــــذَةُ السّحَــــــــرِ
ما كانَ في صـــدرهِ حـــقدٌ
عـــلى أحـدٍ****مـــدّتْ يـــــداهُ لِـــمَــــــن وافــــاه بـالــــنّــــذُرِ
لَــــــــم يَــــبْـــــــقَ ذو
عَـــوزٍ إلا وأكْـــرمــــه****فارتــاح من سأمٍ يُضنيــه أو ضجــــرِ
وهَـــبّ مُـــــــــنْــــــتَــــصـــرًا
لمــن بــــهِ ألـــــمٌ****من أجـــلِه، واقفًا، قـد بات في سهـــرِ
آواهُ يُسْـــــعِـــــفُــــــهُ
والأمْــــــــنَ يمْـــنَحــــُـــهُ****باللّطــف يحمـــلُه في المسلَـكِ
الـــوعِـرِ
والشّـــــــامُ مهجتُه ومِــــصــــــرُ
هاجسُــهُ****وغَـــــزّة عِــــــــنده فِــــــــي مقلـــة البصــــــرِ
قـــــد عـــاد شَـــانِــــئُـه
بالــذُّلِّ مُـــتَّشِحـــــًا****وبـــاءَ في خيـــبَةٍ، وصـــار في خــــوَرِ
(1): هو محمد الفاتح، فاتح القسطنطينية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق