الأربعاء، 13 أغسطس 2014

نــــــورٌ أضــــــاء لِــتُــــــرْكيَّـــــا مسيــــــرتَــــها

نــــــورٌ أضــــــاء لِــتُــــــرْكيَّـــــا مسيـــــــرتَــــــــــها
فيض من النور فـــي باكـــورة السحَـــر****قَد شع بالبشر مهْــــديّـًا إلـــى البشــرِ
يسري مـــــع الفجــــر بالآمــــال يحملُهــا****والنّفـسُ في بهجةٍ تسمو مع الخبرِ
نــــــورٌ أضــــــاء لِــتُــــــرْكيَّـــــا مسيــــــرتَــــها****من بعـدٍ لـــيلٍ شكا منْ غَيبـةِ القمـرِ
عُرسٌ أقـــــيـــْم عــــلى أحضـــان رابِــيـــــةٍ****أو بطن وادٍ وفي بـــدْوٍ وفي حضـر
عُـــرسٌ أقيم وفيــــه الرّوضُ ذو عبــــقٍ****فيه الورود زهَـــــــت كالمخـمَل النّضـرِ
عـــرسٌ تربّـــــــــــــع فوق العرش صاحبُهُ****وكان يَعـــــلوه أعْــــــمى فاقِـد البصـــر
أنّـــــى يُوجـَّـــــــــــه لا جــــــدوى لِوِجْـــــهَتِـــهِ****يُلقـــــيـــه قــائــده في أْعمـــــقِ الْحفـــــرِ
عُــــــــرسٌ يفـــــــوح بعطـــــرٍ كان مبعثَـــهُ****أنفاسُ طيبـــــةَ تُحيــي كل منْـــــكــــدرِ
فيه المــــــآذنُ غَـــــنّـــتْ خـــير أُغْــــنيـــــةٍ****لَــم تشدُ مُـــمْســكةً بالنّــاي والـــــوتــَـــــرِ
بل كان حَـــــبلٌ من الرحمن لُحمتَهــــــا****أمّـــا سُــــــــداهـــا فآيــــاتٌ مِــــــن الزُّمـــرِ
"الله أكـــــبر" دوّتْ فـــــــي مــــرابعِــــــهـــــا****فعَـــزّ ذو وبـــرٍ في الأرض أو مـــدَرِ
يا حــامِـــلَ الهـــمّ ألْـــــــقِ الهمّ وارمِ بــــهِ****ما زلـــــتَ تحمــــلُهُ ردْحــــًا من العُمُــــرِ
لمّــا هــَـــوتْ خيْــــــمـــةُ الإســــلام باكيــــةً****وذلّ من بعدِهـــا الآســادُ من مُضـرِ
والصِّيْدُ في الأرضِ لا مأوى يضمُّـهُـمُ****ما بـين مُعتقَــلٍ فـــــيها ومُحْـــتَــضــــرِ
شـــعــوبُــــنـــا ابــــْتُــــلِيَـتْ بفَـــــــاسِقٍ خَـــرِقٍ****في عــقْلــهِ خَـــــــبَــــلٌ للحـــــلْمِ مُفتــــــقِرِ
أو جـــاهِــــلٍ حَمِقٍ، في حُكمـــــــهِ نــزِقٌ****إن لم يكن أصــلُه مــن منبِـــتٍ قــذِرِ
في كفّـــــــــــهِ خِنـــــجَـــــرٌ بالسّـــمّ طعّـــمَــه****في جــوفِــــه حــمَــمٌ بالحقـــدِ مُستَـعِـــرِ
آن الأوانُ لِــــــكَـــــي نَـــْنسى مآســــــــيـَـهُ ****قــــد دكّ "طيِّـــبُـنا" معــــاقـــــلَ الخطـــرِ
أصنـــــامُهــــا سقطتْ في قعــر مزبــــلةٍ****فأصبَــــحت عِبـــرًا لكـــــــل معْـــــتَــــبــــِــرِ
عبدَ الحميدِ ألا فانْـــظر بعين رضًـــى****هـــذا حفيــــدُك يُحْـــيي ســــيْــرة العُمَــــرِ
وقَـــــــــــرّ عيــــنـــًا بمَـــــــا أهــــدى لأمتنـــا****مقتبِــــسًا هـــديَــه مِـــــن غُـــــرر السّـــوَرِ
مُحــــمَّــدٌ، إن غـدا في فتـــحــــه بطلًا****لمّـــا بــهِ بشّــــرتْ أعَـاظِــمُ السّـــيَـــرِ(1)
فَـــــــإنّ في رجَــــــــبٍ وجُـــــــلِّ إخــــوتِـــــهِ****مفْـــــتــَــــاحَ نهضتنـــــا لكلّ ذي نَــظـــــرِ
وإنّ في قـــلبــــِهِ نـــورًا يســــــــيـــــــــرُ بــــهِ****فجـــرًا وعصـــرًا وفيــــه لـــــذَةُ السّحَــــــــرِ
ما كانَ في صـــدرهِ حـــقدٌ عـــلى أحـدٍ****مـــدّتْ يـــــداهُ لِـــمَــــــن وافــــاه بـالــــنّــــذُرِ
لَــــــــم يَــــبْـــــــقَ ذو عَـــوزٍ إلا وأكْـــرمــــه****فارتــاح من سأمٍ يُضنيــه أو ضجــــرِ
وهَـــبّ مُـــــــــنْــــــتَــــصـــرًا لمــن بــــهِ ألـــــمٌ****من أجـــلِه، واقفًا، قـد بات في سهـــرِ
آواهُ يُسْـــــعِـــــفُــــــهُ والأمْــــــــنَ يمْـــنَحــــُـــهُ****باللّطــف يحمـــلُه في المسلَـكِ الـــوعِـرِ
والشّـــــــامُ مهجتُه ومِــــصــــــرُ هاجسُــهُ****وغَـــــزّة عِــــــــنده فِــــــــي مقلـــة البصــــــرِ
قـــــد عـــاد شَـــانِــــئُـه بالــذُّلِّ مُـــتَّشِحـــــًا****وبـــاءَ في خيـــبَةٍ، وصـــار في خــــوَرِ
(1): هو محمد الفاتح، فاتح القسطنطينية.
الإثنين 15/شوال/1435 الموافق 11/آب/2014
في مدرسة لضيوف تركبا من اللاجئين السوريين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق