الجمعة، 8 أغسطس 2014

اهدنا الصراط المستقيم

()()()***اهدنا الصراط المستقيم*** ()()()
الصراط المستقيم العام هو الإسلام، والله سبحانه وتعالى قد هدانا إليه، وبينه في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم... فكيف نفهم هذا الدعاء إذا كانت الهداية قد تحققت في الأصل؟
***يمكن أن يُفهم بأن المسلم يسأل الله تعالى أن يعينه على السير في الطريق الذي هداه إليه فالهداية لا تكتمل إلا بمعرفة الطريق أولًا والسير عليه ثانيًا وبلوغ الهدف ثالثًا. أما المعرفة فقد تحققت بالقرآن والسنة، وأما السير والاستمرار فيه فهما جهدان بشريان يتمان بمعونة الله للعبد وتهيئة الفرص والوسائل المناسية لتنفيذهما. وهذا هو مفهوم (اهدنا الصراط المستقيم). والله أغلم.
***أو يمكن (والله أعلم) أن يكون المفهوم مبنيًا على التفكر فيما هو مطلوب من المسلم القيام به وهو أن يتوجه إلى الله بهذا الدعاء، في اليوم، سبع عشرة مرة، على الأقل، وهي موزعة على خمسة أوقات. فإذا عُلم أن عمل المرء الفعلي موزع ما بين هذه الأوقات (من الفجر إلى العشاء)، وأن المرء في عمله معرض لأن يُخطئ ويصيب، فكأن الله، سبحانه، يقول لنا: بعد أن هديتكم على الطريق العام الكبير الذي إن سلكتموه فزتم فوزًا عامًا، فاطلبوا مني أن أدلكم على الطريق المستقيم، الخاص بكل عمل من أعمالكم اليومية، الذي إن سلكتموه يكن عملكم صائبًا، وتحققوا النجاح في الدنيا والآخرة، فلو قام المرء بعدة أعمال في اليوم، كتجارة، أو زراعة، أو سياسة، أو سفر، أو زواج، أو طلب علم، أو ابتغاء رزق، أو جهاد لنصرة حق ودفع باطل، أو... فإن لكل عمل من هذه الأعمال صراطه المستقيم الخاص به... لكن جميع هذه الصراطات واقعة في دائرة الصراط المستقيم العام (الإسلام).

اللهم أعنا على السير في طريق الهداية العام، واهدنا الصراط المستقيم لكل عمل نقوم به حتى ننجح في عملنا وننفع أمتنا، ونفوز برضوانك.

هناك تعليق واحد:

  1. اللهم آمين يااااارب العالمين
    جزاك الله كل الخير وجعله في ميزان حسناتك
    ونفعنا الله بك

    ردحذف