السبت، 22 أكتوبر 2011

رسالة من ليبيا


لَكِ يَـا أُخَيَّةُ كُلّنا خُدّامُ
شِعر/محمد جميل جانودي
سقَطَ الْعَقِيْدُ فَأَبْشِرِيْ يَا شَـامُ      وغدًا ستَسْقُطُ مِثْلَهُ الأصْنَـامُ
ستَرَيْنَ صاحِبَه الْفَريْقَ مُهَرْولاً     ورفاقُـهُ منْ حـولِهِ أَقْـزامُ
منَّـاهمُ مِثْلَ العقيدِ بمُتْعَــةٍ      وعْدُ الطُّغاةِ لِصَحْبِهمْ أحْـلامُ
قدْ أطْلقُوا للريْـحِ سيْـقَانَا لَهُمْ     ويَسُوقُهُمْ مِنْ خَلْفِهم ضِرْغَامُ
لَبَّتْكِ أُختُكِ مِنْ طَرَابُلْسَ الفِـدا     لكِ يَـا أخَـيَّةُ كلُّنـَا خُـدّامُ
كلُّ الطّغَاةِ ومَنْ يسيرُ بِرَكْبِهِمْ     ظَنّوْا الْخـلودَ وظَنّهُـمْ أوْهامُ
فاللـهُ يُمْهِلُهمْ، ويُرْخي حَبْلَهمْ     حتّـى يقُـولوا إنّـهُ إكْـرامُ
فَإِذَا أتَتْ آجَـالُهُمْ نَزلَـتْ بهِمْ     آيَاتُهُ، وَيَحلُّ فيهِمْ ذلّةٌ ورَغَامُ
لمْ يَقْـدِرُوا قدْرَ الإلهِ فأُهْلِكُوا     آيَـاتُ ربّي يَا شـآم عِظَـامُ
هي سُنةٌ للظَّالمِيْنَ وقَـدْ عَمُوا     عَنْهَا، وهُمْ عَنْ فَهْمِـها لَنِيَامُ
لمْ يَفْهَمُوا أنّ الشّعُوْبَ استَيْقَظَتْ    قالَتْ لهُمْ: مَهْ أيّهَـا الْحُـكّامُ
لمْ يَفْهَمُوا أنّ البُـذورَ ستَنْتَشِيْ    ولَهَا يَكُـوْنُ تَجَـذّرٌ وقَـوَامُ
والْجَمْرُ مِنْ تَحْتِ الرّمادِ مُحَفَّزٌ     فَإذا أُثـيْرَ فَجَـذْوَةٌ وضِرَامُ
والنّفسُ تَمْلِكُ طاقَةً فِيْ صَبْرِهَا     مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ ثَوْرَةٌ وصِـدَامُ
حَسِـبُوا بِأنَّ سُلالَـةً ذهبيّـةً      قدْ أنْجَبَتْهُمْ والأنـَامُ طَغَـامُ
همْ هَكَـذا يا شـامُ لا تَتَردّدّي     بلْ ثَابِريْ فَالشَّعْبُ فِيْكِ هُمَامُ
هُمْ هَكذا كالطَّبْلِ يَمْلأُ صَوتُـهُ     ما حَوْلَهُ، ولِصَـوتِه إيْهَـامُ
لَكِنّهُ ذُو خِفّـةٍ هُـوَ أجْـوفٌ     لا خَيرَ فيه، يُثَارُ فِيْهِ خِصَامُ
سَتَرَيْنَهُمْ يَتَسَاقَطُوْنَ وحُـالُهُمْ       صَرْعَى وتَسْخَرُ مِنْهُمُ الأيَّامُ
لا تَأبَهِي لعَتادِهِمْ وجُنُـودِهِمْ       ما دامَ قائـدُهُمْ إلَيْـكِ غُلامُ
كمْ عَرْبَد الطّاغُوتُ فِي أرْجَائِنَا    مُسْتَكْـبِرًا وسُـلُوكُهُ الإجْرَامُ
كَمْ وَزَّعَ الألْقابَ مِنْ قامُوسـِهِ    عُمَلاءُ أوْ جُرْذانُ، أو أنْعَـامُ
فغَدا المُطارَدَ لمْ يجِدْ مَأوًى لَهُ     حتّـى أتَـاهُ الذّلُّ والإِعْـدامُ
يا شَامُ صَبرًا فَالظّلامُ سيَنْجَلِي      وصَلاةُ فَجْرِكِ عَاجِلاً سَتُقامُ
والمسْجِدُ الأُمَويُّ يفتحُ بَابَـهُ      ويلُـوذُ فـي جَنَبَـاتِه قَـوّامُ
يُلْقَى بَعِيْدًا عَنْهُ صَاحِبُ بِدْعَةٍ      وُمنَــافِقٌ مُتَمَـلِّقٌ نَمـَّـامُ
ويؤمُّ في مِحْـرابِهِ أهْلُ التّقى      مِنْهمْ كَـريمٌ راجِـحٌ وإمَـامُ
والنَّورُ يَضْحَكُ للعيُونِ تَنُوشُهُ      فِي نَظْرةٍ سُحِرَتْ بِهَا الأكْمَامُ
ستَرَيْنَ رَوضَكِ باسِمًا مُتألِّقـًا      والنّحْلُ فوقَ زهُـوْرِه حَوّامُ
يأتِي ويَلْثُـمُ ثَغْرَهـا مُسْتَمْتِعًا      بِرَحيـقِها، في لَـذّةٍ ويَنَـامُ
والشّمسَ تُرْسلُ فِي حَنَانٍ دفْأهَا     للعاشقينَ فهُـمْ بهِ قدْ هَامُوا
وسفوحَ طَوْدِكِ قاسِيُونَ وسادةً      للمُتْـعَبيْنَ ليهنَـؤوا ويَنامُوا
وترَيْن أسْرابَ السّنونُو فِي السَّما   من بَهْجَةٍ تحْلُو بها الأنغْـَـامُ
تَزْهُو بتَقْديْمِ العُروْض لِفتْـيَةٍ      بَذلُوا لأجْلِكِ أنْفُـسًا  يا شامُ 
السّبت 24/ذو القعدة/2011 الموافق لـ 22/تشرين الأول/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق