الاثنين، 10 أكتوبر 2011

كنْ يا بُنَيّ نصيرَ مظلومٍ شكا...

كُنْ يا بُنيّ نَصِيْرَ مَظْلومٍ شَكَا
شِعْر/محمد جميل جانودي
يَا أرْدُغَانُ عَـلَيكَ ألْـفُ سَلامِ        حَيَّتْكَ فيْـها أُمّـةُِ الإسْـلامِ
مَمْزوجَةٌ بالْحُـزْنِ خيّمَ فَوْقهَـا      تبْـكِي كَـرِيمَـةَ هَـذِهِ الأيَّامِ  
 يا أرْدُغانُ أتَـاكَ نَعْيُ حَبِيْبَـةٍ         كانَتْ إليْـكَ كَمُرْشِـدٍ وإمَامِ
 قَدْ أطبَقَتْ جَفْنًا عَليكَ مِنَ الأذَى       عَاشتْ لأجْلكَ أحْلَكَ الأعْـوَامِ
 سَهِرَتْ عَلَيْكَ الّليلَ تَقْطَعُ طُولَه         بِالصَّبْر أو بتَـبَـتّلٍ وقِيَـامِ
 أوْصَتْكَ أنْ تَحْيَا كَريْمًا سيّـدًا        لا تَنْــحَنِي لِمنَـافِقٍ ظَـلاّمِ
 بِعْ يَا بُنَيَّ الْكعْكَ واحْذرْ أنْ تُرَى        غُمِسَتْ يداكَ بلَـوْثَةٍ وحَـرَامِ
  اعْمَلْ ولو تَعِبَتْ يَدَاكَ فإنّــهُ         خَيْـرٌ لَنـَا مِنْ أُعْطِيَاتِ لِئَامِ
  اعْمَلْ ولا تَمْـدُدْ يدَيْكَ تسَوّلاً         إنّ التّسَوّلَ مِهْـنَـةُ الأقْـزَامِ
  اعمَلْ ولا تنْظُرْ بِعَيْنَيْ حَـسْرَةٍ      إنَّ التّحَـسُّر مِثْلُ كأسِ رَغَـامِ
  كُنْ يَا بُنًَيَّ نَصِيْرَ مَظْلومٍ شكَا         مِنْ جَوْرِ عَاتٍ فَـاجِرٍ نَمّـامِ
  وامْددْ يَميْنك نَحْو مَنْ يَرْجُو الوصَا      لَ، ولا تبُؤْ بِقَطيعَةِ الأرْحَامِ
  ظلّتُ تَحُوْطُكَ بِالرِّعَايةَ والدُّعَا       حَتّى قَضَتْ في وطْأَةِ الأسْقَـامِ
      فَأدِمْ لَهَا عَمَلاً يكُوْنُ مُعِيْنَـها          يَـوْمَ الّلِقا وتَزاحُـمِ الأقْـدَامِ    
  يَا أرْدُغَانُ هِيَ الْحَيَاةُ كَمَا تَرَى       فَيْـضٌ مِنَ الأحْـزَانِ والآلامِ
  فتحُِيْـطُ بِالإنْسَانِ تَغْمُرُه وقَـدْ     هَجَمَتْ عَلَيْهِ كَهَجْمَةِ (تسُونَامِي)
 وتَلُوْحُ فِي الأُفُقِِ البَعِيْدِ سَعَادةٌ       فَنُحِسُّها ضَرْبـًا مِنَ الأحْـلامِ  
 حِيْنًا نُسَـرُّ بِبَسْمَـةٍ مَخْطُـوْفَةٍ     وَالنَّاسُ فِيْهَـا حَائِروا الأَفْهَـامِ
 يَتَساءَلُوْنَ وَجُلّهم فِـي دَهْشـَةٍ       ما لِلْـوَرَى تَغْتَـرُّ بِالأَوْهَامِ؟
  ما لِلْورَى مَاجُوا بِبَحـْرٍ هَائِـجٍ     مُتَـزاحِـمِ الأدْرَانِ والآثـَامِ؟
 مَا بَيْنَ بَاكٍ عَـنْ مَتَاعٍ فَاتَـهُ       فِيْمَـا مَضَى، أوْ ضَاحِكٍ بسّامِ
 وَعُيُونُهم تَرْنُوْ إليْكَ وحَالُـهُم       مَا بَيْـنَ رَاضٍ عَنْكَ أو لَـوّامِ
هذا يَرَى فيْكَ النَّزَاهَةَ والتُّـقَى     يُعْطيْكَ أعْلَى رُتْبَـةٍ ووِسَــامِ
 ويُؤمّلُ الْخَيرَ الجَـزِيْلَ لَدَيْكمُ      يَهْـفُوْ إلَيْـكَ كَـقَـائِمٍ صَـوّامِ
ويَرَى صَلاحَ الدينِ عَادَ إلى الوَرَى   فِي شَخْصِكُمْ كَالصَّقْرِ والضِّرْغَامِ
 فيْكمْ يَـرى بِيبَرْسَ مُنْقِـذَ أمَّةٍ       ويَـرَاكُمُ كَالفَـاتِـحِ الْمِقْـدَامِ
شهْمًا كَمُعْتَصِمٍ يَـَراكَ مُلَبّـيًا      صَرَخَاتِ شَعْبٍ غَارِقٍ بِظَـلامِ
لكـنَّ ذاكَ يَـرَاكمُ مُتـلَوّنـا      تُقْصي وتَهْجرُ أفْضل الأحْـكَامِ
وتُصَادِقُ الْخَصْمَ الّلدوْدِ لِشَعْبِهِ      وكأنَّـهُ مِـنْ خِيْـرَة الْحُـكَّامِ
تُبْدِيْ لَـهُ الأعْـذَارَ فيْ أفعَالِهِ     مَـعَ أَنّـهُ في لُجّـةِ الإجْـرَامِ
وتُصَدّقُ الأَقْوَالَ مِنْهُ إذا حَلَتْ      لَمّـا يَرُوْغُ بِخُـطْبَـةٍ وكَـلامِ
وَلَرُبَّمَـا يَلْقَى مُبَـرِّرَ قَـوْلَهِ      مِمّا يظُـنُّ لَديْـكَ منْ إحْجَـامِ
لـَمْ يَنْتَـبِهْ أنَّ السّيَاسةَ لُعْـبَةٌ      يَحْتَـارُ فيها نُخْبَـةُ الأعْـلامِ
أنَا لا أشُكُ بِـأنّ قلبَـكَ مُفْعَمٌ       بالنّـوْرِ والإيْمَـان والإلْهَـامِ
 أنَا لا أشُكُّ بِـأَنَّ هَمّك شامِلٌ        لمُعَذّبٍ في مِصْرَ أو فِي الشّامِ
أَو فِي العِرَاقِ و فِي رُبُوعِ جَزيْرَةٍ     في مَغْربٍ، في مَشْرقٍ مُتَـرَامِ
 أنّى لِشَـكٍّ أنْ يُرَاودَنِي وقَـدْ     رُبّيْتَ في حِضنِ الحَنُوْن السّامي
ورَضَعتَ من لَبَنِ الرَّؤم شهَامَةً     فبَلَغْـتَ أعْـلى ذِرْوَةٍ ومَقَـامِ
ونشأتَ بَيْـنَ أهِلّةٍ وكَواكِـبٍ      أدْنـاهُمُ فِـي رِفْعَـةٍ وتَسَـامِ
وعَلَى هُدَى الْقرآن سِرْتَ مُؤيَّدا     بِبَيـَـانِهِ، ومُفَصَّـلِ الأَحْكَامِ
منْ بَعدِ هَذا هَلْ سَتَسْكتُ مُعْرِضًا      عَـنْ جُرحٍ جَارٍ في فُؤَادٍ دَامِ
عَـنْ صَرْخةٍ قدْ أطْلَقَتْها حُرّةٌ        لتُجِيـرَها مِنْ مَـارِقٍ هـدّامِ
فَأخُو بَنِي العَبّاسِ أهْـرَقَ ماءَه      ما ذاقهُ وهُـو الصديُّ الظَّامِي
حتّى يُلبّـيَ صَرْخةً نادَتْ بها      عَرَبِيّةٌ ضُرِبَـتْ بسَوْطِ طَـغَامِ
وأقَـرّ عَيْنَ المؤمنين جَمِيْعِهِم       وَبِـهِ شَدَا فَخْـرًا أبُـوْ تَمّـامِ
الإثنين 12/ذو القعدة/1432 الموافق لـ 10/تشرين الأول/2011


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق