الخميس، 20 أكتوبر 2011

سقط الصنم


سقط الصّنم
بعد عصر يوم الخميس الثاني والعشرين من عام اثنين وثلاثين وأربعمائة وألف للهجرة النّبوية... كانت نهاية طاغيَة ليبيا معمّر القذافي... كان يومًا مشهودًا... فقد جيّشت القنوات الإعلامية كوادرها لهذا الخبر المثير والكبير... أما أهل ليبيا نساءً ورجالاً.. شابّاتٍ وشُبّانًا، كبارًا وصغارًا، فقد كانوا في عُرْسٍ بهيج.. كيف لا؟ وجزّارُ سجن "البوسليم" أضحى صريعًا مضرّجًا بدمائه..كيف لا ونيرون بنغازي ومصراته وسرت وبني الوليد وطرابلس ومُدُنٍ أُخرى أضحى ممرّغًا بتراب ليبيا... ومرْميًا في إحدى حُفرها... كيف لا وملك ملوك أفريقيا.. أضحى أقل من أي أشعث أغبر  فيها... مكانًا ومكانةً...
إنها عاقبة الظلم.. فهي وخيمة، وعاقبة الغرور ... فهي مُذلّة ومهينة... وعاقبة العلُوّ والاستكبار... فهي حضيض وانحدار.. فهل من معتبر... وهل من مُدّكر... 
سقط الصّنم
شعر/محمد جميل جانودي
 يَا أمَّتِي بُشرَاكِ قَدْ سقَطَ الصَّنَمْ      حِصْنُ الطُّغاةِ عَلى رُبَاكِ قَدِ انْهَدَمْ
 يَا أُمّتِي، اَليَوْم يَومُكِ فَانْهَضِيْ      فَشَبَابُكِ الْميمونُ قَدْ أدّى الْقسَمْ
 قسَمًا سأمْضِي في طَرِيْقِيَ للْعُلا    مُتَحدّيًا أعْتَى الخُطُوبِ إذا احتدمْ
 قَسَمًا سَأُقْصِي كلَّ طَاغُوتٍ عَلا     فَوْقَ الْوَرَى، يَصْليْهِمُ شرَّ الْحِمَمْ
 يَا أيُّها اليَومُ الأغـرُّ صبَاحُهُ      كذابُ سِرتَ بِجُندِه اليَومَ انْهَزَمْ
 يا أيُّهَا الشّهْرُ المُحَرَّمُ صيْدُهُ        قدْ صِيْدَ فِيْكَ "مُعَمّرٌ" لمّا ظَلَمْ
 مَضَتِ السّنونُ عَلَيْهِ مُنْخدِعًا بِهَا     مَرَّتْ عَلَيْهِ كأنّهُ فِيْهَا احْتَـَلَمْ
 مَرَّتْ عَلَيْهِ ولَمْ يَذُقْ مُرًّا لَهَـا      إنّ المَرارَةَ ذَاقَهَا رَاعِي الذّمَمْ
 مرّتْ عليْهِ وكانَ يَنْفُشُ ريْشَهُ     ويَصِيْحُ إنّي خَيْرُ مَنْ فِيْكُمْ حَكَمْ
 هذا كِتَابِي كنْتُ قدْ أعْددتُـهُ        لِيَكُونَ سِفْرًا تَهْتَدِيْ فيهِ الأممْ 
 سقَطَ الذِي أرْغَى وأزْبَدَ دائِمًا        فِيْ أنّهُ مِنْ فيهِ تنتشرُ الْحِكَمْ
 سقطَ الذي قَتلَ الألوف لأنَّهُمْ       لمْ يَتْبَعُوْهُ، وخَالَفُوْهُ بِمَا حَـزَمْ 
  سقَطَ الذي لم يرْعَ سُنَّةَ أحْمَدٍ       يومًا ومَا في حُكْمها قطُّ الْتَزَمْ
 سقَطَ الذي نَاَل القُـرَانَ بِجَهْلِهِ      مُسْتغْنِيًا عنْهُ بأقْـوالٍ رمَـم
 ألْفَوه مُلْقًى صَاغِرًا في حُـفرةٍ     يرنُوْ بِعَيـْنٍ مِنْ زَمَانٍ لَمْ تَنَمْ
 لَمْ يَحْـمِهِ حُـرّاسُـهُ وعَتَادُهُ      أوْ قصْرُه وجُنُودُه، لا وَالخَدَمْ
  لمْ يُجْـدِه مالٌ جَنَـاه ناهبـًا    كنزَ الصّحارَى والبِحَارِ ومَا الْتَهَمْ
 أيْـنَ التَّجَـبُّر والتَّكَـبُّر والتّغَطْــرُسُ، والتّـبَـاهِي بِالحَشَـمْ؟
 أيْـنَ الْعَمَـامَةُ والْعَبَـاءَةُ والرِّيَــادةُ والتَّصَـدّرُ فِي الخِيَــمْ؟
 أيْـنَ الرِّئـاسةُ والوِصـايَةُ والبَلاغَـةُ والفَصَـاحَةُ والْقَـــلمْ؟
 يا أيُّهَا الْمَغْرُوْرُ في سُلطَـانهِ       هيّا أفِقْ مِنْ قَبْلِ أنْ تَلْقَى النّدَمْ

الخميس 22/ذو القعدة/1432 الموافق لـ 2(/تشرين الأول/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق