الثلاثاء، 4 يونيو 2013

رثاء الأستاذ سليم زنجير


رثاء الأستاذ سليم زنجير

(رحمه الله)

من ذا الذي يرثي الأحبّة بعده؟!

رفْــقــــــًا بنـــا يا نــــــــاعِـــي الأخـــيــــار        روّعتَــــنــــــا بمُـــنـــضـــــد الأشعــــــــــار
من ذا الذي يرثي الأحبّة بعــــدَه        أم مـــن ســـيُــــؤنسُ وحْشـــــــــــةً للــدارِ
رفقـــًا فَـــإنّــــا لم نَـكُـــــن في أُهبَـــــــــةٍ        فَـــــاجــــأتَنـــا في هَـــــــدأة الأسحـــــــار
لمــــــا رفَــــعــنَــــــا للكــــريْــــم أكفَّـــــــــــــنــا         ودمــوعُـــــنـــــا سالت كنهـــر جــــارِ
ندعوه أن يرعى "أبا الخـير" الذي      قد كان ضيفـــًا في حمى الغفار
فاجأتَـــــنا في نعْــــــــــيــــه وإذا بـــنَــــــا         ما بين مُنـــدهشِ وبين مُمَـــــــــــــارِ
كنّــا نُؤمّـــلُ أن نرى مَن جِئْتـــــــنا         تنعيــه يُبْـــهِــــجُ مُنْـــــتـــدى السّمّــــارِ
كنّــا نؤمّــل أن نــــراه وقـــد عـــلتْ         رايــاتُ نصـــر الفتيــة الأطهـــــــــارِ
فيقـــر عيــنــــًا بانـدحـــار عصــابةٍ         وحُثــــالة للبَــــــعـــثِ والأشــــــــــــــــــــــرارِ
ويقرّ عيــنًا حين يُبصـــر فجرنـــا         قد لاح يمحــــو ظلْمـــــة الفُـجّــــــار
ما بين أضلعه زكـــــت نفس لـــه        نعمــت بحب الواحــــد القهـــــــــــــــــارِ
كان المُقـــرّبَ عنْــــــــــد إخــوانٍ لــه        أنّى غَـــــدا في الحـــــلّ والأسفــــــــارِ
يا ناعي الأخيـــار مهـــلاَ واتّئِـــد         فيما تَــــقـــول، فَـــــلســتَ بالثـــرثـــــــارِ
مــهْـــلًا فــإنّ سليْـــمَ مُهجتُنا التي         كانَـــــتْ لنــــا مُســـتَـــــودعَ الأســــرار
مهـــــلًا فإنّ سليْـــمَ حادي ركبـــنا         نحـــو الْعُـــــــــلا في عــــزّةٍ وفَخـــــــــارِ
مهـــلًا فــإن سليـــمَ بلبـــل روضنا         يشـــدو على الأفنــــانِ والأزهـــــــارِ
يا عينُ، جــودي بالدّموعِ سَخيَّةً         لا تبخــلي فيها على الأحــــــــــرارِ
وابكي مآثــرَه التي من بعضــهــا         صبرٌ على البلـــوى بـــلا إنكـــــــارِ
وبشـــاشة مع بســــمةٍ لا تخْـتَـــفي         فــــي وجْـــــــــهِ إخْــــوانٍ لـــه أبـــــــــــرارِ
وشجـــاعة وشــــــــهــامة ومـــــروءة          ودمـــــاثة، ومَــــــهـــــابة بــوقـــــَـــــــــــــــارِ
يا آل زنْـــجــيــــــــرٍ كفـــاكُــــمْ رفعــــةً          فسليْــــــــمُ فيْــــــكم شـــعّ بالأنــــــــــــوار
وعـزاؤنا فـــي أن نرى غرســًا لهُ          جعلت منـــاقبَـــــــه هدى المحتار
هذا سليـــمٌ يا إلـــهي قــــــــد غَــــــــدا          بجـــواركم، أنعـــم بخـــيــــر جــــوارِ
أكْـــرمْـــه يا مولاي واجـعـــل داره          في جنّـــة المَـأوى مع الْمختـــــــارِ
محمد جميل جانودي
الثلاثاء  25 رجب 1434 الموافق 4 حزيران 2013
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق