الجمعة، 14 يونيو 2013

حول مؤتمر اتحاد علماء المسلمين


 حول مؤتمر اتحاد علماء المسلمين
بالأمس، الخميس، شهدت القاهرة، مؤتمرًا كبيرا لاتحاد علماء المسلمين، من أجل نصرة الشعب السوري في مواجهة العدوان الخارجي المتمثل بإيران وأتباعها في المنطقة، وآخرين ... وتحدث الدعاة، والعلماء، وكانت كلماتهم طيبة، ودعوا فيها إلى الطيب من القول والعمل، وفي هذا المقام يحسن (والله أعلم) التذكير بالآتي:
1- أن يتذكر العلماء النهاية شبه البائسة لكثير من المؤتمرات التي عقدوها فيما مضى حول الشعب السوري أو الشعب الفلسطيني أو غيرهما من مآسي الشعوب الإسلامية الساخنة. وكيف أنها لم تُعط معشار أدنى ما كان يُرجى منها. الأمر الذي أدى إلى الشك في مصداقيتها لدى الشعوب عامة، إن لم نقل فقد تلك المصداقية.
2- ربما، ونظرًا للظروف الصعبة للوضع السوري، قد يجد السوريون في نفوسهم ما تبقى من أمل في مثل هذه المؤتمرات، ويعيدون الثقة بها، فحذار أن ينتهي إلى حيث انتهت مؤتمرات أخَر سابقة له، من إدراج المقررات فيما يُطلق عليه "الأرشيف"، والحفظ في الأدراج، ليُستعان بها، تاريخيًا، في قابل الأيام في كتابة (المنجزات العظيمة لهذه المؤتمرات". ومما يدفع السوريين إلى وجود مثل هذا الأمل هو ثقتهم بعلمائهم التي، كما يبدو، أنها حتى الآن كبيرة.
3- حتى لا تتحول قرارات المؤتمر إلى "الأرشيف" فتجب المحافظة على حيويته وحركيته، وهذه لا تتم إلا بالترجمة العملية لما اتخذوا من قرارات وتوصيات، وأن يكون ذلك قد بدأ، فعلاً، قبل انفضاض المؤتمرين، وذلك بإنشاء آليات عمل لكل مقترح، ويُناط ذلك بلجان مسؤولة... وإن لم تتم المبادرة حتى الآن... فالأمور لا تبشر بالمأمول...
4- على رجال المؤتمر، كي لا يُسقطوا أنفسهم، من عيون شعوبهم، أن يصارحوهم بكل ما يخص عملهم، ولاسيما بالعقبات التي تعترض تنفيذ قراراتهم، ومن هم الذين يضعون تلك العقبات، حتى لا يكونوا واجهة يختبئ وراءها المعيقون، وفي النهاية يتحمل العلماء، أعانهم الله، وزر ذلك.
5- في خطوات التنفيذ، من المفيد جدًا، بل ومن الضروري، انتقال العلماء إلى العمل الميداني بين الشعوب، والإصغاء إليهم، والاستماع إلى مقترحاتهم، وبالمقابل، العمل على توعيتهم، فالمعركة طويلة، وتحتاج إلى العمل في مختلف المجالات، فهي معركة مواجهة وصد لعدوان أولاً، ومعركة بناء ثانيًا، والبحر الذي ستتم السباحة فيه عميق، وأمواجه عاتية، فإن لم يتم التدريب الفعال لخوضه فقد يؤدي ذلك إلى الغرق، نعوذ بالله من ذلك.
6- من المهم جدا، وجود محطات تقويمية للعمل، في مواعيد محددة، وبطرق شرعية قانونية، ذات منهج علمي مدروس، تستند إلى معطيات ونتائج، ويُصار إلى تشجيع ما كان منها ناجحًا ومثمرًا والعمل على تطويره، وإبعاد ما كان فاشلاً وضارا وتلافي مسبباته.
7- أيها العلماء الأفاضل، الزموا غرز الانتقال الفوري إلى العمل في إثر القول، ويغض المرء طرفه حين يخاطبكم :لا تنسوا مغبة عدم العمل، والاكتفاء بالأقوال والبيانات والتصريحات، قال الله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا، لِمَ تقولون ما لا تفعلون؟ كبُر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" ومن يمقته الله لا يوفقه، ولا ينصره، ويتركه يتخبط في تيه ما يحسب أنه صالح وهو غير ذلك.
اللهم أعن علماء المسلمين على العمل بما يقولون، وأعنهم على تذليل العقبات التي تعترضهم أنى كان مصدرها، واجعلهم قريبين من قلوب الناس، واجعل رفع المعاناة عن الناس، وردع من يظلمهم من أول اهتماماتهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
محمد جميل جانودي.
الجمعة 5 شعبان 1434 الموافق 14 حزيران 2013 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق