الخميس، 13 يونيو 2013

أبيت الضيم يا شبل الأسود


رثاء الشهيد : إبراهيم عبد المجيد جانودي

ابن أخي الحبيب إبراهيم... لم تمنعك وسامة وجهك، وبهاء طلعتك، ورغد عيشك من أن تلبي دعوة الحق للذود عنه، والموت في سبيله... الحق الذي هو قرين الحرية، وعدو الذل والعبودية ...فكنت واحدًا من أولئك الأبطال الذين لبوا داعي الكرامة للإنسان والوطن...وانطلقت من مسقط رأسك "الحسانية" أو "هتيا" إلى "سرمين"، مجاهدًا، ونرجو الله تعالى أن يكون قد علم منك صدق نيتك في طلب الشهادة، فاتخذك شهيدا، وارتقيت بروحك بعد أن تعطرت أرض "سرمين" و"بنّش" بدمك الزكي الطاهر ودماء إخوان لك ارتقوا معك ...

ابن أخي الحبيب، أهدي إلى روحك الطاهر هذه القصيدة...

أبيتَ الضّيم يا شِبل الأسود   
أبيتَ الضَّــــــيْــم يا شبْـــــــل الأســــــودِ        وأن تحْــــــــيــــا بِـــأسْــمـــــالِ العبـــــيـــــــــــــدِ
ولــــدتَ وحـــولك الأوبَــــــــاش تعــــلُـــو        عــلى الأحْــــرار فـــــي هذا الوجـــــودِ
نَـــظَـــــرتَ فَـــــلَـــــــم تجــــــــد إلا بُــــغـــاثًـا         يُـــزاحِــمُ في السّمـــــا صقر الجدودِ
وعنْــــــــدك من مَــــــــآثـــرَ ســـــــــالفــــاتٍ         عن الآبــاء في المـاضي التليـــــــــدِ
رضعتَ العـــــــــز منهــــــــمْ في أنــــاةٍ          عليهم عُــــــدت بالذكـــر الحمِــيــــــــدِ
فأمّــــك "كوكب" وأبـــــــــــوك بــــــــــــــــدرٌ          يسمى في الـــورى "عبد المجيد"
لقــــــــــــــد أبصـــرتهم يأبون عيـــــــشــــًا          كســـائـــــــمَـــــــة تـــُرَوّضُ بالقُـــــــيــــــــــودِ
فلم يحنُـــوا لحزب البعث رأســــــــــــًا          ولم يَــــرضــــوا بتســــــــويد البليــــــــــــــــد
فأمضى بعضهم في السجن ردحا        ومنهم صــار في المنفى البعيـــــدِ
وســــــيْـــــق ســراتُـــــهم قســـــرًا لجُـــــحـــــرٍ         لضـــربـــهم بأســـــواط الحـــــــــــديـــــــــــدِ
نَشأت وأنْـــــــــــــت تشهد ذا المـعـــالي         يُســـام الخسف من نـــــــذل لـــــــدودِ
فما طاقـــــــت لديـــــــك النّفـــس هــــــــذا         وجــــاشــت بالعــــواصف والرعـــــودِ
وصــاحت صيحة ظـــــــــلّـــت تـــــــدوي        مُـزمجـــرةً؛ ألا يـــــا نفسُ جُـــــــــودي
أ إبْـــــراهيمُ مَن يــَــــرْضــــــــــى هـــــوانـــــًا          مُحـالٌ، فهــــو من أصــــل نجيــدِ
أ إبراهيم مَـــــن يَــخْــــــــشى المَــــــنـــايــــا          مُحــالٌ وهو من أنقــى صعيــــــــدِ
وجاءت ثــــــــــــورة الأحـــرار تَــــــــــدعـــــو         كــرام النـاس للعيش السعيــــــــــــــــــدِ
وتــدعــــــو للوقـــــــــوف بوجـــــه عـــــــــلـــجٍ          تمـــدّد في البــــلاد بِــــــلا حـــــدودِ
وتدفع عن حيـــاض الشــــام شــــــــــــرّا          تمَــــــــــــــــثـَّــل بالقــــرامطـــــة القُـــــــرود
فلبــــــيت الـــــــــــــــنـــــِّـــدا وغـــدوت فيهــــــا          مثــــــــالًا للشجاعـــة والصّمــــــــــــــودِ
ضحكت إلى الردى إذ جاء يسـعى           ترى فيه الطريق إلى الخلودِ
ومن "سرمين" نـــــــــــــاداك المــــنَادي           ألا أقـــــبل، وأنجـــــــزْ للـــــوعــــــــــود
فجئــــــت مهرولاً والنــــــــــــــــفس تهفُــــو           بإخــــلاص إلى لقب الشهــــــيــــد
أريتَ اللهَ منك خصــــالَ خيــــــــــــــــــرٍ           فـــــكافــــأك العطـــــــيّة بالمــــزيــــــــــــدِ
مضيـــــــــــــــت إليه مبتســــــــمًا رضـــيًا           بما أعطـــالك من خيـــــر مــــديـدِ
ألا فـلتهنَـــئـــــــــــــي يا أرض (هتيـــــا)           ضممت إليك جُثمـــان العميــــــدِ
ضممتِ إليك من وفّى بعهـــــــــــــــــدٍ           إلـــــى لحــــدٍ تعــــــطّــــــر بالــــــــــورود
عمك: محمد جميل جانودي
الخميس 4 شعبان1434 الموافق 13حزيران 2013

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق