الأحد، 20 نوفمبر 2011

من أسماء الثورة السورية


بسم الله الرحمن الرحيم
من أسماء الثورة السورية العظيمة
أولاً: الفاضحة
باغتتْ الثورةُ السوريةُ الجميع بميلادها، وبسرعة نموها، وباستوائها باسقةً على سوقِها.. عميقةُ الجذور، سريعةُ الظهور، ممتدةٌ في عَنان السماء... أغصانها قويةٌ خضراء، تُظلل كلَّ بُقْعة من سورية، متعطشةٍ إلى الحرية، شملَتْها من أقصاها إلى أقصاها، ومن أدناها إلى أعْلاها.. فما من مَفْحصِ قطاةٍٍ من الأرض النّدية.. إلا وحبات ترابه تصرخُ: حرية....حرية....
باغتت الثورة السوريين أنفسهم، على تعدد مشاربهم، كبيرَهم وصغيرَهم... غنيهم وفقيرَهم... ظالمَهم ومظلومَهم... فظالمُهم كان يكابرُ مجاهرًا بأن سورية غيرُ سواها، ولن يُعشب الربيع العربيّ على رُباها.....ومظلومها كانت حاله مع الثورة وكأنه فاقد لشيء نفيس... انتهى إلى يد ظالم خسيس... فأنّى له إدراكا، وقد زاده ذاك الظالم إرهاقًا وإنهاكا... وما زال كذلك حتى فوجئ بأن ضالته بين يديه، وأنها قد آلت أخيرًا إليهْ...
وباغتت الشعوبَ الشقيقة والصديقة... وكشفت إلى شعوب العالم الحقيقة.... حتى إنها باغتت ملاحيها ورُبّانها..فكانت مذهلة لهم بنمائها وانتشارها، وتقدمها وازدهارها....
وباغتت العالم مرةً أُخرى بطريقة التعامل معها... التعامل معها ممّن جاءت لتُزيحه وتُبْعِدَه... أومن جهات زعمت أنها نصيرة ومؤيدة... فإذا بها عدُوة لدودة وحاقدة حسودة... أومن جهات أخرى كان لا يُشك في أنها ستكون لها سندًا وظهرًا، ومنبرًا حرا... وإذا بها تتخذ منها ساحة تدريب لنفاقِها سرًا وجهرا.. أو التعامل بها من قبل أحباء لها مخلصين... فجعلتهم حيالها محتارين... ذلك لأنها كانت أسرع منهم لِمبتغاها فتقدّمتهم، وخلّفتهم وراءها.
نعم لقد باغتت العدو والصديق، والبعيد واللصيق، والمرجف المرتجف، والنصير المحترف... باغتت (الممانع المقاوم) .. و(المستسلم) و(المسالم)... باغتت العالم النحرير... والجاهل الغر الغرير، ...
وباغتت.. وباغتت..وكانت لمن بغتتهم فاضحة... كانتْ لبعضهم فاضحةً لسوء وسوأة...ولخبيئة وخبأة.. وكانت لبعضهم الآخر فاضحةً لعجزٍ وتقصير، وقلةِ حيلة وتدبير...
أجل .. لقد فضحت عليمَ اللسان، منافق القلب والجَنان... وعرّته أمام كل إنسان...فصغر في عين الزمان وعين المكان...وخبا نورُه، وانطفأت ناره... فغدا مرميّا تحت رمادها، ودفنته تحت أقدامها، فازدراه معجب سابق، وصرف النظرَ عنه مغرمٌ وشائق...
أجل..فضحت عمائمَ وعمّات، لأصحابها هامات وقامات...فضحت ربطات عُنقٍ وبزّات... وكُتّابٍ وكاتبات... وصحفيين وصحفيات... كما فضحت (سماحاتٍ) و(آيات)....
نعم فضحت "الممانع المقاوم" أمام من هو مخدوع به وهائم.. حين قال أحد رموزه وصرّح، وعن حقيقة أمره بين وأفصح... فجعل أمنه وأمن عدوه المزعوم متلازمين، وبه يكونان سالمَين مُطْمَئنّيْن، تشهد بذلك أربعة عقود... في وفاء الوعود، وحفظ العهود، بحماية الحدود "للصديق الودود"!!!!  
نعم فضحت الثورة مُدّعيًا ودعيّا... طبّلَ وزمّر... ونهى وأمر وتأمّر... وجيّشَ وعسكر، وفي وجْهِ من لا يُجاريه كشّر وزمجر ...رُفعت له ألقاب وصور... وحين شبّت الثورةُ السوريةُ عن الطّوق، وتذوّق نكهتَها كل ذي إحساسٍ وذوق...جزع "سماحتُه" وخاف... وتبدلت في وجهه الأوصاف...حينئذٍ أبرزت فعله الحسن على أنه خضراء الدّمن...وعرّت ما قيل عنه أنه تحرير.. على أنه تلفيق وتزوير...
نعم فضَحَتْ الثورةُ (آيةً عُظمى) ادعَتْ أنها حاميةُ الحِمى، تذودُ عن "زينب" و"رُقيّة" و"سلمى"...فكشفت عنها القناع، وأظهرتْ فيها الكذب والخداع... فقتلت "زينبًا" وخطفت "رُقيّة"" وهتكت عرض "سلمى"...فبُهت الذي بها اغتر فخاب، بعد أن أزالت الثورة عن عينيه الحجاب!!  
أجل إن الثورة السورية فَضَحَتْ وعرّتْ....فأعْلنتْ حينًا وحينًا أسَرّت... فضحتْ النصيرَ المزعوم... فإذا به خذول مذموم...
كما أنها فضحت ضعفَ الصديق، وتراجعَ الرفيق، وفرقةَ الأحباب، وريبةَ المرتاب....
فلله درها من فاضحة... ولله درها من ثورة لجُماح عدوها كابحة... ولصديقِها أمينةٌ وناصحَة... وما كان لها أن تكون كذلك... لولا صبرُ أبنائها، وصدقُ شبابها، وعظمةُ قوادها .... وفي ذلك كلّه سر دوامها وبقائها...
محمد جميل جانودي     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق