السبت، 30 أكتوبر 2010

الخاطرة الثانية عشرة

آداب التحدث بالهاتف
التحدث بالهاتف نعمة أنعم الله بها على عباده بهذا الجهاز العجيب.. ولكل نعمة من النعم آداب وضوابط للتنعم بها، فكما أن نعمة البصر يجب أن يحافظ الإنسان عليها صحيّا، ويراعي الآداب التي طلب الله من الإنسان أن يتقيد بها حين يستمتع بهذه النعمة فلا ينظر إلى محرم، ولا يستخدمها في مراقبة الآخرين للإضرار بهم.. ومثلها نعمة السمع، وكذلك الأنعام التي سخرها الله للناس هي نعمة، وقد وضع الشرع الحنيف ضوابط وآدابًا لاستخدامها، مثل عدم استخدامها لغير الغرض الذي خُلقت من أجله، وعدم تحميلها أكثر من طاقتها وعدم تجويعها أو تعطيشها..
وللهاتف آداب ينبغي مراعاتها.. من هذه الآداب:
أولاً: الاختصار في الحديث والاقتصار على اللازم منه؛ لأنه جهاز ضروري ربما يحتاج إليه غيرك لحاجة ماسة لحظة إشغالك له. فلا يُلجأ فيه إلى بحث أمور تستغرق زمنًا إلا لضرورة ملحة.
ثانيًا: يعتبر طالب المكالمة بمثابة طارق باب منزل، وفتح الخط من قِبل المطلوب بمثابة استجابة صاحب المنزل لطرق بابه.. فيبادر المطلوب بإشعار الطالب بأنه موجود بكلمة "نعم" أو "مرحبًا" أو غير ذلك وعندها يلجأ الطالب إلى التحية بقوله " السلام عليكم " أو بأي صيغة تحية لائقة، ثم يُعرّف بنفسه. وللأسف نجد كثيرين ممن يطلبون أحدًا بالهاتف يبادرون من يردّ عليهم بالسؤال: من أنت؟ ويحصل جدال...وهذا خطأ فعلى الطالب أن يُعرف بنفسه أوّلاً ثم يسأل حاجته وإن كان يُريد شخصًا بعينه يطلب التحدث إليه. وأن تكون لهجة المتحدّثَين عادية وخالية من كل ما يثير الدهشة أو الاستنكار.
ثالثًا: بعد الانتهاء من استخدام الهاتف يُستحسن بالمطلوب أن ينتظر الطالب حتى يُغلق الخط لأنه كما قلنا بمثابة المُضِيف.. والطالب هو الضيف فلا يغلقن بوجهه الباب قبل الخروج..فضلاً عن كون الطالب هو صاحب الحاجة فربما يكون قد نسي أمرًا فيتكلم به ما دام المطلوب فاتحًا للخط.
رابعًا: المحافظة على استمرار عمل الخط وعدم تعريضه للقطع ولاسيما إذا كان في التحدث به مصلحة عامة للناس.. فصاحب المؤسسة أو الشركة أو الوظيفة التي يحتاج الناس إلى الاستفسار عن أمور لهم فيها من خلال الهاتف يجب أن ينتبه إلى هذه النقطة، ولا يُعرض خطه للقطع.
خامسًا: الالتزام التام بالشروط التي وضعتها الجهات المسؤولة عن الاتصالات وبذلك يؤْمَن من حدوث خلل..
سادسًا: بالنسبة لغير المالك للهاتف ينبغي عليه استئذان صاحب الهاتف باستعماله، وفي هذه الحالة يفضل إعطاؤه فكرة عامة عن الحديث، ومع من سيتحدث من غير تفصيل..
سابعًا: قد يتصل إنسان خطأً بآخر.. ويرى الثاني على الجهاز الكاشف رقم المتصل.. وحتى لا يقع أي التباس ينبغي للمخطئ أن يوضح لصاحبه اللّبس الذي جرى حين الاستفسار ويعتذر منه إن كان الأمر وقع بالخطأ، وعلى الاثنين أن يتخاطبا بلغة مؤدبة وراقية.وألا يلجأ كل منهما إلى إساءة الظن بالآخر، فقد تحصل بعض التداخلات في الخطوط نتيجة خلل فني.
ثامنًا: قد يُبتلى بعض الناس بآخرين يتصلون بهم لمجرد العبث أو إضاعة الوقت أو لأغراض غير لائقة.. فيُستحسن في بداية الأمر أن يُرد عليهم بهدوء ويُبَيّن لهم خطأ هذا العمل، وأنهم هم أنفسهم لا يرضونه أن يحصل معهم.. وفي حال التكرار فلا بأس بأن تُخبر الجهات ذات الشأن لمعالجة الأمر.
تاسعًا: ينبغي على من لديه رقم هاتف لآخر ألا يُعْلِم به غيره إلا من بعد أن يستأذن صاحب الرقم، وهناك حالات تُقدر بقدرها فتُستثنى من هذا الشرط؛ كإعلامٍ عن أمر مهم واضح الأهمية، أو ما يراه من معه الرقم مناسبًا.
عاشرًا: ينبغي ألا يتأخر صاحب الخط من دفع ما عليه من رسوم لقاء استخدامه للخط كي لا تتراكم عليه، وكي لا يتعرض لقطع الهاتف عنه في وقت يكون في أمس الحاجة إليه.
وأخيرًا؛ إن من واجب المرء أن يشكر المنعم على نعمه، وشكر هذه النعمة تكون بمراعاة آدابها، واستخدامها بما يعود بالنفع عليه وعلى الناس.
الجمعة 14/11/1431هـ
محمد جميل جانودي.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق