الجمعة، 24 سبتمبر 2010

الخاطرة الثامنة

حقّ الطريق... (2)
في الخاطرة السابقة تمّ عرض الحق الأول الذييجب أن يراعيَه من يريد الجلوس في الطرقات وهو غضُّ البصر، وهذه الخاطرة سنتناول الحقَّ الثاني:  

إماطة الأذى ن الطريق صدقة
 ثانيًا: كفُّ الأذى؛ والكفّ في أحد معانيه المنع، ومن حقوق الطريق منع الأذى...ويحصل الأذى بطرق عدة.. فإما من الإنسان نفسه مباشرة، وإمّا من غيره مباشرة، أو بطريقة غير مباشرة.. وآكدُها هو ما يخص الفرد، ويكون سببا لوقوعها.
فعلى الفرد ألا يؤذي الموجودين في الطريق كيفما كان شكل وجودهم.. لا يؤذيهم ببصره، وهذا ما ذكر في "أولاً"، ولا يؤذيهم بلسانه، فلا يصخب ولا يسب ولا يشتم ولا يهزأ، ولا يغتاب، ولا ينمّ، ولا يكذب، ولا يُحرّش بين اثنين، ولا يشهد شهادة زور (حين يُطلب ليشهد على أمر وقع في الطريق)، ولا يؤذيهم بيده أو بما تحت تصرّف يده، فيضع فيه ما يُضيق على الناس مسيرهم، أو وقوفهم في أماكن الوقوف الضرورية.. فلا يُلقي أوساخًا أو مُهملاتٍ في الطريق، ولا يضع حاجاته وأغراضَه في طريق المارة، ولا يُوقف سيارته في مكان فيُضيّقَ الطريق على الناس أو يمنعهم من الخروج أو الدخول إلى مكان ما.. ولا يُخالف تعليمات رجال المرور لأن في تلك التعليمات مصلحةً للناس جميعًا، ومن صور تك المخالفات: السرعة الزائدة عن الحد المقرر، وقطْعُ الإشارة المنظمة للسير في تقاطعات الطرق، والوقوف في المنعطفات أو أماكن سُمح المرور فيها بصورة دائمة..أو مزاحمة الناس بطريقة عشوائية للتقدم بسيارته إلى موضع يرغبه.. واستخدامُ الأنوار المبهرة للعيون ..وإيقاف السيارة بطريقة غير منتظمة في المواقف العامة فيشغل مكان سيارتين أو أكثر؛ كان من الممكن لغيره أن يستفيد من ذلك المكان..والاشتغال بأي أمر غير القيادة ...وعدم إحْراج الآخرين من غير ضرورة، كأن يستأذن من غيره أن يُفسح له ليعبر وكان بإمكانه أن ينتظر ليتسع الطريق له بصورة تلقائية... والظهور في الطريق بمظهر غير لائق يتأذى من رؤيته الآخرون... ورفع الصوت أكثر من المعتاد حين التّكلّم لضرورة، ورفع صوت مذياع السيارة أو جهاز التسجيل بشكل يؤذي الآخرين...إلى غير لك..وعلى المرء أن يهتم بأداء سيارته فلا تكون سببًا في تعطيل سير سيارات الناس أو تكون مخلفاتها مؤذية لهم. وعليه أن يمنع الأذى الصادر عن الآخرين بطريقة لا ينجم عنها ضرر أكبر.. فيستخدم الحكمة والكلمة الطيبة، وإن كان الأذى من النوع الذي يُزال بجهد فردي؛ فليسارع إلى إزالته من غير أن ينتظر متسبب الأذى ليزيله...
ومن الأذى المشي في الطريق بخيلاء وتكبر... ومن الأذى الذي يجب أن يُمنع ويُكف؛ ما يقوم به بعضهم بما يُطلق عليه "التفحيط" وغالبًا ما يظهر ذلك من بعض المراهقين... ومن الأذى استخدام منبه السيارة بصورة مزعجة في أي وقت من ليل أو نهار...ومن الأذى ألا يضعَ من يتولّى إصلاح الطرقات لوحاتٍ تنبه إلى ذلك، وتدل على الطريق البديل في حال قطعه..ومن الأذى أن يرى المرء في الطريق شيئًا قيّمًا مفقودًا فيلتقطه ولا يسأل عن صاحبه ليوصله إليه.. ومن الأذى انتشار المتسولين في الطرقات وعند تقاطعاتها، وهو أذًى نفسيٌّ أكثر من كونه ماديًا، وربما تشارك أكثر من جهة في تسببه!! ومن الأذى كل عمل تقوم به تجاه الآخرين وتكره أن يقوم به غيرك تجاهك...
    كفُّ الأذى شِيَمُ الرِّجالِ وإِنما        (حبُّ الأذِيَّـةِ منْ طِباع العقربِ)
    لا تُؤذِيَنَّ نُمَــيْلةً متعمِّـدًا         فاللـهُ يـأخذُ حقَّهـا يا صاحبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق