السبت، 11 سبتمبر 2010

وداعًا يا رمضان


وداعًا أيُّها الشهرُ الكريم...



وداعـــأ أيُّـها الشَّهْـرُ الْكريـمُ          فَحُبُّـــكَ في حَنَـايـــــــانـا مُقـيْـمُ

وداعــًا، لَمْ تـدُمْ فينــا طويْلاً            مَرَرْتَ كمَا يمُــرُّ بِنــا النَّسيْـمُ

 نُحِـسُّ بِــهِ فَيُنْعِشُنـا ويمضي         تظـــلُّ قُلُـوبُــنـــا فيــهِ تهيْــــــمُ

أَتَيْـتَ ونَحْنُ بِالأَدْرانِ نشْقـى            فأسْــعَـدَنا التَطَـهُّــرُ والنَّعيْــمُ

أتـيْتَ ونحنُ في الدّنْيا أُسارى        لأَنْفُسِــنا، وتُنْهِــكُنا الهُمــــــومُ

فحَطَّمْــتَ القُيُــودَ فما عَملْنَـا          بِمـا يُمْليْـــــهِ شَيْطـانٌ رجيْــــمُ

نَعِمْــنا بالسَّعَـادةِ في قلُــوبٍ           فليــْسَ بِهــا عليْــــلٌ أَو سقيْــمُ

أَتَيْـتَ ونَحْنُ في فِتَــنٍ كَلَيْــلٍ          يَحَــارُ بِــها الْمُحَنَّــــكُ والْحليْـمُ

كُفِيْنـا شَـــرَّهــا لَمَّـا احْتَوتْنـا       ظِلالُكَ أَيُّــها الشَّهْــــــرُ الْكَـريْــمُ

أَتَيْـتَ وقدْ قَعَـدْنا عـن جِهَــادٍ        فَلَـم نَعْـبَأْ بِمــــا فعَــلَ الْغَشُـــــومُ

يُرِيْـــــنا أنّ فيْكَ اللهْــوَ يَحْـلُو       ويَـكْفـي أنَّ مِعْـــدتَنـا تصُــــــومُ

سَمَـونا إذْ مَـرَرْتَ بِنَـا بِبَــدْرٍ         وبــــدَّل حالَنــا الْفَتْــحُ الْعظيْـمُ

فأَصْبَحْنــا فَـوارِسَ لا نُبَــالي         بِجَعْجَعَــةٍ يُــــــردّدُهـا ظلُــومُ

رَحَلْــتَ ونَحْنُ في خَيْــرٍ عَميمٍ         تُرى هَلْ حَالُنـا هــذي تـدومُ؟

أَنَبـقى والنّفــوسُ بِـهَا صــفَــاءٌ       فـــــلا حِقْــدٌ ولا حَسَــدٌ ذميْـمُ

وهَـلْ تبْقى لَنــا هِمَـمٌ عَـوالٍ            فلا تَرْقــى لِمَوْقِعِهــا النُّجـومُ

وهَـلْ نبْقــى كُمــاةً في إبَـاءٍ            ودَيْـدَنُنا الدِّفــاعُ أوِ الْهُجــومُ

دِفــاعٌ عَنْ كَـرامَتِنـا بِعَــــزْمٍ             إذا ما مَسَّهــا وغْــــــدٌ لئيْــمُ

ونَهْجُــمُ بالْحقيقَــةِ في مَضَـاءٍ        ونَنْشُــرُها، ألا نِـــعْــمَ الْهُجـومُ

وهَـلْ تَـزدانُ دَعْـوتُنـا بِحِـلْمٍ          وبِشْــرٍ، أَم يُشَـوِّهُهـا الوجُـــومُ

وهَـلْ بِالْعَـدْلِ نَحْـكُمُ إِنْ حَكَمْنا       وبِـالإِنْصَــافِ دنْيَـانـــــا تقُــومُ

وهَـلْ إنْ عُـدتَ تُبْصِرُنـا بِخَيْـرٍ     كَمَـا فارَقْتَ، ..أَمْ لا؟ يا كريْــمُ

                                                 شعر/محمد جميل جانودي
*********

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق