الجمعة، 6 أبريل 2012

يا تفتناز روتْ ثراكِ دماءُ



يا تفتناز رَوتْ ثراكِ دماء
شعر/محمد جميل جانودي
 يا تفْــــــــــتــــنــاز رَوَتْ ثـَـــــــراكِ دمــــاء        وأصـــاب أهــــلك محــــنَـــــةٌ وبـــلاءُ
 وغـــدا أديْـــمُ الأرض أحْـــــمرَ قــانيًا         بدمــائها قد جادت الشّهـــــــــــــــداءُ
 يفتـرّ ثغـر الأرض في نيســـانِــــــــها        عن بسمــةٍ تهفــو لها الخضـــراء
 تتـــــراقص الأطيــارُ في أجـوائــــــــــها        وتهيـمُ فــــــوق بساطهَـــا الميســـاءُ
 لكــنّ ثغْــــــــــــــــــرك يَـــــــا أُخيَّـــةُ واجــــــمٌ       حزنــًا على ما أفسد الجبنـــــــــــــــاءُ
 أعرفتِ من بالغـدر جاءك حامـــلاً         حــقـدًا وقـــد نـــاءت به الغبــــراءُ
 حقـــدًا توارَثــه على حِقــــــــبٍ مضت        وتــــــــكفَّــلتْ في نقْـلِه الأبْنـــــــــــــــــاءُ
 حقــدًا بـــــــــــــدا مذ أُخْــمـــــــــِدت نيرانهم        وتبــــددت في أرضكِ الظـلمــــاءُ
 حِـــقدًا على جِـــيل الصّحـابة والألى        ممن هم الأبـــطـــالُ والنّجَبـــــــــــاء
 هم باغتُــوك وأنْــــــت غافيــــةٌ عـــــلى       صــدر الربــــــيــع كأـنّــكِ الْحـــوراءُ
  قتَــــلوا الربيــع وروضـــه في نفْــثــــــــةٍ       قــد أطـــلقتْــــــهــا حـــيَّةٌ رقطـــــــــــــــــــاءُ
  وبها استحال الـــوردُ شـــوكًا داميــــًا         نـــثـرته في درب الورى اللّخنـاءُ
  ذرفَ الهــــلالُ على الورود دمــوعهُ      وبـــكت عليْـــــــــــــها القبّــة الزرقـــــاءُ
  وأدُوا جَـــــمــالَك يا صـــــــبيّــــةُ خِسَّـــــةً       ذرفــــــتْ دمًا من خوفها الْحسْـناءُ
  والطفل مذهـــولاً تســـــمّــر شاخصـــــًا       مـــن هــول ما قـــد نكّلوا وأســـاؤوا
  حُــــــزْنـــًا على أبَــــــــويــه لمّــا غُيّــــــــبَــــــــا       عــــن نَـــــــاظرَيــهِ وهــــدّه الإعْيــــاءُ
  مِــئةٌ تواروا تحْــــتَ أطبــــاق الثــــــــــرى       أجســـــادهم هي فَــحمـــةٌ ســــوداء
  وُضِعُـــوا بجانب بعضــهم في حُــفرةٍ        حـــبٌ يُـــــــؤلّـــف بينــــــهـم وإخـــــاءُ
  يا تَـــفْـــتنــــــاز عـــــــلا صُــــراخُكَ إنّمـــــــا       مَن تنــــــدبيـــنَ حجـــارةٌ صَمّــــــاءُ
  هل تحسبين بأن معتصمــــًا يُـــــــــــرى        قـــــــاد الجَحـــافل، كلهــم أُمَـنـــــاءُ
  ويُجـيْبُ صرْختَــــــــك التي أطلقْـــــتِــــها        ويكُــون منْــــــه شهـــامــــةٌ ووفـــــاءُ
  ما تَــحسبيْن أُخَـــيّـــــــتي وهْـــــــم بَـــــــــــدا        في أَلْسُــنٍ نطقت بـــــــه الغُرَمـاءُ
  قد يَسْتَجيْــــــــبُ إلَيـــك قــــــــــومٌ خُـلّصٌ       لكنّــمـــا هُـــــــم قِـــــــــــلّةٌ ضُعَــــــفـــــــــاءُ
  ما حكَّ جلْدَكِ مثلُ ظُفرِك فانظري       فيْـــــــما به قد قالت الحُكمــــــــــــاءُ
  تكفيك أحداق الشباب وقـد بــــــــدت        تعطيـــك عهـــدًا أنهـــم عُظــمــــــاءُ
  يمضــون في دحر العــدا بعزيمــــــةٍ        لا تنثنـــي، وسيـــوفُـــــهــم حــمــــراءُ
  لا يظلِــمُــون وثـــأرهم ممـن عـــــــــــــــدا       وقـــبيْــــــــــلِه، وسواهُــــــــــمُ بــُـــــــــــرءاءُ
  يا تفتنــــاز، تصـــبّري، لا تجـْـــزعي        عمّــا قريبٍ يـفـْــــرحُ الغــــربــــــــــــــاءُ
  ويعـــود من هجـــر الدّيــــارَ لساحـها         ويطيـــبُ فيهَـــــــا ضـمَّــةٌ ولــقـــاءُ
  ويَزولُ عـهدُ القُـــرمُطــــيُّ ويــنـْمَحي         ويزول عنـــــــــــكِ الشـــرُّ والأدواءُ
الجمعة 14/جمادى الآخرة/1433 الموافق لـ 6/نيسان/2012

هناك تعليق واحد:

  1. ماشاء الله تبارك الله كم في قومي مبدعون!! قاتلك الله يابشار كم أنزلت بهم من العذابات وكم أبكيت من الأمهات والصبايا شيبت الوليد وكسرت ظهر الشيخ الكبير أشكوك للعزيز المنتقم الجبار وكما قرأنا أشعار الألم سنقرأ أشعار البشائر والنصر قريبا قريبا إن شاءالله

    ردحذف