الجمعة، 30 سبتمبر 2011

إهداء إلى الرستن....


إهداء إلى الرستن
شِعر/محمد جميل جانودي
منْ الأحداثِ الكبيرة في الثّورة السوريّة الْمباركة، وكلُّ ما فيها كبير، هو ما جرى في مدينة الرّستن في يوم الختام لشهر أيلول من سنة إحدى عشرة وألفين للميلاد..في جمعة (النصر لشامنا ويمننا)... حدث تجلّى فيه الفرق بين عُنفوانُ الحق وانحطاط الباطل... وبين عبير الخير ونتن الشر... وبين قوّة الإيمان و خَور النفاق والزيغ والبهتان..وتجلّى على الأرض باقتحام ما يقارب مائتي دبابة للمدينة واستبسال أهلها إلى جانب "جيش سوريا الحر" بالدفاع عنها.. ومن وحي هذا الحدث كتبت هذه القصيدة إهداءً للرستن الأبيّة...    
يا قَلْعَـةً في حِمصَ تُدْعَى الرَّسْتَنَا      قَدْ طابَ ذِكْـرُكِ في ربُوْعِ بلادِنا
ذِكْـرٌ تبَـَارَى السَّـامِعُوْنَ بنَقْـلِهِ      عَبْرَ الأَثِيْـرِ فعَمَّ أرْجـاءَ الدُّنى
إنّي لأَسْمَـعُهُ بصَـوْتِ مُكـبِّـرٍ       وأرى سَناكِ يَلُوحُ في حدّ القنَـا
يا قَلْعَـةً صَدّتْ أَعَـاصِيرَ العِـدَا       لمَّـا أرادُوا أنْ ينُوْشُوا حقَّـنَـا
يَا جَارَةَ الْعَـاصِي لَقَــدْ وفّيْـتِهِ      حقَّ الْجِـوَارِ فكانَ خَيْرَ جِوارِنا
قدْ ذُدْتِ عَنـه الْعَـابثيْنَ بمَــائِهِ       لِيَصِيْرَ عَـذْبُ نَمِـيرهِ مُتَعَفّنَـا
يا أيُّهَـا الْعَـاصِي الْمُـلَوّنُ مَاؤُهُ       في زُرْقةٍ قَـدْ صَار أحْمَرَ داكِنا
ما سِرُّ عِطْرِكَ؟ لمْ نَجِدْ كعَبيْـرِهِ        فهُو المُخَضَّبُ من دِمَا شُهَـدَائِنَا
مَنْ شَـمّـهُ جَرَتِ البُطُولةُ نحْـوَهُ      بعُروقِـهِ تَجْرِيْ فيَهْتِفُ هَـا أنَا
أنَا فارسٌ مِنْ أُسْـدِ حِمْصَ وسيفُهَا     أمْضِيْ عَلَى أَعْنَاقِ غَاصِبِ أرْضِنَا
أنَـا مِنْ جُنُـوْدِ أبِـي عُبَيْدةَ قَادِمٌ       لأمُرّ فَوقَ رِقَابِ هَاتِـكِ عِرْضِنا
فأَجُـزّها حيْنـًا وحيْـنًا مُعْتِـقًـا      وبِهـا أمُـنُّ وذاك مِنْ أخْلاقِنـا
أنا فَـارسٌ ومعلِّـمِي سيْــفُ الإلَـهِ وصَهْوَتِي هِيَ مِنْ كِرَامِ خُـيُولِنا
يا رَسْتَـنَ الْمجْدِ التَّـليدِ وأُسَّـهُ       أنْـتِ الْعصيَّـةُ ضدَّ بـَاغٍ رَامَنَا
إنّا رأيْنـَا مِنْـكِ صِدْقًـا في اللقا      لمّـا تصدّى "الحُرُّ" ضدّ غُـزَاتِنَا
لمّا تصدّى (حُـرُّ سُوريَّـا) لَهـمْ       كُنَّا لَمَسْنـا الْحِقْـدَ فيهمْ مُـزْمِنا
في خَطْفِ عَذْرَاءٍ وقَتْلِ شقيْـقِها         بسفَاهَةٍ، فِي وأدِ بَسْمَة طِفْـلِنـا
فيْ أسْـرَةٍ مفْجُـوعَـةٍ بعَمِيْدهَا       وعَمِيدُهـا هُو فِي ذُؤابَةِ قَـوْمِنـا
والْـفاَجِِعُـونَ أَراذِلٌ وحُثَـالَـةٌ       هَجَمُوا عَلَينَا مِنْ هُنَـاكَ وَمِنْ هُنَا
مِنْ مَشْرِقٍ عَاثَ الْمَجُوسُ بأَرْضِهِ       أَو مَغْرِبٍ بالنَّـائبَـاتِ أَصَـابَنا
حِقْـدٌ غَـريْبٌ لَم نَجِدْ صِنْوًا لَهُ        في الْعَالَمِيْـنَ وكانَ حِقْـدًا بَيِّنـا
يا رَسْتَنَ الْمَجْـدِ الْمُـؤَثَّلِ والإبَا       بُوْرِكْتِ إِذْ أصْبَحــْتِ قائِدةً لَنـَا
عَفّـرْتِ جبْهَـةَ آثِـمٍ مُتَغَطْرِسٍ       ورَفَعْتِ لِلْعَـلْيَـاءِ هَـامَ شَبَـابِنا
إنّا لَنُبْـصِرُ فَـيكِ هِمّـةَ أُمّـةٍ        فيْهَا الرّضيْعُ إلى المَعَـالِيْ قدْ رنَا
ولسانُ حَـالِكِ كان يهتِفُ لِلْوَرَى       عِـزُّ الشآمِ وأهْلِها خَيْرُ المُنــى
الْجمُعة 30أيلول2011 الموافق 2/ذو القعدة/1432هـ
جُمُعة (النصرُ لِشَامِنا ويَمَننا)      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق