الخميس، 15 سبتمبر 2011

دنا الدّاني


دنا الدّاني منَ الرّبِ الغَفُورِ
مُهداة إلى الشاب داني عبد الدّايم وإخوانه
دنَـا الدَّانِي مِنَ الرّبِّ الغَفُــورِ      بما قَدْ جادَ مِنْ دَمِـهِ الطهُـورِ
فتًى لَمْ يُمْضِ مِنْ عُمُـرٍ كَثِيْـرًا      وكانَ ذَوُوهُ مِنْ أهْلِ الدّثُــوْرِ
إذا أَبْصَـرْتَه أَبْصَـرْتَ غُصْنـًا      طَـرِيَّ العُـودِ يُسْقَى مِنْ نَمِِيْرِ
إذا جَــاءَتْهُ عَـاصِفَـةٌ تَـلَوّى     فيغلبَهَـا ويَـزهُـو في سُرورِ
تسَابقَ في التّظـاهُرِ ضدّ بَغْـيٍ       معَ الأحْرَارِ مِنْ حِمْصَ النّسُورِ
رأَى عَجَبًا، فَأَرْضُ الشَّامِ عَجّتْ       بِقُطْعَـانِ المُيُـوعَةِ والفُجُـورِ
رأَى شعْـبًا بِمَسْغْــبَةٍ تـَرَدّى       وخَـيْرُ طَعَـامِهِ خُبْـزُ الشّعِيْرِ
رأَى شَعْبـًا يُـذَلُّ ولا تُـرَاعَى       لَـهُ حُرُمَـاتُ شيْخٍ أو صَغـيرِ
رأى الأعْراضَ تُهْتَك في عَرَاءٍ        وما لِلْحُـرِّ فيهَـا مِنْ مُجيــرِ
رأى أتْــرابَهُ بالسّجْنِ تُرْمـَى       وتُقْـذَفُ مِنْ حَقُـودٍ أو حَقِـيْرِ
فلَم يَسْطِــع قُعـودًا لا يُبـَالي      ولَمْ يَصْبِرْ على الضَّـيْمِ الْمُثيْرِ
أيُعقَـلُ أن يَرَى قيَـمًا أُهِـينَتْ       ويَنْأَى عَنْ مُقَارَعَـةِ الشّـرُوْرِ
فَهَبَّ لِنُصْـرَةِ الأحْرَارِ، ثَارَتْ        لِتَقْتـلِعَ الطُّغـاةَ مِـنَ الْجُـذُوْرِ
 كأَمْواجٍ عَتَتْ في الْبَحْرِ غَضْبى      عَلاهَا وهْـوَ يَزْأَرُ كالْهَصُـوْرِ
 تَحُـُّفُّ بـهِ كَـواكِبُ مُشرِقَاتٌ      تُكَـبّرُ في الْعَـشيِّ وفي البُكُوْرِ
 كَـواكبُ لَيْس يُقصِيْهَـا أفُـولٌ      وما حُجِبَتْ بِغَيْمَــاتِ المُبـيْرِ
 عَـرَائِنُ حِمْصَ أهْدَتْها إليْــهِ       فَمِنْ بابِ السِّبَـاعِ إلى القُصُورِ
 ومن باب الدُّرَيْبِ لِبـابِ عَمْرٍو      ومِنْ حَيّ القَـرَابيْـصِ المُنيْـرِ
 وحَيُّ الْخـالِــديّةِ كان رمَـزًا      لآسَـادِ الكَـرَامَةِ والصّقُــوْرِ
لُيُـوثُ الرّسْتنِ الهـدّارِ قَامَتْ        تُجيْـبُ نُمُـورَ آجَامِ الْقُصَيْـرِ
رأَى ((الدّاني)) مَديْنَتََـهُ تُغَـنّي       أهَـازِيْجَ البُطُـولَةِ والحُـبُـورِ
تلّفتَ حَـوْلَه فَـازْدَادَ زَهْــوًا       بِرُؤْيَـةِ فِتْـيَـةٍ مِثْـلِ الْبُـدُور
تَعَاهَدَ جمْعُهُـمْ عَـهدًْا مَتيْنـًا         على أنْ يَهْتِفُوا يَا أرضُ ثُـوْرِي
ألا يَا أَرْضُ مِيْدِي تَحْتَ عَـرْشٍ      تَرَبَّـعَ فَـوقَهُ حُـكّـامُ جَـوْرِ
فأيْقَـنَ أنَّ ريْحَ النّصْـرِ هَبَّـتْ      وصَاحَ: إلى الجِنَـانِ بِلا فُتُـورِ
 إلى الجَنّـاتِ يا إخْـوَانُ هيّـا       وطُوفُوا فِي سمَاهَـا كالطُّيُـورِ
فَصَالَ وَجَالَ فِي سَاحَاتِ حِمْصٍ      يُسطّـرُ مَجْدَهَـا عَبْرَ العُصُوْرِ
ويُـرْغِمُ أنْـفَ غَـدّارٍ لئيْــمٍ       تَمَرّغَ في الْوحُولِ وفي الْجُحُوْرِ
وظَلّ يثُـوْرُ حتّــى فَاجَـأتْـهُ      رَصَاصَةُ حَـاقِدٍ وَغْدٍ خَـؤورِ
فَـلَم يَعْبَأ وقَـال بِمِلْءِ فِيـْــهِ      ألا يَـا شـامُ لِلْعَلْيَـاءِ طِيْري
ألا يَـا شَامُ يَـا أُمَّ المَعَــالِـي      بِظِلِّ الثورَةِ الشَّمَّــاءِ سِيْرِي
الثلاثاء 15/شوال/1432 الموافق لـ 13/أبلول/2011 **** محمد جميل جانوي
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق