الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

حسناء...ثمرة مباركة

حسناء....ثمرة مباركة
لله در الثورة السورية، كم أعطت وكم منعت، وكم جمعت وكم فرقت، وكم سترت وكم فضحت، وكم أذهلت وفاجأت، وكم صقلت وزكت، وكم جادت وكم أمسكت...
ثورة رسمت خارطة من نوع خاص لسورية...بجميع أصناف الخرائط وأنواعها... للأرض...وللناس.... خارطة تمازجت فيها الأعراف والعادات، وتعانقت فيها القيم والمبادئ... فغدت سوريا مشهدًا متكاملًا، وكتابًا مفتوحًا، لكل فضيلة وقيمة...
وكان من ثمار ذلك كله، تلاقي الأجساد والأبدان بعد تلاقي الأرواح...تلاق ميمون، تسعد به الأرض وتباركه السماء... تجلّى ذلك فيما نراه من انصهار عجيب في بوتقة الثورة...
وكانت ولادة الطفلة "حسناء الملحم" إحدى الروايات التي تجسد فيها ذلك الانصهار... فلنعش مع تلك الرواية التي ترد على لسان أمها الدّاريّة في هذه القصيدة...
بين أنقـاض وأشــــلاء ورُعــبِ****بـيــــن أنـــاتٍ وآهـــاتٍ وكــربِ
وعلى ضـــــــفّــة نهــرٍ مـن دمٍ****طاهر، قــانٍ لقــــد ناجَـيـت ربي
يا إلهي، إنّ "داريّــا" غـــــــدت****دار سجني، وأجـاجًا صار عذبي
وبكت فيــــها الأقـــاحي تشتكي****من جفـــافٍ قد غَـزاها دون ذنبِ
كلّ صُبـحٍ كان عـــــمي حامـلًا****في حنانٍ، واشتياقٍ مـــاء شــربِ
وأبي ما زال يحـــيـــــا ذكــــره****في فـــؤادي، ناطقًا آيــــات حبي
قــد تـــــلاشى كلّ هــذا فـجـــأةً****وغــزت أحــلامَــــنا أفلامُ رُعبِ
يا إلهي، جـاءنا وحـــش عــــدا****مُوقــدًا بالحـقــدِ نيــــرانًا لحــربِ
فاغــرًا فـــــاهُ عليـنـا غــاصـبـًا****كل شيءٍ، كلّ عرضٍ، كلّ قــلبِ
لسـتُ أدري والمنـــايا أصبحتْ****حاصـداتٍ أهـلَنا من غيـــر نـدبِ
فجــأةً ألفيت نفسي فــي حمــــى****من رجـوتُ أن أراه اليـوم جنبي
إنّــه مـن "بــابا عمـــرٍ" إنّــــــهُ****يعــربيٌ، مـسلمٌ، أضحى بقــربي
جمــــع المولى الكريـــمُ بينــنــا****في رضــاه قد سلكنـا خيـرَ دربِ
أنْعـــمَ المَـــولى عليــــنا بابـنـــةٍ****في ربُوعٍ حُرّرتْ من نـاب ذئبِ
سُمّيتْ حسنــاءَ من حُســن لـــها****ذات دلّ وحــــيـــاءٍ ذات جـــذْبِ
ولهــا عينــــان زادت سحـــرَها****شعـتـا نــوراً لشـرقٍ ثـمّ غـــربِ
زانَــهـا ثغــرٌ يحاكي بُـــرعُـــمًا****لورودٍ قد غفـت من فـوق عـشبِ
لا تسلْ عَـــن وجنتــــيها فهـمــا****وجنتـا تفاحــــةٍ  حمــراء خضبِ
ورثَـــتْ عَـــن أبـــويــــها أدبــًا****بَـــرّة كانــتْ لمـــا شــــاءا تلبـي
إنّ ربّــي مُبْــدعَ الأكــوانٍ قــــد****أبـدعهـا، ووقــاهــا شـرّ خطْــبِ

الإثنين 10/محرم/1436 الموافق 3/تشرين الثاني/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق