أبا محمود لن ننساك دهرًا...
في رثاء البطل المجاهد عبد القادر صالح
تزاحَـــــــمت الملائـــــــك في
السماء***صفـــــوفا تحتــــــــفي بالأصفِــــــــــيــــاء
وراحـــــــــــــت تسأل المولى
مقـــامًا*** لـ (حجّي مارعٍ) بَـــطلِ اللـــــــــــــــواء
أتــاهَـــــــــــــا نعْـــيــُـه
فرنَــــــت إلــــــيـــــــــه***وقَــــــــالـــــت: مرحَـــــــــبــــًا
بالأوليــــــــــــاءِ
شهــــــيـــدا جئتَ في عرس
كبيــرٍ***بــكــوكَــــــبــــــــةٍ تَــــــــزفُّـــــــــــك
للسمـــــــــــــاء
ضحَى يــوم تميــــز في
سنــــــــــاهُ*** زها فــــــجــــرًا وأشرق فـــــــي المســـاءِ
بيــوم شمســُـه ضحكت وشعـت***بأنــــوار
الشهيــــــــــــــــد بلا انقضــــــــــــاء
دنت منها النجـــوم
وساءلتهــــــــا***إلام نــــــــــــــَراك زاهيــــةَ الضيــــــــــــــاء؟!
وفيْـــــــــم نَـــــــراك
باسمَــــــــة ولاحت***ضفائــــــــرك المديدة في الفضـــــــــــاءِ
ألا أخبرتِـــــــنـــــــــا
فــــلنـــــــا اشتيــــاق***لنعْــــــــرف سر هـــــــذا الاِحتـــــفــــــاء!!
أجـــابَــــتهم وقــــــــالت في
زهـــــــــــــوٍّ***حبيبي اليــــــــــوم حقق لـــــي رجــــائي
فعــــــبــــــد القـــادر
المحمودُ ذكــــرًا***تــربّــــــــى في ظـــــلال
الأتقـــــــــيــــــــــــــاءِ
وروّض نفـــــــســــه ليـــــكون
حـــــــرًا***ويَــــــــــأبــــى عـيْـــــــــش ذلٍ وانحنـــــــــــــاء
وهـــا هي روحـه تســمـو
وتــــعلو***وتهجـــــر عـــــــيش صلصال ومــــــاءِ
قضى من أجـل أن يحيـا كريمًا***وحـــــــــــــرا
مــــــن قيـــــــــود الأدعيــــــــــاء
فتًــــى من مارعٍ لم يحــن
رأسًــــــا***لطـــــــاغِـــــــــــيــــــــــــةٍ ولا للأشقـــــــــيـــــــــــــــاء
تلفّــــــــت حـــولــــــه
فـــــــــرأى هـــــوانًا***وإذلالاً لِــــــــــقـــــــــــــــــــــــوم أثْــــــــــــــــــريـــــــــــــاء
رأى حلَـــــــبًا تــــــــئنُّ
بلا مُغيــــــث***وتشـــــــــكو مُـــــــــــــرّ جـَــــــــــــورٍ
وابتــــــلاءِ
رأى إخـــــوانه سِيْــــــمُـــــــوا
عـــــذابًا***وخَسْــــــــفـــًا في احـــــــــتــــــقـــــــارٍ وازدراءِ
رأى مِسْــــخًا تحكّـم في رقَـــــابٍ***لشــــــــــعـــبٍ
ذاق أصـــــــنـــافَ البــــــلاءِ
رأى علْجــًا يُدنّسُ طُهرَ
أرضٍ***بــــــــلادِ الشــــام، أرضِ الأنبيـــــــــــــــــــــاء
وأبصــر فتــيـــةً غـــرلًا
صبـــــــاحًا***يمـــور بصــــــــــدرهم وهَــــــجُ الإبـــــــــــــاءِ
وتَــــغـــلي في عــروقهم
دمــــــــــــاءٌ***لينتــــــــفضوا على رأس البـغــــــــــــــــــــــاء
فجـــــاء إليـــــــهم يحنــــــو
عليـــــهم***ودرّبـــــــهـــم على حــــــــســــــــــــن الـــــــــولاء
أحـــــــبهــــــــــمُ وكان لهم
حبيــــــبـــــًا***وأجْــــــــــــزل فــــــيْــــــــهم خـــير
العطـــــــــــاء
ووحـــــدهـــم بظـــل لــــواء
حـــــــــق***وتــــــــــوحــــــــــيــــد، وعـــــــــدل
وارتقــــــــــــــــــاء
وقاد معارك التــــوحيـــد
فــــــــــيهم*** ألا أكــــــرم بــــــقــــــائـــــــــد ذا
اللـــــــــــــــــواء
وأثخن في العدو بصـدق عزمٍ***صــــــــــــدوقــــا
كان في أوج اللــــــقــــــــاء
ولم ينــــقُـــــضْ لعــــهدٍ قطّ
يومــــًا*** بحــــــــــقٍ كان خـــــــيــــــر الأوفـــــيـــــــــــاء
شجاعٌ في الوغى،أسدٌ هصورٌ***وبين
ذويه يعطـــــــي في سخـــــــــــــاءِ
فــــتًــــى لكــــنــــــه شــــــيــــــخ
وقــــــــــورٌ***لــــــه بمحمـــــــــــــد خيـــــــر
اقتـــــــــــــــــــــــداء
يلــبي مَــــــــــن
يــنـــــــــاشـــدُه لأمـــــــــر***ويُســــــــــــــــرع في
الإجـــــابـــــــة والأداء
كتـــاب اللـــــه مرشــــــده
ويأبــــــــــى***سواه في الكريهـــــــــــةِ والرخـــــــــــــــــــــــــاء
أبا محمود، إن غُيبت
عنــــــــــــا*** فطيـــفـــك بـــــــينـــــــــــنا بعــــــــد
التنـــــــائي
أبا محمود لن نــــــــنساك
دهـــرا*** فـــــــروحك في القــــلوب بــــــلا مـــــراء
وظنوا أن قتلك سوف يقضي***على روح الجــــــهــــــــــاد
أو الإخـــــــــــاء
نســوا أن الشــآم تظل تعطــــي***كحــــــــــــــمـــــــزة
أو قـــــــتــــــــيـــــــــبة والبــــــراء
وأنــك يــــــا أبا
محـــــــــــمود شبــــلٌ***من الأشـــــــبال في درب الفــــــــــــــــــداء
وطب نفسًا فركب الحـق ماضِ***على
النهــــج القـــــويم بلا انكــفـــــاء
ونم في مــــــارع نـــومــــًا هنـــــــيــــئًا***سنُـكمل
ما بــــــــدأت بــــــــــلا الــــــتــــواء
هنيـــئــًا بالـــــــذي
أعطــــاك ربــــي***وإنّ لنــــــــــــــــا بـــهِ خيــــــرَ
العــــــــــــــــــــــــزاء
الإثنين 15/المحرم/1435 الموافق
18/تشرين الثاني/2013
محمد جميل جانودي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق