الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

أبا محمود لن ننساك دهرًا...

أبا محمود لن ننساك دهرًا...
في رثاء البطل المجاهد عبد القادر صالح
تزاحَـــــــمت الملائـــــــك في السماء***صفـــــوفا تحتــــــــفي بالأصفِــــــــــيــــاء
وراحـــــــــــــت تسأل المولى مقـــامًا*** لـ (حجّي مارعٍ) بَـــطلِ اللـــــــــــــــواء
أتــاهَـــــــــــــا نعْـــيــُـه فرنَــــــت إلــــــيـــــــــه***وقَــــــــالـــــت: مرحَـــــــــبــــًا بالأوليــــــــــــاءِ
شهــــــيـــدا جئتَ في عرس كبيــرٍ***بــكــوكَــــــبــــــــةٍ تَــــــــزفُّـــــــــــك للسمـــــــــــــاء  
ضحَى يــوم تميــــز في سنــــــــــاهُ*** زها فــــــجــــرًا وأشرق فـــــــي المســـاءِ
بيــوم شمســُـه ضحكت وشعـت***بأنــــوار الشهيــــــــــــــــد بلا انقضــــــــــــاء
دنت منها النجـــوم وساءلتهــــــــا***إلام نــــــــــــــَراك زاهيــــةَ الضيــــــــــــــاء؟!
وفيْـــــــــم نَـــــــراك باسمَــــــــة ولاحت***ضفائــــــــرك المديدة في الفضـــــــــــاءِ
ألا أخبرتِـــــــنـــــــــا فــــلنـــــــا اشتيــــاق***لنعْــــــــرف سر هـــــــذا الاِحتـــــفــــــاء!!
أجـــابَــــتهم وقــــــــالت في زهـــــــــــــوٍّ***حبيبي اليــــــــــوم حقق لـــــي رجــــائي
فعــــــبــــــد القـــادر المحمودُ ذكــــرًا***تــربّــــــــى في ظـــــلال الأتقـــــــــيــــــــــــــاءِ
وروّض نفـــــــســــه ليـــــكون حـــــــرًا***ويَــــــــــأبــــى عـيْـــــــــش ذلٍ وانحنـــــــــــــاء
وهـــا هي روحـه تســمـو وتــــعلو***وتهجـــــر عـــــــيش صلصال ومــــــاءِ
قضى من أجـل أن يحيـا كريمًا***وحـــــــــــــرا مــــــن قيـــــــــود الأدعيــــــــــاء
فتًــــى من مارعٍ لم يحــن رأسًــــــا***لطـــــــاغِـــــــــــيــــــــــــةٍ ولا للأشقـــــــــيـــــــــــــــاء
تلفّــــــــت حـــولــــــه فـــــــــرأى هـــــوانًا***وإذلالاً لِــــــــــقـــــــــــــــــــــــوم أثْــــــــــــــــــريـــــــــــــاء
رأى حلَـــــــبًا تــــــــئنُّ بلا مُغيــــــث***وتشـــــــــكو مُـــــــــــــرّ جـَــــــــــــورٍ وابتــــــلاءِ
رأى إخـــــوانه سِيْــــــمُـــــــوا عـــــذابًا***وخَسْــــــــفـــًا في احـــــــــتــــــقـــــــارٍ وازدراءِ
رأى مِسْــــخًا تحكّـم في رقَـــــابٍ***لشــــــــــعـــبٍ ذاق أصـــــــنـــافَ البــــــلاءِ
رأى علْجــًا يُدنّسُ طُهرَ أرضٍ***بــــــــلادِ الشــــام، أرضِ الأنبيـــــــــــــــــــــاء
وأبصــر فتــيـــةً غـــرلًا صبـــــــاحًا***يمـــور بصــــــــــدرهم وهَــــــجُ الإبـــــــــــــاءِ
وتَــــغـــلي في عــروقهم دمــــــــــــاءٌ***لينتــــــــفضوا على رأس البـغــــــــــــــــــــــاء
فجـــــاء إليـــــــهم يحنــــــو عليـــــهم***ودرّبـــــــهـــم على حــــــــســــــــــــن الـــــــــولاء
أحـــــــبهــــــــــمُ وكان لهم حبيــــــبـــــًا***وأجْــــــــــــزل فــــــيْــــــــهم خـــير العطـــــــــــاء
ووحـــــدهـــم بظـــل لــــواء حـــــــــق***وتــــــــــوحــــــــــيــــد، وعـــــــــدل وارتقــــــــــــــــــاء
وقاد معارك التــــوحيـــد فــــــــــيهم*** ألا أكــــــرم بــــــقــــــائـــــــــد ذا اللـــــــــــــــــواء
وأثخن في العدو بصـدق عزمٍ***صــــــــــــدوقــــا كان في أوج اللــــــقــــــــاء
ولم ينــــقُـــــضْ لعــــهدٍ قطّ يومــــًا*** بحــــــــــقٍ كان خـــــــيــــــر الأوفـــــيـــــــــــاء
شجاعٌ في الوغى،أسدٌ هصورٌ***وبين ذويه يعطـــــــي في سخـــــــــــــاءِ
فــــتًــــى لكــــنــــــه شــــــيــــــخ وقــــــــــورٌ***لــــــه بمحمـــــــــــــد خيـــــــر اقتـــــــــــــــــــــــداء
يلــبي مَــــــــــن يــنـــــــــاشـــدُه لأمـــــــــر***ويُســــــــــــــــرع في الإجـــــابـــــــة والأداء
كتـــاب اللـــــه مرشــــــده ويأبــــــــــى***سواه في الكريهـــــــــــةِ والرخـــــــــــــــــــــــــاء
أبا محمود، إن غُيبت عنــــــــــــا*** فطيـــفـــك بـــــــينـــــــــــنا بعــــــــد التنـــــــائي
أبا محمود لن نــــــــنساك دهـــرا*** فـــــــروحك في القــــلوب بــــــلا مـــــراء
وظنوا أن قتلك سوف يقضي***على روح الجــــــهــــــــــاد أو الإخـــــــــــاء
نســوا أن الشــآم تظل تعطــــي***كحــــــــــــــمـــــــزة أو قـــــــتــــــــيـــــــــبة والبــــــراء
وأنــك يــــــا أبا محـــــــــــمود شبــــلٌ***من الأشـــــــبال في درب الفــــــــــــــــــداء
وطب نفسًا فركب الحـق ماضِ***على النهــــج القـــــويم بلا انكــفـــــاء
ونم في مــــــارع نـــومــــًا هنـــــــيــــئًا***سنُـكمل ما بــــــــدأت بــــــــــلا الــــــتــــواء
هنيـــئــًا بالـــــــذي أعطــــاك ربــــي***وإنّ لنــــــــــــــــا بـــهِ خيــــــرَ العــــــــــــــــــــــــزاء
الإثنين 15/المحرم/1435 الموافق 18/تشرين الثاني/2013
محمد جميل جانودي.   
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق