الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

ليلة مع الأحفاد

ليلة مع الأحفــــاد!!!
اعتذرت للأحفاد عن انقطاعي لهم لوعكة ألمت بي، ولكن ما أن وصلهم اعتذاري ذاك؛ حتى تسابقوا مساء إلى منزلي، وأمضيتُ معهم ليلة... لا كالليالي...وهذه هي الحكاية.....
قَـــــــــدموا عـــليّ أحـــبـــــــتي بــفـــــــــنــــائي****فـــــــغــدا الفـــــــنــــاء كـــروضـــــةٍ غـــــنّــــــــاءِ
قـدموا المساء فخِـــلْتُــه بهـــمُ ضــحًى****ونسيـــــــتُ أني قــــــد دخـلتُ مسائــــــــي
رَدّوا إلـــيَّ الرّوحَ بـــعْـــــــــــــــــــد مشــــــــقّـــةٍ****وسعــــادتــــــي حــــــــــــلّت مكان شقــــائي
أصبحتُ أقفـــز مثلهـــم من فرحتــي****وجمــــــــيعهم حـــــولي بلا استــــــــــثنــــــــاءِ
مثل العصافيـــر الـــتي رجـعـــــت إلى****عـــــــشّ لها، تشـــــــدو بحُسـن غِنـــــــاء
وغـــــدوت وسطـــهُـم كما لـــو أنـهـــــم****جوعى استداروا حول صحن عَشاء
هـــــذي تُــــداعبُ لِحيتـــــــــي وتهــــزّهـــا****هــــــــــذي تـــــشــــدّ عمـــامــــــــتي وردائـــــــي
هذي على عيــنــيَّ تُلــــــقي كفــــهـــــــا****وتصيح مَـــــن؟ يـــــــــا سيّـــــــــــــــد الخُــــبراءِ
أخـــرى تُـــلحُّ لكـــي أقُـــصَّ حـــكايـــةً****حتــــى تــــــــنـــــامَ بــــراحــــــــــــــــة وهنـــــــــــــــــــــاءِ
لا فــــــرق بيْــــــــن كبيــــــرة وصغيـــــرةٍ****هُــــنَّ الـــــــــــدواءُ لـــــــعِــــــلّتـــــي وعنـــــــــائــــــــي
ومُحــــمّـــدٌ يـــــــــتــــــلو قصيـــــدة جــــــدهِ****يرجــو السّــلامةَ منْ لظـــــــــى الأخْطـاءِ
عَـــــينـِــــي تنــــــقّـــــل بيـــنهـــم مســــرورةً****أذُنـــي لهـــــم في مُنــــتهى الإصْــــغــــــــــاءِ
هــذي وتـــلكَ وأختـــــها يجـــرين كي****يُرضينني، فـــمُـــــناههـــــــنّ رضــــــائــــــي!
وأنـــا أســـوي بيــــــــنهـــم في نظــــــرتي****وتعـــــاطُـــــــفي وتقـــــــــــــــــرّبي وثَــــــنــــــائِـــــــي
وتعـــجّــــــبُــــــــوا لمــــا رأونــــي فَـــــــجــــأةً****أبْــــكي، وســـــالتْ أَدْمُعــــــــــي بسخـــــــــــــاءِ
وتســـاءلــوا بعـــيــــونهم؛ ماذا جـــــرى**** هَــــــــــل جَــــــــدّنا في محْــــــــنـــــةٍ وبــــــــلاءِ
حـــولتُ وجهـيَ عنهمُ كي لا يــــروا****وجهي غــــــدا كالفحْـــــــــمــــة السّـــــــــوداءِ
ومضيـتُ أجــــهــــشُ بالبُـــكاءِ مـواريًــــا****وجـــــهــــي بكفــــي عــــــــنهــــمُ بحـــيــــــــــاءِ
مـــدّوا أنـــامــــــلَهـــم لمــــســـــح مدامـــعــي****وتســــاءلوا عَــــــــــمـــــا أثــــــار بُـــــــــكـــــائي
عجـبًا لجــــدي؛ كيف يبكي مثلنــــــا؟****مــــــا قـــــــــــــطُّ كان بخـــــائِـــــــــفٍ بـَـــــــــكّاءِ
صـــبّرتُ نفســــي والدمـــوع توقـــفـــتْ****وجمعت بعضـــي واحتبــــيت كســــائي
خـــاطبتهم والصـــوت يخنقــــــه البكا****ورجـــوتهُــــــــــــم أن يسمَـــــــــعــــوا لنــــدائــي
هل فيـــكم من بات يـــومـــــًا جـــائعــــا**** أو خائـــــــفًــــا مـــــــــن حيّــــة رقْــطــــــــــــــاءِ
هـل فيــــكمُ مــن لـم يَـجـد مأوًى يقي****حـــــــــر الهجــــير وصفْــــــعــــة الأنـــــــــواءِ
وعَــــــليهـــم ألقيْـــــــــتُ نظــــرة قــــــــــاريءٍ****لبـــــراءة فــــــــــي أعْــــــــيــــــــن البـــــــــــــــــــرءاء
هــــــذي البـــراءة تـــــمّ طمـس بريقهــــــــا****بالـــــــغــــــــــــدر والعـــــــدوان والإيــــــــــــــــذاءِ
في الشام، كلّ الشام، كان مصابُنا****فــــــي الغـــوطـــة الشرقيّة الشّمـــــــــــــــــاء
غـــربيّـــها، قَـــــــد نالـــه مــــــــــــــا نــــــالهــــــــا****مِــــــــن نفخــــة التّــــــنــــين والحـــــــربــــــــــاءِ
بكليـــهـــــــما إن الجــــرائــــــــم أذهــــــــلــــــت****أهــــل النّهــــى من نُخبـــــةٍ حُكمـــــــــــــاءِ
لم يَــــــــرو تــــــــاريـــخ الشعُـــــــوب مآسيًا****مثــل التي وقعت على الفيحــــــــــــــــاءِ
ذبْـــــــحًا وقـــــتْـــــــلًا ثم هتْـــــــكًا فاضــــحًا****للعــــرض أو لمنــــازل الشـــــــــــرفــــــــــــــاءِ
بالكيميــــــــاء رأوا ســـلاحـــاً فــــــــــــاتـــــكــــًا****فاستخْــــــــــدمـــــوه بخســــة وغبــــــــــــــــــــــــاءِ
فأتى على الشيــــخ المقــــوّس ظهــــره****فغــــــــــــدا كعـــــــــــــرجــــون بــــــــــلا أجـــــزاء
وأتـى على الطفـــــل الرضيــــع بلفحـةٍ****جعـــــلته يهــــجُـــــرُ عَــالَم الأحيــــــــــــــــاءِ
وأتى على العـــذراء في ريــــع الصبا****وإذا بهَـــــــــــا كالنّعْــــــــــجــــةِ العجفــــــــــــاءِ
وأتى عَــــــــــلى أم تجَــــــمّـــــع حَــــــــــولهـــــا****أطفالها طمعـــــًا بـــــنـــيـــــل عَشـــــــــــــــــاءِ
فغـــدوا كعــــفصٍ صار وجبـــة حاقـــدٍ****بهــــــــــمُ تعشَّى أجبَـــــــــنُ الجبَــــــــــنـــــــــــــاءِ
وأتى على ما اخضـرّ من أرض الشآ****م فداسها، فغدت من الصّحْـــراءِ
ما قَــــــــــــــارفت ذنْــــــــــــبًا ولكِـــــــن قــــــــررتْ****ألا تــــــــذلّ لحفْـــــــــــنـــــة الدخـــــــــــــــــلاءِ
فاستيقَـــــظت من نــــومِــــــــــها وتحـــــرّكتْ****تمضي بهـــدي شــــريعـــــةٍ غــــــــــــرّاءِ
فرغى العقـور وراح ينهش في الــورى****وسُعــــاره بَـــــــلغ البعـــــيــــــــــد النــــــائي
هـــــــــــذي حكايـــــــــــة جـــــــدكم وبــــكائــــــــــه****ما كان سامعهــــا كمـــــــن هو رائي
فإذا وعيـــتُـــــــم ما قصصتُ عَــــــــليـــــكمُ****فارووه للأجْــــــــــيــــال يَــــــــــا أبنــــــــــــائي  
نظرت إلى بعضهم فإذا عيونهم البريئة تجود بدموع بريئة... تشارك دموعي بالاسم فقط ولكن... شتان بين دموع الأطفال ودموع الشيوخ!!!
الأحد 7/المحرم/1435 الموافق 10/11/2013
محمد جميل جانودي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق