السبت، 7 يناير 2012

افخر بإدلب يا أخي

افخر بإدلبَ يا أخي....
مُهداة إلى الأخ بدر الدين القربي وإلى كلّ من يُحب"إدلب"..
قرأت للأخ بدر الدين القربي مقاله الجميل والجذاب "بَلَدٌ أحبتْنا وأحْببْناها"، فكان يقطر لؤلؤًا منثورا في حُب إدلب، والفخر بها، والاعتزاز بعراقتها وأصالتها.. الفخر بشبابها الثائر، وبجودها السافر... الفخر بإيثارها الجلي، وبعطائها الندي... الفخر بكل جميل فيها ونبيل.. وكلُّ ما فيها نبيل وجميل... وجاءت الثورة فكشفته للناس عيانا... وإني، كأي قارئ للمقال، قد تأثرت كثيرًا.. فَتُرجم تأثري ذاك إلى أبيات؛ نبعت من أعماق وجداني، وسعد بنطقها لساني...
افْخَــرْ بإدلـبَ يا أخِي بَـدْرا        واصْدَحْ بفخْرِكَ في الورى جَهْرا
افخَـرْ بإدْلِـبَ فهْيَ نَاصِــرةٌ         للحقِّ لا تُفْشــي لَـهُ سِــرّا
افْخَـرْ فَإدلبُ نُوْرُ شَمْسِ ضُحًى         والشَّمْسُ تَنْــثُرُ حَوْلَهَـا الدّرَا
افْخَــرْ فَإدْلِـبُ قَلْعَـةٌ صَمَدتْ        فِيْ وَجْــهِ مُحْتَــلٍّ لَهَا غَدْرَا
افْخَــرْ فإدْلـبُ شَوْكَـةٌ وقَفَتْ        فِـي حَلْـقِ طَاغٍ سَـامَـهَا قَهْرَا
افْخَــرْ فإدْلِـبُ ثَـارَ ثائِرُهـا        في الشّام أذكَـى ثَـوْرةً كُبْـرى
افْخَــرْ فَإِدْلِِـبُ زهْـرةٌ عَبقَتْ        قَدْ ضَمّختْ مَنْ زارَهـا عِطْـرَا
افْخَـرْ فَإدْلِـبُ قَــالَ قائِـلُها         "لا للمَذلّـة" مُنْكِــرًا جَــوْرَا
افْخـرْ فإدْلـبُ سِفْـرُ مَلْحَمَـةٍ         ودِمَـاؤُهَـا كانَتْ لَـهُ حِبْــرَا
افْخَـر فإدلـبُ في النّدى سبَقَتْ         كَمْ نَافَسَتْ فِيْ جُودِهَـا الْبَحْـرا
افْخَـرْ فَإدلـب قدْ سَمَـتْ قِيَمًا          فِيْـها الفَضَائِلُ فَاقَـتْ الحَصْرا
افْخَــرْ فَإدْلِـبُ لمْ تَكنْ أبـدًا          طَوعَ العِـدا ولْـنَسْألِ الدَّهْـرا
افْخَــرْ فَإدْلِـبُ شَيّـدَتْ لِغَـدٍ         صَـرْحًا لَنَا، أَعْـلَتْ بـهِ ذِكْرَا
افخَـرْ فإدْلِـبُ حَطَّمَـتْ صَنَمًا         حَفَرَتْ لَـهُ فِيْ أَرْضِهَـا قَبْـرَا
افْخَـرْ فَإدْلِـبُ كلُّهَـا مُثُــلٌ         لِلّـرُوْحِ بَـاذلةٌ، خَيْرَاتُـها تَتْرَى
افْخَـرْ فَإدلِبُ يَـا أخِي حَضَنَتْ         جِسْـرَ الشّغور وأُسْـدَها السُّمْرا
افخَــرْ فإدْلـِبُ يا أخِي هتَفَتْ         هَـذي أرِيْـحَا هَشّمَتْ صَخْـرا
افخَــرْ فإدْلِـبُ زانَهَـا جَبَـلٌ       أهْـلُوْهُ كَانُـوا لِلـدّنى فَخْــرَا
جبَــلٌ أشــمٌّ تـاجُـهُ خُلُـقٌ       وعَــلا بِهِ بيْـنَ الْوَرَى قَـدْرَا
جبَـلٌ يجودُ بفتيَــةٍ شـمَخُـوا        مَـدّوا جُسُومهمُ لنَـا جِسْــرَا
ومَعَـرّةُ النّعمَـانِ مَا بَـرِحَـتْ        فـي سَاحِـها تَرْمي العِدَا جَمْرا
افخـرْ فإدلـبُ لَـمْ يَكُـنْ أحـدٌ        مِنْ أهلِهــا إلا فَتــًى حُـرّا
افْخَـرْ فإِدْلِـبُ جَاهَـدَتْ زَمَنـًا       لَـمْ تَنْتَـظِرْ أنْ تُمْــنَحَ الأجْرا
افخَـرْ فَإِدْلِـبُ زَغْـردَتْ طَربًا       فـوقَ الْمَــنابر تَحْسمُ الأمْـرا
تبّـا لِمَـنْ خَـانَ البـلادَ بِمَـا       سفَكَ الدِّمَـا حتَّى جَـرَتْ نَهْـرَا
تبّـًا لِمَـنْ أبْـواقُــهُ نَطَقَـتْ        في بَـاطلٍ، بَلْ أُنْطِقُـوا كُفْـرَا
تبـّـًا لِمنْ لَـمْ يَمْتَـلك قِيَــمًا       تَبّـًا لِمَــن لمْ يَعْـرِفِ الطُهْرا
افْخَـرْ بإدلـبَ يا أخِـي وأمِـطْ        عنهَـا اللثـامَ لِتُبصِـرَ البَـدْرا
افخَـرْ بإدلِـبَ فَهْـي مَفْـخَـرةٌ        تهْـوَى الشّرُوقَ وتَعْشقُ الفَجْرا
افخَـرْ بإدلِـبَ إنّـهَـا أمَــلٌ         يَحْـدُو الأنَـامَ ليُدرِكُوا النَّصْرا
محمد جميل جانودي
جمعة "إن تنصروا الله ينصرْكم" 12/صفر/1433

         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق