الجمعة، 27 يناير 2012

لا نريد أن نكون شهداء زور...


لا نريد أن نكون شهداء زور...
كلمة قالها الأمير سعود الفيصل وهو يتحدث عن لجنة المراقبين المبعوثة من قِبل الجامعة العربية إلى سوريا لتحري حقيقة ما يجري هناك...وأردفها بالإيعاز إلى سحب مراقبي بلاده من اللجنة بعد أن تبين أنها لا تؤدي عملها على الوجه الصحيح الذي كان يُنتَظر منها أن تقوم به.
هذه الكلمة لا تنطلق بصورة عفوية ومقصودة بآن واحد من شخص، ما لم تكن الثقافة التربوية له، ومن نعومة أظفاره تتضمن هذا المعاني وهذه القيم... وهذا ليس بغريب على الأمير الذي من أهم وأوائل مصادر الثقافة التربوية التي يتلقاها هو وكل مَن في حكمه نشأةً هو القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة...
فالآيات التي تندد بشهادة الزور وقول الزور جلية في القرآن الكريم فقد ذكر القرآن من أوصاف ((عباد الرحمن)) " والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما"...والسنة النبوية حافلة بالتحذير من قول الزور وشهادة الزور.. فقد جاء في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر . قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين - وكان متكئًا فجلس فقال - ألا وقول الزور ، وشهادة الزور ، ألا وقول الزور ، وشهادة الزور . فما زال يقولها ، حتى قلت : لا يسكت"
والمشكلة ليست في الاطِّلاع الثقافي العابر على الآية أو الحديث وإنّما في طريقة تلقي هذه القيم... فمن الناس يتلقاها هكذا من غير أن يربطها بواقع يحتاج إلى الالتزام بها ... وإنما تبقى مجرد كلمات لا أكثر... حفظها يومًا ما...وخُزنت في الجزء البعيد من الذاكرة... ومن الناس مَن يتلقّاها، من أول وهلة، للتنفيذ والعمل بها... وهكذا شأن كثير من النصوص... وهذا النوع من الناس سرعان ما تَمْثُلُ الآية المحفوظة في ذاكرته إلى الحاضر الذي هو فيه، والواقع الذي يعيشه، لتكون هادية له فيما هو بصدد العمل به، أو التحدث عنه، أو معالجته.
فالشكر الجزيل للأمير؛ فما فعله موقف نبيل وشجاع ، نسأل الله أن يحفظه له في صحيفة أعماله، وأما التاريخ فأيضًا سيسجل له هذا الموقف في موضع يستحق أن يسجل فيه.
محمد جميل جانودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق