الاثنين، 16 يناير 2012

بوركتَ أنورُ حارسًا لفضائلٍ


بوركتَ أنْورُ حارسًا لِفضائل...
شعر/ محمد جميل جانودي
بعد أخذ ورد، وإمهال وتسويف، وتعديل وترقيع.. توصلت الجامعة العربية إلى نتيجة مع النظام السوري بإرسال مراقبين من الأقطار العربية ليشهدوا ما يجري على الساحة السورية من قتل وخطف ويقفوا على جلية الأمر..
وذهبت اللجنةُ التي يصل عدد أعضائِها المئاتِ، وانتشروا في جلّ المدن الثورية التي تشهد انتفاضة شعبية عارمة... وتباينت الأقوال حول أعضاء اللجنة ونزاهتهم ومهنيتهم.. فمن قائلٍ أنهم منحازون إلى السلطة ومن قائل أنهم حياديون... وأخذت ترشح أقول لهذا العضو أو ذاك... وبقي الأمر في ريبة وشك، حتى قطع الصحفيُّ الجزائري أنور مالك الأمر، وحسمه، حين تسابقت القنوات الفضائية في الإعلان عن تصريحاته المتتابعة، حول محاولة النظام ورجاله مضايقة المراقبين والتنصت عليهم، ووضع أجهزة تصوير لمتابعة حركاتهم ... إضافة إلى تقديم عروض شيقة لهم..يسيل عليها لعاب كل زَنيْمٍ مَهين.. منها فتياتٌ بلباس مُغْرٍ وفاتن... فلقيتْ تصريحاتُه، تلك، ترحيبًا واسعًا من كل مَنْ ينْشدُ الحقَّ والحقيقة، ويسعى للوصول إليهما... وفي هذا الجو أَهْديْتُ تحية من القلب، من خلال هذه الأبيات، إلى الأستاذ أنور مالك وإلى زملائه الذين شدوا على يديه وشاركوه فيما أبدع فيه...وإلى كل من أيده وأُعجب بصنيعه...  
أفْسِـحْ بِقَلْبِـكَ يَـا أُخَـيّ مَكَانَا        رحّبْ بأشجَعِ فَـارِسٍ وافَانَـا
 طُوْبَى لِقَـلْبٍ كَانَ فِيْهِ مُـلاصِقًا       لِشِغَـافِهِ، وغَدا بِـهِ مُزْدَانَـا
 يا فَارِسًا؛ جُبْـتَ الفيـافِيَ رَاجِيًا      نَصْرًا لِشَعْـبٍ قَدْ أُذِلّ زَمَانَـا
 يَحْـدُوكَ حُبُّـكَ للشآم وأهْـلِهَـا       حَتّى غَـدَوْتَ بِحُبِّهَـا تَتَـفَانَى
 يَا مَنْ حَمَلْتَ وفاءَ مِلْيُوْنٍ قَضَـوْا   شُهَدَاءَ فِيْ سَاْحِ الْوَغَى شُجْعَانَا
 لمّــا رَوَوْا بِدِمَـائِهمْ أرْضَ الْـ       جَـــــــــــــــــزائِـرٍ، حَـرّروا الأَوْطَانَا
 فَوَرِثْتَ عنْهُمْ صِـدْقَهُمْ وإبَـاءَهُمْ       أصْبَحْتَ فِيْمَا وَرّثُوا عُنـْوَانَا
 ونُدِبْـتَ للشَّامِ الجَــرِيْحِ مُرَاقبًا       أو شَاهِـدًا لِتَرَى الأُمُورَ عَيَانَا
 لِتَـرَى حَقيْقةَ مَا يَدُوْرُ بسَاحِـهَا       مِنْ طُغْمـةٍ قدْ أَفْسَدَتْ ألْوانَا
 لتَرَى وَتَشْهَدَ مَا ينَـالُ شَبَابَـهَا         من بَطْشِ طَاغٍ رَوّعَ الْبُـلْدَانَا
 لِتَرَى شُهُـوْرًا عَشْرةً حُبْلى بِمَا         مِنْهُ النّفـوْسُ تُصَارِعُ الغَثَيَانَا
 فيهَـا النّسَـاءُ تأيَّمَـتْ وتألّمَتْ      واستَصْرَخَتْ في كَرْبِها الوجْدانَا
فيْهَا الشُّيُوْخُ تَدَافَعَتْ نَحْوَ الرّدَى       هَـــــــرَبًا فَإنَّ وراءَهَـا ثُعْبَـانـَا
 لكِـنّ للأطْفَــالِ فيْـهَا قِصَّةً         جعلَتْ رضيْعَهُمُ يَشيْبُ الآنـَـا
 كَمْ وَاحِـدٍ مِنْهُـمْ تَلقّى طَعْنَـةً        قَـدْ سُوّمتْ مِنْ قانِصٍ نَشْوانَا
 يَلْهُـوْ ويَرْْقُصُ فَوْقَ أشْلاءٍ لَهُمْ        يُرْضِي بِذَلِكَ حَاقِـدًا فتّـانَـا
 يا مُنْصِفًا طَالَ انْتِظَارُكَ يَا أخِي   مِنْ ثَائِرِينَ تَوَشّحُوا الأحْزَانَـا
 مِنْ ثَائِريْنَ أبَـوْا حَيَـاةَ مَذلّـةٍ       ذَاقُوْا بِهَا التّجْوِيْـعَ والْحِرْمَانـَا
 ذَاقُوا بهَـا مَا لا يُطَاقُ هَوانُـهُ        مَا كَانَ وَاحِدُهُمْ يُـرَى إنْسَـانَا
 نَزَعُـوا صِفَاتِ الآدَميّةِ عَنْهُـمُ        لا رَأْيَ لا حُريَّــــــــةً لا شَـانَـا
 ثَارُوا لأجْـلِ كَـرَامَةٍ مَهْدُوْرَةٍ        وتَحَمّلُوا التَّزْوِيْــــــــرَ والبُهْتَـانـَا
 وُصِفُـوْا بأنّهُـمُ أدَاةُ تَآمُـــــــــــــــــرٍ     بِيَــــــــــــدِ العِدَا، لَمّـا بَدَوا إخْـوَانَا
 والواصِفُوْنَ تدَرَّبوا فيْ خِسّـةٍ        كانَ المُـدرّبُ للخَنَــى شَيْطَانَا
 كَمْ رَاوَغُوْا كَمْ أُمْهِلُوْا؟ كمْ أُجِّلوا     كَمْ سَوّفُوْا، كَمْ طَفّفُوا الْمِيْزَانَـا!
 حَتَّى أرَادَ اللهُ فَضْحَ عُوَارِهِـمْ         فَكَشفْـتَــــــــــــهُ وجَلَوْتَـهُ تِبْيَـانَـا
 بُوْرِكَـتَ أنْورُ حَارِسًا لِفَضَائِلٍ         ومَـكَارِمٍ قَـدْ شُـوّهَتْ أزْمَانَا
 نَاْدَى ضَمِيْرُكَ بَيْنَ جَنْبَيْكَ الْوَفَا     فأجَـبْتَهُ: لا، لَنْ أكُونَ جَبَانَـا
 وَفَضَحْتَ لؤْمَهُـمُ وَخِسّةَ طَبْعِهِمْ      يُغْـرُوْنَكُمْ، بالغَانِيَاتِ حِسـانَا
 يَبْغُوْنَ مِنْكُمْ أنْ تُوَارُوْا سَفْكَهُـمْ       لِدَمِ الشَّريْفِ وتَعْتِقُوْا الْخَـوَّانَا
 أنْ تُسْدِلُوْا فَوْقَ الْجَرِيْمَةِ سَاتِـرًا       وتُقَـدّمُوا فِيْ طُهْـرِهِمْ بُرْهَانَا
 لَمْ تَسْتَجِبْ لِعُرُوْضِهِمْ ووَعِيْدِهِـمْ    ونَطَقْتَ حقّـًا، لَمْ تخَفْ سجّانَا
 أكْرِمْ بِأَصْـلٍ كُنْتَ خَيْرَ فُرُوْعِـهِ      فَعَبِيْــــــــــرُهُ مَلأَ الدُّنَى رَيْحَــانَا
جمعة (دعم الجيش الحر) 19/صفر/1433 الموافق لـ 13/1/2012



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق