الجمعة، 26 أغسطس 2016

داريا....سنعودُ مهما حاولوا إبعادنا

ضعْ بُرْقُعًا يا مُدّعي العربـــيـــةْ===سرْ في دمشق بهامَة مَحْــنـيّــةْ
ضيّعتَ أصلك والأصولُ عريقة===ومعــــادنٌ،مُــمتـــازة ورديّـــة
ضيّعْتَ أصلك حين لم تسمعْ إلى===صرخــات بنــتٍ حُـــرّة وأبيةْ
ضيّعْـــــتَ أصلك بالتّفــرّج واقفًا===والعِرضُ أضحى سلعة مَرْميّة
لمّــا رأيْــتَ مدينة قد حُـوصرتْ===ومحاصروها شـــلّــةٌ هـــمَجيةْ
لمّــا رأيتَ مديْنــةً لم تــرضَ أنْ===تحــــــيا بظلّ ســلالةٍ سبئيـــــة
صبّوا عليها النّارَ منْ أعلى ومنْ===أدْنــى صبــاحًا بُكْــرةً وعشــيّةْ
خمسون شهرًا وهي صابرةٌ على===مُـرّ الحِصارِ بهـــمّة عُـلْــويـّـة
صبرَ الكبارُ على أنينِ صغـارِهم===وثيــابُهمْ بدموعِهــــم مـرويـّــة
لكنَّهمْ شُـــمّ الأنـوف وما رضُـوا===أنْ يُطعمُوهم لقـــمـــةً دونيـّــــة
حتى رأوا أنْ يخرجـوا متخيريــ===ــنَ لأهونِ الشرّين، لا عُـمّــيّــةْ
يا مـــدّعٍ لأرومـــــةٍ عربيـــــــةٍ===خــرجُـــوا وأنتَ بحفــلةٍ غربيةْ
ما قلْتَ لا، بلْ لمْ تُحركْ ساكـــنًا===لكَ لم يكنْ ما قد جرى بقضــيـّةْ
حتى ولو يومًا سُئلتَ عنِ اسْمها===ما كنْـــتَ تعرفُ أنَّهــا "داريـّةْ"
وفقَدْتَ كلّ سِماتِ أمةِ يَعْــــــربٍ===منْ غَــيرةٍ وشهامـــةٍ وحَميّـــة
أنّى لمَـنْ بيـــد الأبــالسِ أمْــــرُه===أنْ يعــــرفنَّ النخـــــوةَ العربيةْ
حُثّ الخُـــطا بالقـــرب من داريّا===كي لا يـــــراك مُحمــــد وعُليّة
فمحمدٌ مـِـنْ أهْلهــا وكُمـــاتِـــــها===يأبَى الحيــــاة بــذلّــة ودنـــيّـــةْ
مذْ كان طفلًا كانَ يعشــــق داره===ويثــــورُ إنْ مُسّت بــأي أذيّــــةْ
يتـــــلو كتابَ الله في أرجـــائـها===وينــامُ فــي عرَصَاتِها بهنــــــيةْ
فرِحًا بهــا، فجـدودُه قالوا لــه===ذي دارنا، فيها الجـــذور قـــــويـةْ
تلك المصاطبُ كم جلسنا فوقَها===انظـــــرْ بُنـيّ لتــــلكمُ العُلّيـــــــةْ
وانظرْ إلى بُسْــتانِنــا وثمــارِه===وانظرْ إلى الزيتـونة الـــدرّيـّــــــةْ
وانظرْ لِمَــسْجدِ حينا وقبــــابِه===ذكْــراه تبـــقى في القلوبِ نديـــــةْ
أمّـا عُليّـة فابنــةٌ نشأتْ عــلى===خــلُق الحيـــاء فكان خــيـر مــزيّةْ
تمشيْ تغضّ الطرفَ في خطواتها===تبدو كعائشَ أمِّهــــا وسُمَيّــــةْ
تُخْـفي بعيني وجهها سحْرًا إذا===أبْـدتـــْـه أبدتْ نظـــرةً مُضريـــّة
عقدوا قرانَ زواجها لمحَــمـد===وتعــاهدا عــــــيشًا معًـا وســــوية
يوم الخروج دنتْ وقالتْ ما اسمها===فأجابَها: إنَّ اسْمَها "داريـــة"
احْكي لهــا عنّي وعنْ أعْمامها=== كي لا تكــون حبيبــــتي مَنسيّـةْ
سنعود، حتمًا، يا عُليةُ، أبْشري===وسنطـردُ الغــازيْــــن بالكُليــــة
فـأنا وأنٍـــــتِ وطفلتي "داريةْ" ===سنعودُ نحْمِــلُ رايــــــةً سورية
  سنعود، مهمـــا حاولوا إبعادَنــا===فــوعـــــودُ ربي، دائمًا، مأتيّـــة  
*****************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق