الأربعاء، 17 يونيو 2015

أهَـــنّئ أمــة الإسلام طـــرّا

أهَـــنّئ أمــة الإسلام طـــرّا****بشهر فـــاح في الآفاق عطرا
أتــــاهم حاملًا خير الهــدايا****ويحمـل ألف بشرى ثم بشرى
هنيــــئًا أمة الإسلام شهــرًا****حــباه اللـــه بالخــيرات تترى
أتى رمضان والأملاك تسعى****إليـــكِ به، وقد رفعتْــه ذكرا
ألا يا فتــية الإسلام تيـــهـوا****بشهــر جــاءكم عـــزًا وفخرا
ففيه اللــه أنزل خيــر هديٍ****لكم في ذي الحياة، وكان نورا
كتـــــاب الله بيّـن كل شــئِ ****أخَــيْـرًا كان أم قـــد كان شرّا
وفي رمضان مدرسة تُزكي****نفـــوسًا أُرْهقــت ذلًا وقهـــرا
وفيها تُبـــعث الآمــالَ تحيا****فتبصر عسرها قد صار يُسْـرا
وفي رمضان إيثــارٌ وحــبٌ****ويلتمس الفتـى لأخيـــه عذرا
وفي رمضان ما يجـلو قلوبًا****لقد صدئــت من الآثام دهــرا
وبر الوالديــــن بـــه مــذاقٌ****كشهد النحل بل أزكى وأثـرى
وفيه الجار يسرع في صفاء****يُصافــــح جاره حــبًا وبــــرا
ويُـؤثره  بأفـــضــل ما لديـه****ويصبـر إن رأى جنفًا وضرّا
وفيه يجـود ذو جـــدَة بمــالٍ****بلا منٍّ، فيعــطي المال ســرّا
وفيه يرى المجاهدُ خير وقتٍ****لشحن النفس إيمـانًا وصـبرا
ويذكر فيه يرمــــوكًا وفتــحـًا****ويذكُر فـــيه حـــطّينًا وبدرا
ويذكر عين جالوتٍ وقُـطـــزًا****وشقحب، وابن حرّان الأبرا
ويــذكر فيه تضحيـةً وجـودًا****ونصرًا قد تلا من قبل نصرا
فطيــــبي أمّة الإسلام نفســـًا****بهذا الشهر إذ أعـــلاك قـدرا
أتــاكِ وأنتِ ظمأى في لهيب****بعذب فــراته، وافــاك نهــرا
رآك وأنْــــــتِ مُثــقلةٌ بحمل**** فجاء لكي يخفف عنك وزرا
رأى الأعداء قد مكروا بحقدٍ****وأذكوا مكرهـــم سرًا وجهرا
تفاقم مكرهــم نــوعـــًا وكمّـاً****وأوغر في بنيك اليوم صدرا
إليهم حبّبــــــوا فـعــــلًا قبيحًا****لديهم زينـوا فُحــشًا وعُهـرا
فجاءك، أمّتي، درعًا حصـينًا****يقي الأبنـــاء غائلةً وغـــدرا
فكوني مثل ما يرجو صـلاحًا**** ووعيًا ثم إصــرارًا وشكرا
أهنّـــئ أمتــي إن مَـــرّ حــقًا****عليها وهي ترجـو الله أجــرا
وتعمل صالحًا لــيــلاً نهــارًا****وتدعو ربّهـــا سحرًا وفجـرا
ويُسعدُ بعضها بعضًا ويبقى****على عهد الوفاء ضُحًى وعصرا
وأنـدب حظهــا إن مرّ يشكو****إلى الرحمن تقصيرًا ونُــكرا
الأربعاء 30/ رجب/ 1436 الموافق 17/حزيران/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق