تعزية الأستاذ إسماعيل الخطيب

تعزية الأستاذ إسماعيل الخطيب

توفيت والدَة أخينا الأستاذ إسماعيل الخطيب، من بلدة كفرنبل، وهو ابن أخي الشيخ خيرو الخطيب، رحمه الله تعالى، توفيت عن عُمرٍ يُقارب التسعين عامًا، نحسبه كان في طاعة الله والصبر على ابتلائه، هـــــذا حدسي بحالها، فـقــد شاهدت بنفسي، ما دعاني إلى أن أشهد بذلك.. شاهدته حين زرتهم فـــي بيتهم في كفرنبل، كانت كريمة مرحبة، تسارع إلى إكرام ضيفها بكل ما تملك، ولمستُه حين كانت تُزوّد ابنها إسماعيل بما تحسبه من الأكلات المفضلة عند أصدقائه، ليأتيهم بها حين كانت تُودّعه، صباح كل سبت، ليلتحق بعمله، وهو مدرس، في جسر الشغور...ولمستُه من خلال ما أدبت وربّت، وقد أُلقي على عاتقها ذلك بعد وفاة زوجها، والد إسماعيل، رحمه الله...

رحمها الله وأسكنها فسيح جناته. وعند سماعي الخبر وجهت لأخي وصديقي الأستاذ أبي سعيد هذه الأبيات:

ماتَــت مزامير الدعاء بموتـــها

نزلَتْ بســـاحِكَ يا أُخَيّ نــوازلُ****قابـلتــَــــها بِرضًا وأنْتَ القائِلُ

الحمْـــدُ لله الذي مـــن فضْـــــلِه****ما غالَني في الدينِ يومًا غائلُ

ما مِنْ مُصاب قد يصيب المرء في****هذي الدنى إلا وفيه فضائلُ

منهــا بأنّ ســـواه أعظــمُ شـــدةً****ومآلُه فــــــي ذي الحياة لزائلُ

وبه يَــــرقّ القلبُ بعد قســـــاوة****وبه سيـــصحُو سادِرٌ أو غافِلُ

واليوم قـــد وافاك عند شروقـــه****خبر يطيش له النبيه العاقِــــلُ

فاصبرْ أخيّ أبا سعيـدٍ واحتسب****عهـــــدي بأنّــك صابرٌ متفائلُ

فاصبر أُخـيّ أبا سعيدٍ واحتسبْ****فالمَــوت حـقٌ وهو فينــا نازلُ

ما منْ فتى في هذه الدنيا انتشى****إلا وعَنهـــا ذاتً يـــوم راحــلُ

ماتـتْ حبيبَتُــك التي فــارقـــتَها****يومًا، ودمــعُ العين منها هاطلُ

ماتتْ مَـواردك التي ما أمسكتْ****من خيْــرِها أبدًا وأنت النائــــلُ

ماتَــتْ مزاميرُ الدعاءِ بموتـــها****وإذا بروضِـك مُجدبٌ أو قاحلُ

لكنّ بـــــرّ المَـرء يسقي غرسه****فتعـــود تنـــبتُ أزهُرٌ وفســائلُ

فادعُ الكريْـمَ لها بـواسع عفـــوه****ما خَــاب يَومَا إن دعـاه سائِـلُ

ربّــاه فارحمها وأفسح قـبـرهــا****طوبى لمن هو في رحابك داخلُ

عظم الله أجركم أخي إسماعيل، وصبّركم على وفاةِ غاليتِكم الوالدة، رحمها الله، "إنا لله وإنا إليه راجعون".

أخوكم/ أبو مصطفى

مساء الخميس 24/ربيع الأوّل/ 1436 الموافق 15/كانون الأول/2015