الأحد، 20 يوليو 2014

غزة .....ومدفع رمضان!

غزة.....ومدفع رمضان
في كل بلد من بلدان الأكثر من مليار مسلم... مدفع واحد، يُصيخ الناس أسماعهم لسماع صوته وهو يقول لهم: أفطروا يا صائمون.. أفطروا على ما لذ من أصناف الطعام والشراب، وهي مصفوفة أمامكم بلا حساب...كلوا وتمتعوا... ولا أقول فليلهكم الأمل، فإني بكم أرفق، وعليكم أشفق!!! إلا في غزة... فالمدافع لا تُعد، وقذائفها لا تُرد، وأصواتها تدوي في سمائها كالإعصار، في كل لحظة من ليل أو نهار، هذه المدافع تخاطب الشهداء هناك: لا تفطروا يا صائمون الآن... ففطوركم هناك في جنة الرحمن... في ظل عرش الملك الديّان...
عند سماع صوت المدفع الرمضاني، تكون أنوف الناس قد تمتعت بروائح شهية ، ويعبق المكان برائحة اللحوم المشوية، والأسماك المقلية، إلا في غزة فروائح البارود تملأ الفضاء، وروائح اللحوم البشرية المتفحمة يستروحها أهل غزة صباح مساء، فيجعلها الله أطيب من ريح المسك عند من يستقبلها من أهل السماء، وأزهى من اللؤلؤ والزمرد والمرجان في البريق والصفاء.
عند سماع صوت المدفع الرمضاني، تكون أبصار الناس مشدودة إلى مباراة قوامها كرة مطاطية، أو إلى مسلسل تلفزيوني ترقص فيه قينات "قرباطية" نَوريّة ...أما في غزة؛ فالأبصار مشدودة إلى قبة حديدية، تخترقها صواريخ ترميها سواعد ربانية، أو إلى عملية نوعية، من مجموعة فدائية، عند ربها راضية مرضية...

عند سماع المدفع الرمضاني تفطر ألسنة المنافقين على التهكم والسخرية، وتصف ما استطاع أهل غزة من إعداده بالأسلحة العبثية الكرتونية، أما في غزة فتفطر ألسنة الصامدين فيها على التكبير والتسبيح والتهليل لرب البرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق