الجمعة، 18 يوليو 2014

عقيدة المسلمين القتالية

عقيدة المسلمين القتالية.
من أسس العقيدة القتالية عند المسلمين، وضوح الهدف والغاية، ثم إعداد المستطاع من القوة والعدة والعتاد، ومن الأسس أيضًا، عدم التعويل على الكثرة العددية عند العدو، والقوة المادية، وإن كان من المطلوب التعرف على ما عنده، وكذلك عدم التعويل على هذه الكثرة، عند المسلمين أنفسهم، ومن الأسس عند البدء بخوض المعركة، طاعة الله ورسوله، وتقوى الله وذكره كثيرًا، والبعد عن الذنوب؛ ولاسيما تلك التي يكون لها ارتباط مباشر بالمعركة، كعدم طاعة القائد، وعدم تنفيذ أوامره بدقة عن وعي وفهم، والغلول (أخذ الجندي ما ليس له)، واثبات وعدم الفرار، والتهاون في فروض أساسية؛ تُقوي الصلة بالله سبحانه وتعالى، كالصلاة، إضافة إلى الاستهتار وعدم أخذ الحذر والحيطة...
كل ذلك مستقًى من كتاب الله سبحانه وتعالى، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، ففي يوم حنين أُعجب المسلمون بكثرة عددهم حتى قالوا (لن نُهزم اليوم من قلة) فبين الله لهم انحرافَهم عن المنهج، وأعطاهم درسًا عمليًا فيها، حتى عادوا إلى الصواب، وثبتت قلة حول النبي الكريم، مستجيبين لندائه إليّ أيها الناس، أنا النبي لا كذب ****أنا ابن عبد المطلب.
 وفي غزوة مؤتة حين فوجئوا بالعدد الكبير الذي يفوق عددهم بعشرات المرات، قرروا خوض المعركة وفق تلك الأسس غير آبهين بعددٍ أو عتادٍ لدى عدوهم، حتى هدى الله خالدًا فانسحب، رضي الله عنه، بالجيش بأقل الخسائر، وكان هذا، بحد ذاته، نصرًا، وحين وصلوا إلى المدينة قابلهم الناس، ولاسيما النساء والصبية، بكلمة "يا فرار" فردّ عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم مبينًا خطأ قولتهم تلك، وقال: بل هم الكرار.
فإذا اتضح الهدف، وأعد المسلمون ما استطاعوا، وحرصوا على الطاعة والتقوى والذكر، فليس لأحد، حسب عقيدتهم القتالية، أن يثنيهم أو ينتقدهم إن هم قاتلوا، بغض النظر عن عدوهم، أيا كان حجم عَدده وعُدده، وجُلّ الذين ينتقدون المسلمين اليوم في هذا الشأن، هم واحد من اثنين: إما أنهم لا يعرفون العقيدة القتالية عند المسلمين، وإنما يقيسون الأمر إلى عقائد أخرى. أو إنهم يعلمون، لكنهم لأسباب أبعد، ولغايات في نفوسهم، يسعون إلى التثبيط والتخذيل والإرجاف. وفي أحس الحالات عند تحسين الظن ببعضهم نقول: هم يفعلون ذلك إشفاقًا وخوفًا على المسلمين.
واليوم ثمة معارك قائمة بين الظلم والبغي والتجبر بكل عُدده وعُدده وعتاده، وبين المستضعفين المظلومين، على قلة ما يستطيعون تهيئته وإعداده، سواء في الشام عامة، أو في غزة، أو في العراق، أو في غيرها من الأمصار، فما عليهم إلا أن يُراعوا ما تشترطه عقيدتهم القتالية، فقط، وألا يكترثوا لسواها، فإنهم، إن فعلوا ذلك، كفاهم الله تعالى، بما يشاء، وكيف يشاء، مؤونة مجابهة أعداد العدو الجرارة، وعُددهم الضخمة الهدارة، وأبطل مفعولها بما لم يحتسب أحد لذلك. قال الله تعالى: (هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر، ما ظننتم أن يخرجوا، وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وقذف في قلوبهم الرعب، يُخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، فاعتبروا يا أولي الأبصار).

اللهم مكن المسلمين اليوم على أن يعدوا ما يستطيعون، جندًا، وعتادًا، وعلمًا، وتخطيطًا، وأن يكونوا صفًا واحدًا، ملتزمين بالطاعة، مكثرين من الذكر، متجملين بالصبر، حتى تنزل عليهم السكينة، وترزقهم الثبات، وتتوج جهدهم وجهادهم بالنصر، وما ذلك عليك بعزيز.
الجمعة 20/رمضان/1435 الموافق 18/تموز/2014.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق