الأربعاء، 27 مارس 2013

أسرع رياض فإن الشام والهة

أسرع، رياض فإن الشام والهة...
مهداة إلى العقيد رياض الأسعد
حين تنظر إليه، تحس أنك أمام بطل يحمل في حناياه براءة طفل، ربتْه القرية، وطبعت فيه جمالها، وصفاءها، وطيبتها، واستقبله، لأمر ما، الجيش الفريد الوحيد بطريقة تكوينه، واليوم يعض مؤسسوه أصابع الندم على غلطتهم تلك، فقد أبى جمال نفسه، ونقاء فطرته إلا أن يتحرر من ربقة ذلك الجيش في أول سانحة له للتحرر... أما حين تسمع كلامه، فتحس أنك تصغي لعملاق بأفكاره، لكنها تسري على لسانه بما يتناسب مع طبيعة نشأته، فتجد أنه لا يعرف المراوغة، ولا الخداع والتلون...
 إنه ابن الثورة السورية البار، العقيد رياض الأسعد مؤسس وقائد الجيش الحر... الذي أصيب يوم الأحد الرابع والعشرين من آذار لعام ثلاثة عشرة بعد الألفين للميلاد، وهو يؤدي واجبه بين جنوده في عمق الأراضي المحررة شرق سوريا...فبترت ساقه اليمنى....نسأل الله تعالى أن يعوضه همة عالية، وجسدًا قويا، وأجرا جزيلاً، ليكمل ما من أجله وقف عليه حياته...  
يا شام تيهي بأبطال لك انتــــصـــروا       بيض الوجــوه ومنهــــا يخجــل القمــرُ
لبّـــــــوا نــــــداكِ وهــــــذا مـــــــن مآثــــــرهـــــم       هم صفوة الخـــــــلق،لا مَين ولا حَـورُ
رأوكِ غــــــارقـــــةً فـــــي لُجّــــةٍ عبــثــــــــت        نــارُ المجوس بها، بالحقد تســتـــَعِـرُ
جاؤوا لإطفـــائها مــــــــن كل ناحيـــــــــةٍ        مــــن قبلُ أطفأها أستَـــاذهُم عمــَــــــــــرُ
رياض يقدُمُهم، في حلّةٍ سطـــــــعت       بالأحمر اصطبغت،يحلو لها النظر
بالبأس متصـــــف، بالصــبـر ملتحفٌ       للشَّــــهــد مُرتشفٌ، لم يثــنــــــــــهِ خــطـرُ
لم يُغــــــــــره طـــــمَـــعٌ، لم يُلهــــهِ جــــــــشعٌ        للـحــــق متّـــبِعٌ، للخَـــــيـــــر يبتـــــــــــــــــــدرُ
يمضي على ثــــــقـــة، في أن خالــــقــه       لا بد ناصــــره، فالحـــق منتصـــــــــــــــــرُ
    حث الخُـــــطى ليـــــــرى جندا له سبقوا       في كل مكرمة، عند اللقــــا صُــــــــبُر     
     حث الخطى قُدمًا في الأرض يقطعها     شوقــًا إلى مـن هم للركبِ منـــتظــــــــرُ      
لم يلتفـــــــــــت لــرؤًى كانـــــت تُحــــــــــــــــذّره        من مكر أعدائه يومًا فهــــم غُــــدُرُ
يا باني الحُـــــرّ مهـــــــلاً كن على حذرٍ      فالقــوم ديدنهم غــدرٌ، وقـد فجـــــــــروا
قـــالوا وقــــلنــــــــا وأمـــر اللـــــه غالبنــــــــــــــــا       فالمــــرء يسبقُــه في حصنـــــــه القـــدرُ
غــــــدرًا أتـــوك، وإن الغـــدر شيمتـــهـــم       خافوا لقــــاءك وجــــــهًا، إنـــــهم خـــــــورُ
أُصبت في ساقك اليمنى فسرتَ بها       في موكب ولـــه من جُرحـها عِـــبَـــرُ
لُفّـت بثـــــوب من الديبــــاج لُحمتـــــــــــــــه       أمّــا سُـــداه فـــقـــــد ضُمّـــــــت به الدّررُ
كانـــــت تُشيّعُـــــــهـــا أملاك بــــــارئـــــــــهـــــا       لجنة أزلفــــــت، مُـــــدت لــــــهـا الســـررُ
يا أسعد القــوم في أمــــر خُـــلقت لــــــه       فالله منجــــــــــزه، يحـــلو بـــــه الخبــــــــــــرُ
عــد حامــلاً رايـــة للنصــــر خافـــــــقـــــــــةً       فاللـــه يمنحها قــومًــــا له نصـــــــــــــــــروا
أسرع ريـــــــاض فــــــــــإن الشـــــــام والــهــةٌ       تــــــرنـــو إليـــــــك بقلــــبٍ كاد ينفـــطـــــــرُ
محمد جميل جانودي
الثلاثاء 14/جمادى الأولى/1434 الموافق لـ 26/آذار/2013
                                                           
 
 
 

هناك تعليق واحد:

  1. يا باني الحُـــــرّ مهــــــــــلاً كن على حذرٍ فالقــوم ديدنهم غــدرٌ، وقـد فجـــــــــروا
    اعجبني هذا البيت لما له من اهمية في ثورتنا المباركة

    ردحذف