الجمعة، 8 مارس 2013

لله درك رقة الأبطال

لله درّك "رقة" الأبطال...
ظن طاغية الشام أن "الرقة" هي الحصن الآمن، والحضن الدافئ الذي يأوي إليه، ويستظل بظله، وبه يعوّض ما افتقده من مدن وقلاع على أيدي رجال الثورة الأبطال، ولم يدر في خلده، ولا في أذهان أزلامه أن تكون هذه المدينة هادمة لرمزه، مجندلة لصنمه، ملقية به تحت أقدام أحرارها، الذين أقروا عيون الشعب السوري بفعلهم ذاك...
نعم لقد حقق هؤلاء الشباب ما كان كثيرون يحسبونه حلما يعبر خيالهم ... ليس إلا، وإذ بالحلم يغدو حقيقة... وإذ بالأماني تُجسد في ساحات مدينة الرشيد واقعًا ينطق بما يمور في صدور ملايين السوريين ومحبي الحرية في العالم أجمع...
يـــــــــومًا حــلَمْــــــــتُ بأن أراكَ مُجَنْـــدَلا        مُستقـــبَحًا، وتُرى الأذلّ الأنذلا
يومًا حـــــلَمــــــــتُ وكان حُلمي واسعا        في أن يــراك العالَمُـــون الأرذلا
وإذا بحُلمي قد غدا شمسَ الضحى       بجلائه، وأمامَ عيني مـــــاثـــــــــــــلا
أقــــــــــــــدامُ ثــــوار الشــــــآم تســــــــــــابقَـــــت        لتـدوسَ رأسَك، مُدبرا أو مقبلا
كلٌ يريد شفــــاءَ صــــــــــــدر ضـــــائــــقٍ        بسلالة قد كنت فيها الأسفــــــــلا
يا "رقــــــةَ" الأبطال يا رمـــــــــــــز الفدا       هابتــــــك في آجــــامها أسد الفـــــــلا
فالليـــث يــــــــربض قبل وثبـــــتــــه على       ما يبتغي، متــفكـــــــرا متـــــــــــــــأمّـــلا
حتى إذا شـــــــــاء الوثــــوب استنفرت      منه الجـوارح كي تصيب المقتلا
أختَ الرشيــــد رويتِ غُلّتنـــــــــا التـــي       بقــــــيــــــتْ تلازمنــــــا زمـــانًا أطــــــولا
ما كان سهــلا أن نرى تمثال طــــــا       غية غدا مستــــعــــليًا ومُـــبـــــجــــــــــلا
نصَبُـــوه في ساحاتنــــا فغــــدت بـــــــــه       موبـــوءة، والروض فيها أوحـــــــــلا
والطير ولــــــــــى هاربــــــــا من ريحــــــه       وغدا الحليم بحيـــــــــرة متســـــائلا؟!
ماذا دهى أخت الرشيد فأصـبحت       يُرثى لها، وغدت متـــاعًا مُهمــلا
ظن العَـــــــــــقـــور بأنهـــــــــا مـــــلك لـــــــــه       لمّا رأى شعبًا أصيــــلاً عــــــــــــــاقلا
شعبـــًا توخــــى أن يُجنّــــــب نفســــــــــــه       فتنــــًا، ولم يكُ ذات يـــــوم غـــــافلا
قد آثر الصـــبر الطويل على البــلا      حتى يرى اليـــوم الأغـــــرّ الأمْثـلا
فرآه يضحك وهو في وجه الردى       في ظل ثــورة فتيةٍ ترجـــو العـــــــــلا
ورآه يبـــرق في عُــــيُــــــــــون أشاوس        رضعوا الرجولة من لبانات الألى
ورآه يُشرق في نضارة أوجـــــــــــــــــــه       غسل الفراتُ الحزن عنها عاجلا
يوم يُخـــلّده الأنــــام على المـــــــــدى       يزهــو به التــــاريخ سِفْـــــرا حـــــــــــــافلا
يوم هــوى فيه "المبجل" ساقطـــــًا         تحت النّعــــال وبالقــيــود مُكَـــبَّـــــلا
في جيده حبــــل غليـــــــــظ شــــــــــــــده        في ذلـــــــةٍ جيـــــــل أبى أن يفشـــــــــلا
أختَ الرشيد، كفاك فخــــرا جــــــــرّه         في ذلة، فغدا المتـاع المُهْمـــــــــلا
إسقــاطك الطاغــوت رمز كرامة         ولسحـــر دجـــال أزال وأبطـــــــــــــــــــلا
إسقاطُك الطاغوت رفض وصايةٍ       لحُثـــالة، سامت كريمـــا فاضـــــــــلا
إسقاطك الطاغوت فضح عصابةٍ       عاثت فســادا، ثم أغرت جـــاهـــــلا
أخت الرشيد جزيتِ خيــرا واعلمي       أنـــــــا بإثـــــــرك ســـــــوف نبــــــقى أولا
محمد جميل جانودي
الجمعة 25/ربيع الآخر/1434 الموافق لـ 8 آذار 2013 .      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق