السبت، 23 مارس 2013

عامان قد مـرا عليـك حبيـبـتي

عامان قد مـــــرّا عليـــك حبيـــبــــــتي
في ذكرى مرور عامين على انطلاقة الثورة السورية
عامان قد مـــــرا عليـــك حبيـــبــــــتي        بخُــــــطًى مبــــاركة لأعـــظـــــــم ثـــورةِ
عامان قــــــــــد مـــرا وأنـــــتِ فتيــــــــــــةٌ        لا تأبهـــيـــــــــن بمــا يـــدور بخـــــــــــــــلوةِ
منذ انطلقتِ وأنـــــــتِ سيــــــدة على       أرض الشـــــــآم وتشمخـــــيـــــــن بعــــــزةِ
لمّـا ولدت ولدت راشــــدة، سمتْ        منك النّهــى، بلغت أعالى الــــــذروة
وبدت محاسنك التي فُتِنتْ بها        أمــــــم وهامــــــت في جــمـــــال الطلعةِ
شمس الضحى خجلت وغضـت طرفها     لما سطعتِ بنـــور وجهـــك، ثورتي 
قد حاول الأغـراب طمس حقيقة        أعْــلنتِهــــــا بشجــــــــــــــــــــــــــاعةٍ وبِجُـــرأةِ
زعموا بأنّك قد نشدتِ مغـــــــــــانمـاً        فيما يُرى مِــــــن ثـــروة أو سلطــــــــــةِ
ونسوا بأنك قد رنـــوت إلى العـلا        والشعب زمجر هاتفًا: حُـــــريــــــتـــي
ظنــوا بأنك قد أتيـــتِ لِتُصـــــــــلحي       بعض الفســـاد بهمســــةٍ أو رقعــــــــــةِ
ونسوا بأنـــــــك قد أتيـــــــت لتقـــــلعي       جــــذرًا لطاغيــــــــةٍ خبـــــــيــــــث النيَّــــــــــةِ
عامان قـــــــد مـــرا وأنت صبــــــــــورة       وخُطــاك ماضيـــة لأعـــلى القمـــــــــــةِ
آذار جاء مُكَفّــــرًا عــــــما أتــــــــــــــــى       في يــومِ ثامنِه بأكبـــــر غـــــــــلطـــــــــــــــــةِ
آذار جاء لكي يُبيّض صفحـــــة       قد كان ســـــــودّهــــــا دنـــيئ الفـــــعـــــــــــلةِ
قدرُ الإلـــه اختـــاره لك مَــــولـــــــدًا        فجــعلتـــِه بيْـــــــن الشهــــور كشـــــــــامــــةِ
فيه الورود تفتحت وأريجهـــــــــــــا         مـــلأ الوجــــود بغبطــــــــــــــــــــــــةٍ ومســـرّةِ
وبدت وريقــــــاتٌ لها مغموســـــةً         بدم الشهيد، فأشــــــــــرقتْ بالحُمــــــــــرة
عكست مُحـــيّاه المنــــور ثغـــــره         في بسمـــــة، أكرم بهــــا من بســـمـــــةِ
يروي حكايته التي قد أذهــلت         بسماعها، أهل الحجـــــا والخبـــــــــــــــرةِ
يروي حكاية أمــــــــــة مقهـــــــورة          فقدت معــــالــم نهضــــة أو صحــــــــوةِ
رزحت عقودًا تحت سطوة مارق      حث الخـــــطا في خلســـــة للديــــــــــــــــرةِ
والناس تعجب من مقالات لـــــــــــه       سحريّةٍ، حتى غــدوا في حيــــــــــــــــــرةِ
ظنوا بــه خيرا، وقالوا: إخْــــــــــــوةٌ        نحيا على وطــــن بحُسن طــــــويَّـــــــــــةِ
فتحـوا الصدور له وقالوا:مرحبًا        بأخي العـــــروبة والسّجـــــــايا الحُـــــــرّة
هذا الذي سيكون منقذ أهلنــــــــــا        في الْقـــدس أو في غــــــــــزّة والضفّـــةِ
هذا الذي يخشـــــاه أعــــــــــداء لنـا    في الغرب أو في الشّـرق أو في اللجةِ
هذا المُمـــانعُ والمقــــاوم بينـــــــــنـــا       هذا المصحــح نهجـــــنـــــــا بمسيــــــــــــــــــرةِ
هذا الذي سيعيد شام أميـــــــــــــــةٍ        لبهـــائها، بــــــعــــزيْـــــمة وشكــــــــــــــيـــــــــــــمة
منحـــوه فِــلْذات لهــــــم ليقودهــــــم        في حــربـــه من أجــــل أنبــــل غـايــــــــــةِ
ونجــــائب الأمـوال أعطَــــوها له        كالريـــح جادوا في خِضـــــــــمِّ العُســرةِ
فشرى الذخائر والعتاد بكثــــــــرة        منّى الأنـــام بأنـــــــهـــــــا لكـــــــــــــــــــــــريهـــــــةِ
ومضى يُمَــــثّل مُتْقنــــــــًا لمهمــــةٍ        وُكِــلت لــــه، بمهــــــــارةٍ، وبــــــدقّـــــــــــــــــــــــةِ
خُدِعـوا به، واستسـلموا لخداعه        فــبــــــدا لبعضـــهمُ كأزهـــى نجمــــــــــــــــــةِ
لكن أصحاب الفـــراســـة والتّقى        قــــــــــد حـــذروا منـــــــه بكل جليّــــــــــــــــــــــــةِ
عـــرفــوا خفـــايا مكـــــره وخــــداعه        بنبـــاهــةٍ، وبصيــــرةٍ مفتــــــــــــــــــــــــــوحــــــــــةِ
قالوا: أيُعــــــــقــل قُـرمُطـــي مــــارقٌ        متحــــللٌ، أن يستــــقــــــيــــم لِشــــــــرْعــــــــةِ
قالوا: أَيُعقــــل قرمطيٌ أن يُــــرى         يَحمي الحِمـى، ويصد أيــــة هجْمةِ
وهو الذي أجْـــــدادُه قد أفســــدوا         أو دنّســـوا البيْــت الحـــــرام بخسّـــــــــــةِ
كم أورد التـــاريـــخ قُبـــــح فعالهم         في كل عصــر قـــــــد أتـــوا برزيـــــــــــّةِ
أهل الفراسة والتقى كشفوا حقيـ         قة أمره، فأصـــابهــــــم بالمحنــــــــــــــــــةِ
وأشــــــــــاع أنهـــــــــــــــــمُ أداة تـــــآمُــــــــرٍ         ويُخــطّطــــون لفتنـــــة أو نكبـــــــــــــــــــــةِ
ومضى يُــكـرّس كرههم في قومهم       ويــــنـــــــــال مَن والاهـــــم بأذيّــــــــــــــــــــــةِ
والذعر دب بكل نفس فانـزوت         ترجو السـلامة في الورى بالعـزلةِ
وغـدا القريب يَشي بأقرب أهــلهِ         متحاملاً،  كي لا يُـــدانَ بِتُهمـــــــــةِ
والبعث أضحى شرطَ كل مزيةٍ         تُهدى لمن يسعى لنيـــل وظيفـــــــــةِ
والحق يُســـلَب من ذويه وقاحةً         لا يُـســـــتَـردّ بغيــــر دفع الرّشــــــــــــــــــوةِ
وغــدت بلاد الشام أســرى حفنةٍ         معـــــدودة موصوفـــــــــــــة بالطّغمــــــــةِ
أنهارها أضحــــت أجاجًا علقمـــًا         ورياضهـــا من جــدبها كالسّبخـــــــــةِ
وتململ الجــولان في أيدي العدا        باعــوه, بخسًا، في زحــام الغـفـــــــلةِ
والعهــر أضحى سلعةً معروضةً       في السوق تُشرى في زهيد القيمةِ
حتى إذا عــــلم الرحيــم بحالِنــــــــــــــا        وأراد أن نُغشـــى بفيــض الرّحمـــــــةِ
ورأى بأنـــــــــا قد عقدنــــــــــا عــزمـنــــا        بالصدق نرفض أن نعيش بـــــذلّــةِ
أهداكِ للشــــــام الجريحَــــــــــة ثـــــورةً        موسومــــــة بــــوسام رب العــــــــــــــــــــــــّزةِ
وافيْـــــــــتِــــنــــا واليــــــــأس كاد يلفُّنــــــــــا        بظــــلامـــهِ، ونموت أســــــــوأ ميتــــــــــةِ
أحييتـــِـنـــا، واليـــأس ولّــى هـــاربًـــــــا        والخــوف غادرَنا فما من رجعـــــــــةِ
شيبًا وشُبــــانًا، تــوحّــــد صـــفُّنــــــــــــا       نمضي، جميعًا، تحت أزهــى رايـــــةِ
حتى الرّضيع روى بطُهر دمائه      غرس الكـــرامة بعْـــد طــول الغيبـــــــــةِ
والأمهـــات خرجن ينشدن العلا        كانت لهــنّ خنــــاسُ أفـــــضلَ قــــــدوةِ
لم نكترث بالقصـف فوق رؤوسِنا      في الشـام والشهباء أو في الرقـــــــــةِ
سنـــثــور حتى لو غَــــدونـــــا كلنــــا        تحتَ العـــــــــراء وفي خيـــام الهجـــرةِ
ستثــــــور أطفــال لنا في مهـــدهــــا        في وجـــه طاغـيــة عديم الذمّــــــــــــــــةِ
يا ثــورة الأحرار يا أمـــل الورى       نفــــــديك بــــالأرواح أو بالمهــــــجـــــــــــــــــةِ
يا شعــــــلة أنت الهدى لسفينـــنــا       أنـــتِ المنـــارة في بحــــار العـتمــــــــــــــــــةِ
ويل لمن بالســـوء جاءك قاصدًا       تبـــــــــًا له سينــــــــــالُ ذلّ الخيــــبَــــــــــــــــــــــةِ
سيمــدُّك الشعب الكريم بطــاقـةٍ         من روحــه، تبــــــقى وقـــود الشعــــــلةِ
محمد جميل جانودي
الأسبوع الثالث من آذار 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق