الأربعاء، 2 يناير 2013

أبشر إياد فإن النصر آتينا

أبشر إياد فإن النصر آتينا


كلمات وقع عليها بصري، فسرعان ما لامست وجداني....كتبها الأستاذ إياد زيادة في حالة شوق وحنين لمدينته اللاذقية ...عروس الساحل السوري...بل هي عروس سوريا...وكل مدينة أو قرية في سوريا عروس ، ولكن حنّاءها اليوم هي الدماء....دماء السوريين التي حنّوا بها عرائسهم (مدنهم وقراهم) وهم يهيئونها للعرس الأكبر.. عرس النصر على الوحوش البشرية، والذئاب الغريبة عن ذئاب الطبيعة... عرس انفلات الحرائر والأحرار من قيد الاستعباد الذي كبلهم لعقود...عرس السوري بتحقيق وجوده الإنساني على أرضه؛ الذي مضى عليه زمن وهو يحس بأنه عليها غريب... كأنه لم يكن له أجداد أعدوها له بالدم والعرق، والجهد والجهاد، عرس ترتفع فيها راية بيضاء تفوح منها رائحة المسك، نقشت عليها جملة مدادها من دم تقول: سوريا لشعبها إلى الأبد...لا للِصٍ أو لوغد أو من فسد... 
قال الأستاذ إياد مخاطباً معشوقته (لله درك يا مدينتي...كم افتقدتك)، كلمات أثارت مشاعري وأحاسيسي، لِمَ لا؟ فأنا هو وهو أنا في الحالة نفسها؛ و مثلنا كل السوريين الأصلاء لا الدّخلاء.... وفي غمرة ذلك قلت: 



أبشر إياد فإن النصـــر آتينـــــــا**** إني أراه يلــوح في فـــيافــــينـــا
لِمْ لا يلوح ومهر النصر من دمناً****قد سال حتى ارتــوت منه بوادينا
غدا تعود وتاج النصر تلبســـــــه****تلـــقى به يــا أخي أهـــلاً محبينا
في اللاذقية أو في بانياس تــــرى****نــــورا تـــلألأ من هامات أهلينا
وفي دمشــق وفي دومــا وإخوتها****رايات نصر وتعلي الحق والدينا
درعا تراها وفــلذات لها رفعـــت**** أقواس نصر بهـا زانت روابينا
أما بحمص فإن أمــرهــــــا شجِن****فحمـــص نور لنا يبـــهي ليالينا
وحمص نار على من كان يبغضها****غدا نـــزف لها أحلى تهانيــــن
إيهٍ حماة، فأنتِ النصر ما بقـيـت**** فيــــــــك المآذن للأمجاد حادينا
أنشودة النصر في الشهباء نسمعها**** تروي ملاحـــم أبطال ميامينــا
وشجرة النصر تزهو اليوم خضرتها**** من ظلها إدلبٌ كانـت تنادينا
في الجسر كوكبــة قد قال قائــــلهم**** النـــــــصر نصنعه حقا بأيدينا
والله يمنحــــــه من صدق وجهتــنا**** قد جاء يُفرحنا، شكرا لمعطينا
أبشر إياد فأهْــل الدير قد وهبــــوا**** للــــه أنفســــهم واستبسلوا فينا
أسْد الجزيرة قالت قــــولة فغـــدت**** عنوان ثورتنا بالنصر تحييــنا 
لن يرجعوا أبدا حتى يَــــروا علَمًا**** للنصـــرِ فــوقهُــمُ ساد الميادينا
للـــه درّهـــمُ، أكرم بهـــم نسبًــــا****كان الفــدا لهمُ في عرفنا دَينـــــا
أبشر إيـاد فأهـــــــل الشام قاطبـة**** قد أقسموا أن يروا للحق تمكيـنا
غدًا تعـــــود بثــغر باسم نَضِــــرٍ**** وتحضن الأهل والأحباب والمينا
غدا تعود إلى الأزهار تلثمـــــــها**** وتلعـق الشهد من أصفى خوابينا 

أخي الأستاذ إياد، ما سبق ليس مجرد كلمات شعرية ليس لها رصيد من الواقعية...لا....لا... فأنا متفائل؛ لأنّ ثورة يكون ثائروها كما نراه اليوم بأم أعيننا، وتعجز عن وصفه كلماتنا،ويحتضنها شعب يتبارى مع أبنائه في حلبة سباق الفداء لتحقيق النصر، ويخدم فكرها وثقافتها علماء وأدباء ومفكرون، ينهلون من نبع صاف، ونذروا أنفسهم لأن يكونوا ترجمانًا حيًا لمعاناة أمة مكلومة أرادت أن تتعافى، وأنت أحدهم.... أقول إن ثورة هذه طاقاتها؛ لا يمكن أن تتلاشى، بل هي منتصرة إن شاء الله، تحقيقًا لا تعليقًا، ونحن الآن بأرواحنا،  نعيش في اللاذقية معًا، وعلى كل حبة تراب من الوطن الغالي، وعمّا قريب سنكون بأجسامنا أيضًا، وما ذلك منّا ببعيد بعون الله...

محمد جميل جانودي

الأربعاء في 20 صفر/1434 الموافق لـ 2/كانون الثاني/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق