الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

دستور مصر حضارة وتقدم

دستور مصر حضارة وتقدم
إيّاكَ يا بـــْن النــيل أنْ تتـــرددا*** فــي أن تـلـبي دعــوة فيها الهدى
نادتك مصـرُ بأنْ تحقق عــزهـا*** فأجب ولَـــبّ وكُن أُخيَّ مـؤيِّــدا
إياكَ أن تنأى بنفسك عن هُدًى*** تحيــا بـــه عَيشـــًا رضيًـــا أرغدا
ناداك من يرنُو إليـــك بلهفـــــةٍ*** متحــبّبــــاً بالرفْــق قَـد مـد اليـدا
نــاداك يا بن النيل مَنْ أوليتَـــه*** ثـقــةً فكان لك الوفيَّ الأحمـــــدا
وسعى لتخـفيف المعانـاة التـــي***  كابــدتَها في ظــل بـاغ أفســـدا
نَــاداك "مُـرْسيٌ" بقلبٍ مــلؤه *** حـبٌ لمصــر وأهلها ولها افتدى
ودعـاكَ للخير الذي قـــد خطّـه*** حُكَماءُ مصرَـ ولم يكنْ مُستورَدا
دستورُ مصـــرَ أعــدّه أبنـاؤهـا *** بعلومهم بلغوا العُلا والفـــــرقدا
قد يمّمـوا مرضـاة ربهــــمُ بمـا*** وضعـوا، فكان لآلــئــًا وزُمُــرّدا
دُستورُ مصْر قدِ اسْتُمِـدّ قوامــهُ*** من دينهـا، من عُرفــها، فـتـورّدا
وحوى الفضائلَ من جهات عدةٍ *** حتى غــدا فيـمــا احْتوى متفردا
وبـدا كـبُستانٍ تــنـوعَ زهـــــرهُ *** وشذاه فـاح على الأنـامِ وأسعــدا
وثِماره أهـــدتْ رحيقًا سائغــــا*** للظـامئيـن فبرَّدتْ حَـرّ الصــــدى
وظلالُه وقَتِ الــورى من لفحَـةٍ*** جاءت إليـهم بالهـــلاكِ وبالــردى
دستورُ مصر، به ستبلغ مجدهـا*** وبـــه يـــكون الشّـعبُ حُـرًّا سيّدا
لا فرق بيــــــن مواطنٍ ومواطنٍ*** في حُكْمـه، ولهـم جميعــًا وحّدا
حرس الفضيلة أن تُنـال بثُلــمـــةٍ*** والعِـرضَ ممن مسَّـــه، وتوعَّدا
وحدودُ مصـر بنَـصّـــــه محميــةٌ*** تبّــــًا لمن يومــًا أتـاها واعتدى
سينـال من أجناد مصـــر جــزاءه*** يلقى بهــا يـوما عَبـوسـًا أسـودا
أما المناصب فيـه فهــــي أمانــــة*** ولمن يفرط في الأمانـة هَــــدَّدا
وبـــــه يُـعـزّ الحق كي لا يُزدرى*** ويُذل مَن في غيّــــــه قــد أَبْعدا
وبــــه يُغـاظُ عـــدوُّ مصـر بكيـده*** فَـتـراه أرغى ضــــدّه أو أزبـدا
ويهـيـج مُصْفرًّا بــــوجـــهٍ كالِــحٍ*** وفـؤاده، من حُنقــــه، قد سـوِّدا
ما ضـــرّ إلا نفسه وقــــريــــنـَـه*** تبـــا لمن بالحانقين قــدِ اقْتــدى
دستور مصر هـديّة جـادت بــهـا*** فِـلذات مصر ومن بها يـوما شدا
دستور مصـر حضارةٌ وتـــقـــــدّمٌ***سيظل مفخرةً على طول المدى
محمد جميل جانودي
الأربعاء في 13/صفر/1434 الموافق لـ 26/كانون الأول/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق