الاثنين، 28 فبراير 2011

رثاء نجم الدين أربكان

بسم الله الرحمن الرحيم
ألا يا رب مغفرة لنجمٍ
شعر/ محمد جميل جانودي
ذُهِـلْتُ بمَا رأيْتُ من السَّمـَـاءِ        توشَّـحَـت السّـوادَ بلا مِــراءِ

وبعْـدَ هُنَيْـهةٍ سكبَـتْ دُمُـوعًا          وجابَ نحيْبُهـا رحْبَ الفَـضَاءِ

سألْتُ أحِبـّتي، ما الأمْرُ حَتّى     حَدَا"الحَسْنَا"على هذا السّخَاءِ

وفيمَ عيُــونُـها فَاضَتْ كَسَيْلٍ        وفِيْـمَ الأرضُ ضَجّــتْ بالبُـكَاءِ

أجَابُوني، وهُمْ مِثْلِي، حَيَارَى        أحِِبّتُنَــا نَعَـتْ نَجْمَ السّمَـــاءِ

نَعَـتْ نجْمـًا، ولا نَجْمٌ كنَـجْــمٍ          أضَاءَ زمَـانـَه أسْنَى الضِّـيَـاءِ

أجَلْ، قدْ كَانَ نَجْمـًا لا يُبَارَى       تَألّق فِي الصَّباحِ وفي المَساءِ

طُفُــــولتُه تُـري رجُـلاً عظيْـمًا       رأى مَا كانَ مِنْ جَــهْدِ البَــلاء

رأى رمْزًا كبيرًا قــدْ تَـهــــاوَى     هَــوَتْ مَعَهُ رمُـوزُ الأوْفيَــــــاءِ

رأى دِيْـــــنًا قَويْـمًا قَــدْ تنحّى      بِمَـكْرٍ منْ أسـاطِـينِ الشَّقـَـاءِ

وحلّ محـلّهُ سِــفْـرٌ تــــــولّى       كتابتَــه صنــــائعُ ذي العِــدَاءِ

رأى تَبْــديْلَ حَرْفٍ كان مَجْــدًا        لأمّتِــــــهِ، ومَجْـلَبَـة الهَنـَــاءِ

رأى العربيّــةَ الفُصْحَى تُنَادي         لَقدْ أُقْصِيْتُ مِنْ أَلِفي لِيَائي

رأى أمْجَـادَ "عُثمــانٍ" عَـلاهَـا       غُبـــــارٌ هَــبّ مِـنْ دانٍ ونـَـاءِ

رأى الأخْلاقَ تُمْحَى مِنْ نفُوسٍ     وتُطْبَـــــعُ بالرّذيْــلَةِ والْخَنَــاءِ

تلفّــــتَ حولَــهُ فَـرَأى وَميْـضًا       بأفْئِـــدَةِ الرّجَــــالِ الأَصْفيــاءِ

تعهّـدَهُ بـِرِفْـــــقٍ واصْــــطِبَــارٍ      إلى أنْ صَـــار نَجْـمًا ذا بَهَـــاءِ

وأَضْحَى نُـورُه فـــي كلِّ بَيْــتٍ   تَجَلّى في الرّجَالِ وفي النّسَاءِ

وأعْلــى رايَــةَ الإسْـلامِ سِـلْمًا     يُـوَاجِـــهُ كيْــــــدَ مَـكْرٍ وازْدِرَاءِ

فأشْـرقَ وجْـهُ تُرْكــــــيّا عَـلَيْنَـا    أطَـلّ بِوَجْـــــهِ سَـعْـدٍ والْـبَـرَاءِ

وعــاشَ النّاسُ أحْــرارًا كِـرامًا       بفضْلِ غِـراسهِ أهْــلِ الوفَــاءِ

أقــــرّ اللهُ مُهْجَتَــــهُ بنَــــصْـــرٍ     تمثّـــلَ في التّحَــرّر والإبَـــــاءِ

بَكى فَرِحـًا لأن الحَقَّ أضْـحَى      عَــلانيَـةً يسيـــــرُ بِـلا اخْتِـفَـاءِ

وأضْحى أهْـلُه يَمشونَ هَــونًا     "سلامًا " قـولُهم عنْــدَ اللقَــاءِ

ألا يَــا أرْبَـــكانُ إليْكَ نَــــهْـفُـو      فأنـــتَ أخُـــو عُـلُـوٍّ وارْتِـقَــــاءِ

لقدْ عـلّمْتَ شعْبَك كيفَ يسْـمُو      بِصَـبْرٍ فِي الشّــدائدِ والعَنَـاءِ

بِحَمدِ اللــهِ في النّعْماء دَوْمـًا       وشُكْرٍ في الْمسَـرّة والرَّخَـاءِ

ألا يَــــا أربَـــكان إليْـكَ مــنّـــا        تـحيّةَ مَنْ أحبّــكَ في صَفَــاءِ

ونــرجُـو اللهَ أنْ تَـلْقـى قَبُــولاً       لَـدَى مَولاكَ في حُسْنِ الأداءِ

أنَجْـمَ الدّيــنِ مَعْـــذرةً فَـإنَّــــا       تبَـــاريْنـا بدُنيَـــــا الأشقيَـــــاءِ

وأغْمَــضْنا عيُــونًا عنْــكَ رَدْحـًا      وتِهْنَـــا في الولاءِ وفي الْبَـراءِ

غَرقنـا في بِحَـار القوْم حَتـى       نَنَــالَ لــديْــهمُ بعْـضَ الثنـَــــاءِ

نسيْــنا أنّ مَنْهجَنـــا قَــويْـــمٌ        وأنّ النّاسَ فيــهِ عَلى سـَــواءِ

فصَحَّحتَ الْمَسَـارَ وكانَ صعْبًـا      عَـلَيْكَ مسِيْـرُنـا دونَ اهتِـــدَاءِ

وجـاءَ المَوتُ نحْـوَكَ في أنَــاةٍ       كمــا يَأْتِـي كِـــرَامَ الأَتْقيَـــــاءِ

ونَــاداكَ الرّسُـولُ بِـكل رِفْــقٍ       إلى الرّحْـــمن هيّــا، للْعَــــلاءِ

فلبّيْــتَ النّـداءَ بكــل شَــــوقٍ       لتلْـقى الرّكبَ مَـوْفُـورَ الْجَـزَاءِ

ألا يَــا ربّ مَغْـفِــــــرَةً لِنَـجْـــمٍ       ألا يَــا ربّ، أجْـزِلْ في العَطـاءِ

الأحد في 24/ربيع الأول/1432 الموافق لـ 28/2/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق