الأربعاء، 19 يناير 2011

الخاطرة الثامنة عشرة

بسم الله الرحمن الرحيم
وسطية جدي وأمثاله
ظلَّ جدي رحمه الله إمامَ ومُؤذِّنَ وخطيبَ مسجدِ القرية قرابة خمسين سنة، وفي بعض الأحيان القليلة التي يكون فيها مضطرًا على عدم الحضور كان أحد أبنائه يقوم بذلك، أو أحد رجال القرية الذين عندهم الأهلية.
والذي مازلت أذكره من خطبة جدي لكل يوم الجمعة، وحفظته أيضًا هو الدّعاء الذي كان يدعو به في الخطبة الثانية. كان يقول:
((واعلموا أن الله تعالى وملائكته قد صلوا على نبيه قديمًا فقال تنبيهًا لكم وتعليما وتشريفًا لقدرنبيه المصطفى وتعظيمًا: "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلموا تسليما". اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد. وارضَ اللهم عن ساداتنا ذوي القدر العلي، والفخر الجليّ سيدنا أبي بكر وسيدنا عمر وسيدنا عثمان وسيدنا علي، وعن باقي العشرة المبشرين بالجنة، وارض اللهم عن السبطين الشهيدين والقمرين النيرين، سيدي شباب أهل الجنة وريحانتي نبي هذه الأمة، وقرّة أعين أهل السنة سيدنا أبي محمد الحسن، وسيدنا أبي عبد الله الحسين، وارض اللهم عن أمّهما فاطمة الزهرا، وعن جدتهما خديجة الكبرى وعن عائشة أم المؤمنين، وعن سائر الصّحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. اللهم ارحم الأربعة الكُمّل: أبا حنيفة والشافعي ومالكًا وأحمد بن حنبل، اللهم انصر من نصر الدين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم انصر عبادك الغزاة والمجاهدين المرابطين في برك وبحرك من أمة محمد أجمعين غير الباغين
ثم يدعو بأدعية أخرى تناسب الزمان والمكان، وأخيرًا يقول:
عبادَ الله، "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذَكّرون" فاذكروا الله العظيم يذكرْكم، واشكروه على نعَمِه يزدْكم... والله يعلم ما تصنعون. أقم الصلاة، يرحمني ويرحمكم الله...))
هكذا نُشِّئنا على حب جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى حب آل بيته الطيبين الطاهرين... وعلى احترام الرأي الآخر حين نترحم على جميع الأئمة مع أنّ واحدَنا كان متّبعًا لأبي حنيفة أو الشافعي... وليس بعيدًا عن الذاكرة أن بعض أصحاب مذهب معين كان لا يجيز الصلاة خلف رجل من مذهب آخر... وغير ذلك من الأمور التي هي مثار العجب والدهشة... 
الجمعة في 17/صفر/1432 
    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق