السبت، 20 فبراير 2016

تمطّى القرد يومًا واستطالا

تمطّى القــردُ يومَا واستـطالا****وظـــنَّ بأنـهُ ضاهــى الرّجالا
وراح يكيدُ للغـــزلانِ حــيْــنًا****وحــيــنًا للأســود، وقـد تعالى
وأغراه بأن الأسْد نـــــــامت****وغـزلان الفلا صارت خـــيالا
تمــــــادى في تقمُّصه لشـبلٍ****يُحــاكي الشّبـل نَصْبًا واحتيـالا
وظنّ بأنّ نــوم الأسد يبـقــى****دهــورًا ثــم أحْــقـــــابًا طوالا
وأنّ صديقـه الخنزيرَ أعطىى****لـــــه سمّـًا ليجْـــعــلهــا نَـكالا
ولكن الأسود صحت وقامـت****تقــاتـــــله وترشــــقــه النّـبالا
وغـــزلان الفلاة جرت خفافًا****تـطاردُه يمـــيْــنـــًا أو شمــالا
فحوصر في حظيرته ذليــلًا****ومن خوف على الأثواب بــالا
ولكن الخـــنازير استشاطت****وطاش صوابها، فـنــوت نزالا
وراحت تحشد الأوباش منهـا****ومن أشكالها تمــشي اخــتيالا
وآزرهــــا شياطين تــداعوا****من الأقطار، زادوهــــا خـبـالا
سعوا في الأرض إهلاكًا لحرث****ونسل بعد أن وأدوا الجمالا
وأغــراهم بأن وجــدوا فــئـامًا****من البرآء قــد شدوا الرحالا
وظنــوا أنهـا صارت مشاعًا****لهــم، وغــدت مرابعها حـلالا
نسوا في أنهــا رحِــمٌ ولـــودٌ****تقــــدمُ فتـــيــةً عشقوا النضالا
ومنْ أشواكها صنعتْ حـرابًا****مُسوّمةً،تنـــالُ من استــطـــالا
ومن حصبائها ترمــي طـغـاةً****غدت نار الجحيـــم لهم مــآلا
هي الشام التي تأبى رضوخًــا****وتأبــى أن تّــذلّ وأنْ تُـنـــالا
مُــريدو السوء فيها لن ينالوا****مرادهم، ولو فعــــلوا الفعـــالا
غدا سيرون مصرعهم مُريعًا****ويلقـون المهــــانة والوبــــالا
وتـرْجــع شـامُنــا أمّـًا رؤومًا****وتُرخي فوق صفوتها الظلالا

السبت في 11/جمادى الأولى/1437 الموافق 20/شباط/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق